شفق نيوز/ ذكر موقع "ديفينس نيوز" الأمريكي المتخصص بالقضايا العسكرية، أن الخبراء يشككون في التقارير الروسية التي تتحدث عن رغبة العراق بشراء انظمة الدفاع الجوية الروسية "اس 400" و"اس 300" ومقاتلات "سوخوي-57".
ونقل الموقع في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز؛ عن مدير مركز "NAMEA " المتخصص بالاستشارات الجيوسياسية نورمان ريكليف (الذي عمل في السابق مستشارا لوزارة الداخلية العراقية) قوله إنه "بينما كان هناك بعض النقاش في البرلمان العراقي قبل عام، فإنني لست على علم بوجود اهتمام حقيقي بهذه الأنظمة في وزارة الدفاع (العراقية). وليس هناك محادثات جرت مؤخرا حول شراء هذه الانظمة في البرلمان منذ أوائل العام الماضي".
واوضح ريكليف؛ انه لا يبدو أن هناك مفاوضات لشراء الـ"اس 300" او مقاتلات ال"سوخوي" برغم ان وزارة الدفاع العراقية سبق لها أن بحثت الفكرة. وتابع "من الواضح ان نظام ال اس-400 هو بمثابة خط أحمر بالنسبة الى الولايات المتحدة"، في اشارة الى العقوبات التي فرضتها واشنطن على حليفتها في حلف الناتو بسبب شرائها هذه المنظومة الروسية.
وتابع ان "اي انظمة تسلح روسية قد يتم شراؤها، ستخضع للتدقيق كل حالة بحالتها، علما بان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة بالنسبة الى العراق هو ان يتمكن من بناء قدرته على الدفاع عن نفسه".
وكان قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال فرانك ماكينزي اعلن مؤخرا انه بينما تخفض الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط، فإن روسيا والصين ستتطلعان من أجل ملء الفراغ المتاح لاستغلاله.
وذكر "ديفينس نيوز" إن محاولات العراقي لإيجاد مصادر بديلة لمعداته العسكرية ليست جديدة، وهو يستخدم بالفعل انظمة واسلحة روسية.
وقال ريكليف ان العراق اجرى مفاوضات بالفعل في السابق من اجل ان تقوم وزراة الدفاع العراقية بشراء مقاتلات "ميراج" الفرنسية، كما ان العراق يستخدم حاليا انظمة "بانتسير-اس 1" الروسية للدفاع الجوي، وهو سعيد بها. وتابع ان هناك حديث أيضا يتعلق بشراء العراق المزيد من طوافات "هيند ام اي-24" ولكن "لا اعتقد ان هذه وصلت الى مرحلة المفاوضات الجدية".
واعتبر المستشار البارز في "معهد كارنيجي" آرام نيرغوزيان ان بإمكان روسيا أن تلعب دورا في تحسين واستبدال بعض الانظمة الحربية التي بحوزة العراق. واوضح ان "العراق يشغل بالفعل طوافات هجومية روسية، وباعت روسيا دبابات "تي – 90 اس" القتالية، إلا أن السؤال الكبير يتعلق بكيفية قدرة العراق على العمل بفعالية من خلال أسطول مختلط من الاسلحة الاميركية والروسية.
واشار "ديفينس نيوز" الى ان؛ احد المشكلات التي يواجهها العراق حاليا تتعلق بصيانة أسطول طائراته من طراز "اف 16" الاميركية بعدما اعلنت شركة "لوكهيد مارتن" انها ستسحب فريق الصيانة التابع لها من العراق، لاسباب أمنية في ظل الهجمات الصاروخية التي تنفذها الميليشيات.
وقال ريكليف "لا أعلم ما الذي ستفعله لوكهيد مارتن".
وفي سياق مواز، قال ريكليف إنه يبدو ان العراق يريد توسيع علاقاته مع السعودية والإمارات، وهي محاولة تتطور بشكل جيد.
وذكر الموقع بان وفدا عسكريا عراقيا برئاسة الوزير جمعة عناد زار الإمارات في يناير/كانون الثاني الماضي، من أجل تعزيز علاقات التعاون الثنائية مع تركيز على التعاون العسكري. وفي 31 مارس/آذار، اتفقت السعودية والعراق على تعزيز التعاون العسكري بعد لقاء بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
كما سافر وزير الدفاع العراقي الى السعودية في 31 ايار/مايو، ولم توقع اية اتفاقات، لكن المحادثات من أجل توسيع العلاقات العسكرية، ستتواصل.
وقال ريكليف؛ إن لدى العراق نظام فعال لتقييم الحاجات العسكرية وهو بطبيعة الحال سيدرس عددا من الاقتراحات المطروحة لتلبية حاجته، وغالبا ما تكون الخيارات الروسية مطروحة على الطاولة.
لكن المستشار في معهد "غالف ستيت للتحليل" ثيودور كاراسيك دعا الى المزيد من الشفافية في عمليات المشتريات العسكرية لإنهاء الفساد القائم، والى قيام العراق بتقييم حاجاته الامنية بالنظر الى مستقبل ساحات المعارك.
وأعرب كاراسيك عن اعتقاده بأن العراق لن يشتري نظام "اس 300" الروسي، لكن بغداد وموسكو قد تتعاونان في مجال تكنولوجيا مواجهة "الدرونز".
وبعدما تساءل الموقع عما اذا كان بمقدور العراق ماليا شراء انظمة التسلح هذه، اشار الى ان الاقتصاد العراقي عانى من تخفيض قيمة عملته منذ بداية العام الحالي.
كما استبعد ريكليف امكانية ان يتمكن العراق من دفع أموال طائلة لشراء هذه الانظمة، مذكرا بان العراقيين واجهوا صعوبات في إنهاء مفاوضات مشابهة مع الصين تعتمد على فكرة أن يدفع العراق ثمن الاسلحة من خلال شحنات من النفط والغاز، مضيفا أن الروس ليس لديهم حاجة بموارد الطاقة العراقية.
إلا أن المحلل في "غالف ستيت للتحليل" الكسندر جليل اعتبر ان الاسلحة الروسية أرخص ثمنا عادة من الاسلحة الاميركية، وهو ما قد يساعد في تسهيل عملية الشراء العراقية المحتملة لهذه الاسلحة.
ترجمة: وكالة شفق نيوز