شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "ذا تيلغراف" البريطانية ان العراقيين القدماء ربما كان يعبدون الإسكندر الأكبر، وذلك بعدما اكتشف علماء الآثار معبدا سومريا يعود الى 4 آلاف سنة يتضمن نقوشاً يونانية غامضة ربما تكون تعبيرا عن إعلان الاسكندر الها.
وأوضح التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان خبراء المتحف البريطاني عملوا في مدينة جيرسو القديمة في جنوب العراق، اكتشفوا معبدا سومريا عمره 4 آلاف عام، وفيه نقوش يونانية غامضة لم يكن لها أي معنى تاريخي عندما جرى اكتشافها في البداية.
والآن، يقول التقرير إن علماء الآثار يعتقدون أن الموقع كان يضم معبدا يونانيا ربما امر به الاسكندر الاكبر نفسه لتكريم الالهة القديمة ومكانته الالهية.
واشار التقرير الى انه في حال كان هذا الاكتشاف صحيحا، فان ذلك ربما يكون احد اخر ما قام به الفاتح المقدوني قبل وفاته وهو بعمر 32 عاما.
ولفت التقرير إلى أن اكتشاف المعبد يشير ايضا الى ان معاصري الاسكندر كانوا على علم بالموقع السابق الذي يعود تاريخه الى 4 الاف عام والذي هجر طوال الاف السنوات، مما يشير الى أن المجتمعات القديمة كانت تتمتع بمعرفة تاريخية دقيقة وذاكرة ثقافية.
ونقل التقرير عن عالم الاثار في المتحف البريطاني سيباستيان راي قوله "انه امر مذهل حقا. اكتشافاتنا تضع المعبد الأخير ضمن فترة حياة الاسكندر"، مضيفا انه تم "العثور على القرابين، من الأنواع التي يتم تقديمها بعد المعركة، وتماثيل لجنود وفرسان"، مشيرا الى ان "هناك احتمال، لن نتأكد منه على وجه اليقين ابدا، بانه (الاسكندر) ربما جاء الى هنا، عندما عاد الى بابل، قبل وفاته مباشرة".
وتابع التقرير أنه من المحتمل أن مدينة جيرسو كانت مأهولة بالسكان منذ العام 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وأنه مع حلول الالفية الثالثة قبل الميلاد، اصبحت مدينة مقدسة بالنسبة الى السومريين، الذي يمثلون اول حضارة في العالم، باعتبارها موطنا لالههم نينجيرسو المحارب.
ولفت التقرير إلى أن الموقع المستكشف من خلال "مشروع جيرسو" التابع للمتحف البريطاني، جرى هجره في العام 1750 قبل الميلاد، اي قبل اكثر من الف عام من ولادة الملك المقدوني الاسكندر.
واوضح التقرير انه الكشف عن تم الكشف عن هذه الحضارة للعالم عندما جرى اكتشاف مدينة جيرسو في القرن ال19 من خلال الحفريات الفرنسية، والتي عثرت أيضا في وقت لاحق على آثار يونانية مختلطة بتماثيل سومرية أكثر قدما، مما خلق لغزا زمنيا.
وبحسب اكتشافات العلماء، فإنه ربما جرى بناء هيكل يوناني في الموقع، إلا أنه لم تكن هناك ادلة سوى لوح مكتوب باللغتين الآرامية واليونانية يحمل نصا يقول "ادد نادين اخي"، وهو ما يعني "مانح الاخوين".
وبحسب التقرير، فإن بعثة المتحف البريطاني ربما تكون قد ساهمت في حل هذا اللغز، بعدما تم العثور على عملة الدراخما الفضية التي قام بسكها رجال الإسكندر في ثلاثينيات القرن ما قبل الميلاد، خلال حياة الاسكندر الاكبر وبعد إلحاق الهزيمة بالفرس الذين كانوا يحكمون المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير الى أن البعثة البريطانية عثرت ايضا على مذبح وتماثيل صغيرة والتي عادة ما كانت توضع في المعابد اليونانية كقرابين، بما في ذلك العملات المعدنية، مما يشير إلى أن هذا الموقع كان مكانا للعبادة.
واشار التقرير الى ان هذه القرابين كانت شكل فرسان من الطين المشابه لهؤلاء الموجودين في سلاح الفرسان الذي كان يشكل الحرس الشخصي للاسكندر، مما يشير إلى أن من ترك هذه القرابين هناك كان قريبا للغاية من القائد، ان لم يكن من الإسكندر نفسه.
وتابع التقرير أن الاسكندر كان مهووسا بالرجال الاسطوريين الأقوياء، وهم جرى اعلانه في مصر باسم "ابن زيوس"، واصبح بالتالي شقيق بطله هرقل. واضاف ان هرقل كانت لديه تشابهات مع شخصية نينجيرسو الأقدم بكثير.
وبحسب الدكتور راي، فإن الاسكندر ربما سأل سكان بلاد ما بين النهرين عمن يشبه هرقل بالنسبة إليهم، فقالوا له انه نينجيرسو. ولفت الى ان الاسكندر ربما سعى بعد ذلك إلى تحديد موقع مقدس من أجل تكريمه، وان الذين كانوا على علم بمدينة جيرسو وبأنها هي موطن الإله، فإنهم ارشدوه الى هذا المكان.
وأوضح الدكتور راي ان النقوشات الغامضة التي تحمل عبارة "مانح الأخوين" تشير إلى أن والد الإسكندر المفترض، "زيوس"، هو الذي منح العالم كلا من القائد الاسكندر واخويه هرقل ونينجيرسو.
ونقل التقرير عن الدكتور راي قوله إن حقيقة أن السكان المحليين كانوا يعرفون أن مدينة جيرسو التي تم هجرها قبل أكثر من 1000 عام، كانت موطن الإله نينروسو، تشير إلى أنهم كانوا يتمتعتون بـ"ذاكرة ثقافية عميقة".
واشار التقرير الى ان الدكتور راي يتحدث عن وجود احتمال بأن يكون المعبد اللاحق الذي أقيم فوق الموقع المقدس الأقدم، قد تأسس عندما عبر الإسكندر في المنطقة القريبة من مدينة جيرسو أثناء عودته من حملته العسكرية في الهند، وهي مسيرة جرت قبل وفاته مباشرة في العام 323 قبل الميلاد.
وأوضح الدكتور راي أن "هذا الموقع يكرم زيوس وابنيه الإلهيين، هيراكليس والاسكندر، وهو ما تشير إليه هذه الاكتشافات".
ترجمة: وكالة شفق نيوز