شفق نيوز/ تساءل موقع "واي تيك" البولندي المتخصص بالاخبار التكنولوجية، عما اذا كان العراق سينعم بالفرص والفوائد التي توفرها شركة "سبيس إكس" من خلال مجموعتها من الأقمار الصناعية، لتأمين الإنترنت سواء في شوارع بغداد المزدحمة أو حتى في مساحاته الصحراوية المنعزلة.
واعتبر التقرير البولندي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، ان بامكان "ستارلينك" اعادة تشكيل مستقبل العراق الرقمي، وتحقيق فكرة كانت فيما مضى حلما صعب التحقق، بعدما أصبح مفهوم "ستارلينك" للانترنت الذي يغطي مهد الحضارة ممكنا، مضيفا أن "ستارلينك"، التي تعتبر بمثابة جوهرة "سبيس إكس" في السماء، تبشر بثورة في الانترنت بمقدورها أن تعيد تحديد مكانة العراق في العصر الرقمي.
وبعدما تساءل التقرير عما اذا كان بمقدور هذه الشبكة الكبرى في السماء، أن تربط بالفعل هؤلاء غير المرتبطين بالانترنت في هذه الأرض الغنية بتاريخها وثقافتها، قال إن المناخ الرقمي الحالي في العراق، يعكس اطلال بلاد ما بين النهرين القديمة.
وأوضح قائلا إنه في ظل وجود نحو نصف السكان العراق غير متصلين بالانترنت، وفقا لتقرير صدر في العام 2020، فإن الفجوة الرقمية ليست مجرد فجوة، وانما هي بمثابة هوة، ولهذا، فان هذه الاقمار الصناعية التابعة ل"ستارلينك" تبشر بجني غنائم عالية السرعة، وهي ليست مجرد بقع ضوء في السماء، وإنما هي شريان حياة لمستقبل متصل بالانترنت.
وربط التقرير بين مشاهد الماضي والحاضر قائلا ماذا تعني موجات "ستارلينك" بالنسبة الى نبض أمة تتعايش فيها التقاليد والتحول، وكيف ستتزامن الأسواق القديمة التي تعج بالتجارة القديمة، مع النقرات على لوحات المفاتيح والمعاملات الرقمية، وهل سيتمكن العلماء وهم يجلسون تحت اقواس المدارس التاريخية، ان يشاهدوا حكمتهم وهي تتحول رقميا بشكل سريع تحت أنظار الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض.
وقدم التقرير مشهدا تتخطى فيها ما اسماه "سيمفونية الاقمار الصناعية" الاضطرابات التي تعيشها الارض، وتطلق حركة موجات الـ"واي فاي" عبر الكثبان الرملية التي اجتاحتها الرياح والمشاهد الحضرية التي اهتزت بالحرب، مضيفا ان هناك امكانية لتغذية الاقتصاد الرقمي في العراق من خلال التجارة الالكترونية، وتشجيع التعليم والاستشارات الصحية عن بعد متخطية الجبال والوديان، وهو ما يمثل نسمات من التفاؤل التكنولوجي.
إلا أن التقرير قال ان هناك اسئلة ثقيلة تلوح في الأفق، فهل يستطيع المواطن العراقي العادي، ومن خلال تسعيرة ب 99 دولارا شهريا، ان يشتري مثل هذه تذكرة التي تربطه بالنجوم، وهي سيرحب نسيج الحكم العراقي المعقد بهذه الاجسام الاجنبية في سمائه، وهل من الممكن أن تكون هذه بمثابة واحة الفرص، ام ستكون برغم اغرائها، على شكل سراب من الحداثة، وبعيدة المنال بالنسبة للكثيرين؟ وتابع قائلا ان "ستارلينك" يمكن أن تكون بمثابة منارة توجه الولادة الجديدة لمدينة الموصل وهي تقوم من بين رمادها.
وأضاف قائلا "هل العراق مستعد وراغب في الترحيب بهذه السيمفونية الفضائية المتناغمة، ام ان اللحن سيقع على اذان لم تضبط بعد على هذا التردد؟"، مشيرا الى ان "ستارلينك" لديه الامكانية لجسر العوالم وربط نسيج المجتمع بشكل أقوى، ومنح العراق صوتا على المسرح العالمي.
وتابع قائلا "دعونا لا ننسى، في هذا الحديث السماوي، ان احلام الشعب العراقي هي التي ستقرر في النهاية ما إذا كانت ستارلينك ستضيء الليل أم ستختفي في الفراغ".
ترجمة: شفق نيوز