شفق نيوز/ قد يترك محمد ابو سيف أرضه هذا العام جرداء ولن يجازف بزراعتها كما فعل في العام الماضي، ويعزو ذلك الى غياب الدعم الحكومي وعدم مطابقة حساب الحقل مع حساب البيدر.
العام الماضي حين باع فيه محصوله من التفاح تساوى ما أنفقه فيما جناه وتبددت أرباح ابو سيف بين ما أنفقه على الأرض من بذور وسماد ووقود للسقي.
ويقول ابو سيف لوكالة شفق نيوز؛ انه ينوي ترك أرضه هذا العام والبحث عن مصدر رزق آخر إلى أن تنتهي مشكلتهم مع المحاصيل المستوردة والتي تؤثر بصورة كبيرة على واقع الزراعة وبيع المحاصيل التي ينتجونها في أراضيهم.
اما عن الدعم الحكومي فيرى انه غائب تماماً فلا دعم بالسماد أو البذور او تجهيزهم بالمرشات والمكائن والآلات.
ويشير ابو سيف إلى ان الكثيرين مثله قد يتركون اراضيهم خلال هذا العام فلا قدرة لديهم على تحمل مواسم اخرى قد لا يجنون فيها شيئا من المال.
أما عائشة احمد والتي تعمل على زراعة أرض صغيرة مع عائلتها بالخضروات والمحاصيل الموسمية تقول إنها وزوجها قد تعبا من العمل دون نتيجة، وان ما يحصلون عليه لا يكفيهم الا للمعيشة اليومية وقد لايكفي ايضاً وتحدثت عن واقعهم الصعب وغياب الدعم الحكومي.
وتشير عائشة في حديثها لوكالة شفق نيوز؛ إلى أن المحاصيل المستوردة غالباً ما تؤثر على بيعهم للمحاصيل المنتجة محلياً وهذا مايتسبب بضياع ربحهم واحياناً خسارتهم ايضاً.
وقالت لو لم نكن نعمل انا وزوجي وباقي أفراد العائلة في الزراعة والتنظيف والسقي لما جنينا شيئاً فما نحصل عليه في نهاية الموسم لايمكننا مطلقاً من دفع التكاليف للأيادي العاملة في حال استخدمناها في موسم الزراعة.
اما رضوان محمود وهو فلاح آخر من الموصل يقول ان مشكلتهم الرئيسية تتلخص في أمرين؛ الأول هو غياب الدعم الحكومي للفلاحين والثاني؛ عدم وجود خطة واضحة للتعامل مع المستورد، ويردف قائلا؛ "لو كان هناك تخطيط جيد لما وصلنا الى هذا الحال".
ويحذر محمود في حديثه مع وكالة شفق نيوز؛ من خطورة ما تتعرض له الزراعة في الوقت الحالي.
ويلفت إلى أن آلاف الفلاحين قد يتركونها (الزراعة) في حال وجدوا مصادر رزق أخرى لهم و لعوائلهم.
ويضيف؛ أن "الزراعة تموت يوماً بعد يوم وهذا القطاع لن تقوم له قائمة في حال لم تجد الحكومة حلولاً واقعية للتعامل مع المستورد ودعم الفلاح بالبذور او الاسمدة او الاحتياجات الاخرى".
ويتابع حديثه؛ "لو كان هناك ارادة حقيقة لكان العراق يصدر كل شيء من المحاصيل الى دول الجوار لكن الواقع الحالي يجعلنا نشتري كل شيء ونحن في بلاد يشطرها نهران من الماء العذب لكن لا أحد يقدر قيمة النعمة التي لدينا وكيف من الممكن أن نستغلها ليكون قطاع الزراعة منافساً حتى للقطاع النفطي".
أما فرحان احمد وهو فلاح من قضاء سنجار؛ يقول إن "المعاناة التي تحدث عنها الجميع هي واقع حال يعانون منه فعلى سبيل المثال في الصيف الماضي كان لدي ارض زرعت الطماطم فيها وانتجت كميات كبيرة لكن الأسعار في السوق لم تكن بمستوى الطموح".
ويبين فرحان في حديثه لوكالة شفق نيوز؛ أنه "لو لا أن ارتفعت الأسعار في الشهر الأخير من موسم القطف والبيع لخسروا تعب عام كامل"، موضحا أن "ما جنوه من أموال يكفي فقط لسد المصاريف، وان كل شيء نشتريه بالأجل سواء من البذور والأسمدة وحتى الوقود ويكون التسديد عند نهاية الموسم".
ويتردد فرحان هذا العام في الزراعة خوفاً من تكرار مأساة العام الماضي واشار الى ان حاله هو حال الآلاف من الفلاحين.