شفق نيوز/ أثار ارتفاع عدد الحوادث المرورية في العراق قلق الأوساط الشعبية والسياسية، وفيما يدعو مواطنون إلى ضرورة تعاون السلطتين التنفيذية والتشريعية للحد منها، بالتنسيق مع الجهات المعنية كافة، ارجعت مديرية المرور العامة أسباب تلك الحوادث إلى أربعة عوامل، فيما أكدت تسجيل نحو 7000 حادث مروري منذ مطلع العام الحالي.
ويقول المواطن أبو علي - صاحب سيارة خصوصي - إن "الحوادث المرورية كثيرة، سواء في المدن أو الطرق الخارجية، بسبب رداءة الطرق وافتقارها للصيانة والتأهيل، فضلاُ عن عدم التزام معظم السائقين بالإشارات المرورية وارتداء حزام الأمان"، داعيا في حديث لوكالة شفق نيوز الحكومة وخاصة وزارة النقل إلى "التعاون مع مديرية المرور العامة واللجان النيابية المختصة للحد من حوادث السير".
توجس نيابي
تتوجس لجنة النقل والاتصالات في مجلس النواب العراقي من "ارتفاع عدد الحوادث المرورية لاسيما في الطرق الرئيسية"، بحسب عضو اللجنة، عقيل الفتلاوي،
ويوضح عضو البرلمان، أن "تلك الطرق تعاني من تموجات نتيجة عدم التزام أصحاب سيارات الحمل بالأوزان المحددة لهم في فصل الصيف، ما ساهم في حصول الحوادث خاصة في الأجواء الضبابية أو الماطرة".
ويطالب الفتلاوي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز وزارة الإعمار والإسكان واللجان الفرعية، بـ"تطوير الشوارع وصيانتها، وأن تشدد مديرية المرور العامة عقوباتها بحق السائقين المخالفين لقواعد وتعليمات السير، لما لهذه الحوادث من آثار كارثية على المواطنين".
ويضيف النائب، "كما تمت مخاطبة مديرية المرور العامة ومديرياتها في المحافظات وأمانة بغداد بكتب رسمية، بضرورة وضع لوائح مرورية على الطرق حتى يتمكن السائق من التصرف وفقا للإرشادات المناسبة".
أسباب الحوادث
وتتلخص أسباب الحوادث المرورية في أربعة عوامل، (السائق، المركبة، الطريق، والظروف الجوية)، وفق مدير العلاقات والاعلام في مديرية المرور العامة، العميد زياد القيسي.
ويشرح القيسي في حديث لوكالة شفق نيوز هذه العوامل بالقول "أما السائق ففي حال التزامه بقواعد وتعليمات وضوابط وقوانين المرور، وكانت المركبة مستوفية لشروط المتانة والأمان، وكانت الطرق معبّدة بالشكل الصحيح، ومراعي السائق الظروف الجوية، حينها يمكنه تجنب الحوادث، والعكس صحيح".
ويوضح مفصلا، "أما اذا كان السائق غير ملتزم بقواعد السير والمرور فستحصل الحوادث، واليوم معظم سائقي المركبات لديهم ضعف في الالتزام بالقوانين المرورية، عبر القيادة بسرعة شديدة وتهور ورعونة، أو تحت تأثير النعاس أو المخدر أو المسكّر، فضلا عن الاجتياز الخاطئ من جهة اليمين، أو استخدام الهاتف النقال أو شاشة الديجيتال أثناء السياقة، وهذه تؤثر سلبا على قيادة المركبة، وبالتالي تحصل الحوادث".
ويضيف عميد المرور، "أما فيما يخص المركبات، فإن قسم منها وخاصة بعد 2003 تفتقد إلى أبسط شروط المتانة والأمان، وكذلك الطرق وخصوصا في محافظة بغداد والدولية، لم يطرأ عليها إكساء أو تصليح سوى طلاء وتحديث ضئيل، لذلك يعاني بعضها من التموجات والتخسّفات والحفر".
وعن الظروف الجوية -العامل الرابع للحوادث -يبيّن القيسي، أن "بعض سائقي المركبات لا يبالون بتأثيرات أحوال الطقس، سواء بارتفاع درجات الحرارة أو الغبار أو الأمطار الغزيرة أو الضباب أو الثلوج في المناطق الشمالية، وهذه جميعها تساهم في حوادث السير"، لافتا في ختام حديثه إلى "تسجيل 6878 حادثا مرورياً منذ مطلع العام الحالي".