شفق نيوز / للعام السابع على التوالي، تتفاقم معاناة النازحين في محافظة الأنبار غربي العراق، خصوصاً مع إرتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ في عموم البلاد، والتي أدت إلى وقوع عدد من حالات الإغماء في مخيمات الحبانية وبزيبز، فضلاً عن تعرض العديد منهم إلى الإصابة بما يعرف بـ"ضربة الشمس".
إصابات ونقص خدمات
أحد القائمين على ملف النزوح في الأنبار، أبلغ وكالة شفق نيوز، أن "مخيمات النزوح في الأنبار، شهدت وقوع عدد ليس بالقليل من حالات الإغماء والإصابة بضربة الشمس، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتردي خدمة الطاقة الكهربائية المجهزة للمخيمات، والتي أدت إلى عدم ضخ المياه بشكل كافٍ للنازحين".
وأوضح أن أن "العائلات النازحة في المخيمات تعيش بحالة يرثى لها، نتيجة سوء الخدمات الأساسية المقدمة لهم، فضلاً عن شبه انعدام الدعم المقدم لهم من قبل المنظمات الإنسانية".
ويطالب نازحون الحكومة المحلية في الأنبار والحكومة الاتحادية، بإيجاد حلول سريعة لتوفير الخدمات الأساسية (ماء وكهرباء)، أو إنهاء المشكلات الأمنية والعشائرية التي تلاحق بعضهم، وإعادتهم إلى مناطق سكانهم الأصلية.
عودة محفوفة بالمخاطر
وفي هذا الصدد، قال سعد رشيد (43 سنة) أحد نازحي قضاء الفلوجة شرقي الأنبار، "لدي زوجة وثلاثة أطفال، ونرقد داخل هذا الكرفان الذي لا يحتوي على مصدر هواء سوى هذه النافذة الصغيرة والمروحة السقفية تلك، حتى أنها إذا دارت فلن تجلب سوى السموم".
وأضاف رشيد، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، "إذا كانت الحكومة عاجزة عن توفير الخدمات لنا، فلتتعهد بحمايتنا وإعادتنا إلى مناطقنا"، مردفاً بالقول "إن لم تتمكن من اتخاذ إجراء فعلي لحل أزمة النزوح، فلتتنحى جانباً عسى أن يأتي بديل يكون على قدر المسؤولية".
وأما محمد حليم ( 26 سنة ) فيقول ساخراً، "لم يسمحوا لي بالعودة إلى منطقتي لأن الذي كان أخي قد تورط بالانضمام لداعش، وها قد تمكنت الحكومة من القضاء على الإرهاب بعد أن أصيب ابني البالغ من العمر ستة سنوات بضربة الشمس، وسط انعدام الخدمات الطبية في هذا المخيم".
وأعتبر حليم، سكان منطقته والعشائر والأجهزة الأمنية والحكومة "أبطالاً بتحقير النصر في عدم سماحهم بعودته إلى محل سكنه"، حسب قوله.
دور المؤسسات الصحية
بدوره، أكد مدير صحة محافظة الأنبار، خضير خلف شلال، أن "المؤسسات الصحية في المحافظة، تعمل على مدار الساعة، وتستقبل المرضى كافة، سواء كان بسبب موجة الحر أو غيرها، ولكن الوضع طبيعي جداً"، وفق قوله.
وأضاف شلال، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هناك مفارز طبية منشترة في عموم مدن المحافظة، وحتى داخل مخيمات النزوح، تم افتتاح مراكز صحية هناك، تتابع حالات المصابين والمرضى وتقوم بواجبها على أكمل وجه".
تكفل العودة أمنياً وعشائرياً
من جهته، قال مستشار محافظ الأنبار لشؤون النازحين، مازن الريشاوي، إن "المعاناة التي نتجت عن ارتفاع درجات الحرارة هي في عموم البلاد، وليس على النازحين فقط، أما بالنسبة لخدمات الماء والكهرباء في المخيمات فهي متوفرة".
وأما فيما يخص المطالبة بإعادة النازحين إلى مناطقهم، أوضح الرشاوي لوكالة شفق نيوز، أن "من يريد العودة إلى منطقته فليعد، وإدارة المحافظة تتحمل مسؤولية حل مشكلته، سواء كانت أمنية أو عشائرية".
وبين الريشاوي، أن "الحكومة المحلية في الأنبار تتجه نحو إغلاق مخيم الحبانية بشكل كامل، وغالبية العائلات هي من لا ترغب بالعودة، حيث تقوم الحكومة المحلية بتسجيل أسمائهم وتحديد موعد لإعادتهم، ومن ثم يغيروا رأيهم".
وأعلن الريشاوي، عن تكفله شخصياً بـ"إعادة من يرغب بالعودة من مخيم الحبانية، إلى منطقته، وحل مشكلته أيضاً".
وفيما يخص نازحوا مخيم بزيبز، لفت إلى أن "هذا المخيم موضوعه شائك، والقاطنين به هم من سكنة (العشوائيات) وهم سكان العويسات والجنابي، وحل مشكلاتهم من مسؤولية الحكومة المركزية وليس حكومة الأنبار".