شفق نيوز/ ذكر موقع "كومون دريمز" الامريكي ان العديد من مهندسي حرب العراق قبل 21 سنة، يساهمون في طرح خطة تحت عنوان إعادة بناء ونزع التطرف في قطاع غزة، مع ضمان أن تحتفظ اسرائيل "بحرية العمل" للاستمرار في العمليات ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وبحسب التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن الخطة نشرها "المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي" (JINSA) وهو مركز يهودي متشدد وموال للمحافظين الجدد، بالاضافة إلى ما يسمى "ائتلاف فاندنبرغ".
وأشار التقرير الى أن الخطة تدعو إلى إنشاء كيان خاص، تحت اسم "الصندوق الدولي لإغاثة غزة وإعادة الإعمار" الذي ستقوده مجموعة من الدول العربية مثل المملكة السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، وذلك بدعم من الولايات المتحدة ودول أخرى.
وأوضح التقرير؛ أنه فيما يتعلق بالدور الفلسطيني في الصندوق فإن خطة ما يسمى "فريق عمل مستقبل غزة" يطرح فكرة تشكيل مجلس استشاري "يتألف بالدرجة الاولى من سكان غزة من خارج صفوف حماس، من غزة والضفة الغربية والشتات. اما بالنسبة الى السلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقرا لها، فإنه "يجب التشاور معها وعليها ان تبارك علنا انشاء الصندوق بينما تخضع هي نفسها لعملية "تجديد".
وبحسب التقرير، فإن الخطة الى جانب انها تسمح لإسرائيل باستمرار العمل ضد حماس والجهاد الإسلامي في داخل غزة، فإنها تدعو ايضا الى توفير الامن من قبل التي تقود الصندوق إلى جانب "قوات قادرة من الدول غير الإقليمية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إسرائيل"، وذلك بالاضافة الى سكان غزة الذين جرى التدقيق فيهم.
ولفت التقرير إلى أن الخطة تنص على أن يكون الصندوق بمقدوره أن يوظف "مقاولين امنيين من القطاع الخاص لهم سمعة جيدة بين الجيوش الغربية" على أن يكون ذلك من خلال التنسيق القوي مع قوات الامن الاسرائيلية.
وذكر التقرير ان "فريق عمل مستقبل غزة" الذي أعد الخطة، يتألف من 9 أعضاء، 4 منهم أدوا ادواراً رئيسية كصانعي سياسات في الشرق الأوسط في عهد الرئيس السابق جورج بوش وفي الفترة التي سبقت كارثة غزو العراق في العام 2003 وفيما بعد.
واوضح التقرير ان الفريق بقيادة جون هانا الذي تولى منصب نائب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني من العام 2001 الى العام 2005 ثم مستشار الأمن القومي لتشيني (2005-2009) حيث حل محل لويس سكوتر ليبي الذي استقال من منصبه بعد ان ادين بالحنث باليمين. وتابع التقرير أن لويس ليبي الذي حصل لاحقا على عفو كامل من الرئيس السابق دونالد ترامب، هو أيضا عضو في فرقة العمل المرتبطة بغزة.
واشار التقرير إن العضو البارز الآخر في فريق العمل هو اليوت ابرامز الذي يرأس "ائتلاف فاندنبرغ" المتشدد، والذي سبق له أن تولى منصب مدير شؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي في عهد بوش من العام 2002 الى العام 2009، كما عمل لاحقا مبعوثا خاصا لفنزويلا وإيران في عهد ترامب.
واعتبر التقرير؛ أنه من المفارقات الغريبة أن أبرامز، الذي شغل أيضا منصب مدير شؤون الديمقراطية في مجلس الأمن القومي خلال عهد بوش، أدى دورا رئيسيا في دعم محاولة الانقلاب المسلح التي قامت بها حركة فتح، المنافس الرئيسي لحماس، في العام 2007 بعدما اكتسحت حماس نتائج الانتخابات الفلسطينية في العام 2006، وهي محاولة انقلابية تسببت في اندلاع حرب أهلية محدودة ولكن دموية في غزة، وأفضت في النهاية إلى تعزيز حماس لسلطتها في القطاع.
أما العضو الرابع في فريق العمل فهو السفير اريك ايدلمان الذي سبق له أن شغل منصب النائب الأول لمستشار الأمن القومي لتشيني من العام 2001 إلى العام 2003 ثم تولى منصب وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة، الذي يعتبر المنصب الثالث في هرمية البنتاغون، خلال عهد وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد ثم خليفته روبرت جيتس، وذلك من العام 2005 الى العام 2009، بينما كانت القوات الامريكية تبذل جهودا كبيرة من أجل احتواء المقاومة السنية ضد القوات الأمريكية في العراق.
ولفت التقرير إلى أن الرجال الاربعة بالاضافة الى عملهم معا خلال عهد إدارة بوش، فإنهم يرتبطون منذ مدة طويلة بجماعات المحافظين الجدد المؤيدة بقوة لاسرائيل، حيث عملوا في مجالس ادارة او في مناصب استشارية لمنظمات ومراكز بحث مثل "معهد هادسون"، و"مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، و"مركز السياسة الامنية" المتشدد،، بالاضافة الى "ائتلاف فاندنبرغ" و"المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي".
ورأى التقرير أن مثل هذه الجماعات روجت لسياسات كانت تتلاءم عموما مع سياسات حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولهذا، قال التقرير إن "النتائج الرئيسية" في الخطة المطروحة تتضمن الأولويات التالية:
استعادة احتياجات الردع والأمن لاسرائيل، سواء لشعبها أو لمكانتها كحليف إقليمي قوي وعنصر رئيسي في مقاومة طموحات إيران.
تفكيك حماس كقوة عسكرية وحاكمة والحؤول دون إعادة تشكيلها من خلال استمرار اسرائيل بالحرية في العمل ضدها وضد حركة الجهاد الإسلامي؛ ومن خلال نزع السلاح والتطرف وتحسين الظروف في غزة بحيث لا يمكن ان تتكرر الهجمات الارهابية الكبرى مثل 7 اكتوبر/تشرين الاول،
ولفت التقرير إلى أن الصندوق المقترح يجب أن يضم الولايات المتحدة والدول المعنية التي تقبل دور اسرائيل في المنطقة، ويجب أن تقدم المساعدة الانسانية وتساعد على استعادة الخدمات الأساسية وإعادة بناء المجتمع المدني في غزة.
وتابع أن نشاطات الصندوق يجب أن تدار من قبل مجلس دولي يتكون من 3 الى 7 ممثلين من الدول الرئيسية الداعمة للصندوق، بما في ذلك السعودية والإمارات وغيرهما، مضيفا أن هناك دولة واحدة على الأقل تم تجاهلها من القائمة وهي قطر، التي قدمت عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات لغزة خلال العقد الماضي.
وذكر التقرير أنه ما يعكس صدى حملة واشنطن الكارثية بسياسة اجتثاث البعث في العراق، فان الخطة تركز بشكل خاص على جهود "اجتثاث التطرف"، حيث يعتبر الصندوق أن سنوات من التطرف من قبل حماس قد أدت الى تعقيد مهمة إصلاح واستعادة غزة، وأنه يتحتم التركيز على برنامج طويل الأجل لاجتثاث التطرف في وسائل الإعلام والمدارس والمساجد".
وتربط الخطة بين تطبيق هذه الخطوات في غزة وخصوصا مكافحة التطرف، وبين مستقبل انجاح خيار حل الدولتين. ويعتبر فريق العمل أن على الصندوق التنسيق مع جهود الدول الاخرى ومع المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. الا ان الخطة تتبنى نقطة رئيسية من جانب حزب الليكود، ومفادها انه "يجب ان ندرك ان انشطة الأونروا تعمل على ادامة وتعميق الازمة الفلسطينية".
وبحسب الخطة، فإن الدعم الفوري من جانب الأونروا في توفير الإغاثة قد يكون ضروريا، إلا أنه "يجب تطوير وتنفيذ خطط لاستبدالها بمؤسسات فلسطينية محلية او منظمات دولية اخرى ملتزمة بالسلام".
وتعتبر الخطة ايضا انه يجب متابعة كل هذه الجهود من اجل مواجهة "الحملة العدوانية التي تقوم بها إيران لعرقلة جهود السلام الإقليمية، بما في ذلك عن طريق تقييد التهديد الذي يشكله حزب الله، واستئناف التقدم نحو التطبيع بين اسرائيل والمملكة السعودية".
ترجمة: وكالة شفق نيوز