شفق نيوز/ دعت منظمة "التعليم" الدولية إلى دعم قطاع التعليم العام في العراق وإقليم كوردستان، على خلفية الأضرار التي لحقت بهذا القطاع جراء الأزمات والصراع المسلح والتحديات الاقتصادية التي واجهها طوال الحقبة الماضية.
وقالت المنظمة التي يتخذ من بروكسل مقراً لها، وتمثل رابطة الاتحاد العالمي، الممثلة لـ32 مليون شخص من المعلمين والعاملين في قطاع التعليم في 178 دولة، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إن الجهات التابعة للرابطة في العراق تتحرك تحت شعار "غو بابليك" من أجل دعم التعليم العام للطلاب العراقيين، وذلك من خلال نظام تعليمي عام وعادل يساهم في تمكين المعلمين والمهنيين التربويين واحترامهم وتقديرهم.
وذكر التقرير أن التعليم العام في العراق يعاني من نقص التمويل، حيث أنه لا تتوفر لهذا القطاع سوى 5.7% من الموازنة الاتحادية، وهو نقص في الاستثمار أدى إلى اكتظاظ الفصول الدراسية، والمباني المدرسية التي تفتقر إلى إجراءات السلامة، بالإضافة إلى عدم كفاية الموارد التعليمية.
وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن الأساتذة في إقليم كوردستان لم يتلقوا رواتبهم بانتظام منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهو ما أصاب النظام التعليمي باضرابات كبيرة، مشيراً إلى توقف الزيادات على رواتب المعلمين منذ كانون الثاني/ يناير 2016، بينما لا يجري تعيين العديد من المعلمين العاملين بنظام العقود وتحويلهم على الملاك الدائم على الرغم من سنوات عملهم في الخدمة.
وأضاف التقرير أن هذا الوضع "المزري" تسبب في توقف أكثر من 70 ألف معلم عن التدريس وأُجبر أكثر من 700 ألف تلميذ على ترك مدراسهم.
وتحت عنوان "النقابات التعليمية تقود الهجوم"، قال التقرير إن هذه النقابات كانت في طليعة الداعين إلى تقوية الاستثمار الحكومي في التعليم العام لتخطي هذه التحديات، مضيفاً أن جهودهم المستمرة أدت إلى صدور قرار الحكومة الأخير بتعيين أكثر من 300 ألف معلماً ومدرساً جديداً في القطاع العام.
وبين التقرير أن حملة "غو بابليك" لدعم التعليم العام في العراق، أطلقت رسمياً في أيلول/ سبتمبر 2023، مذكّراً بأن وفداً من منظمة التعليم الدولية سافر إلى بغداد للقاء رئيسيّ الجمهورية والحكومة، بالإضافة إلى نقابات المعلمين العراقيين والهيئات التي تنتمي إلى منظمة التعليم الدولية في الدول العربية.
وأشار التقرير إلى أن "التعليم الدولية" نظمت في آيار/ مايو الجاري، وبالتعاون مع نقابة المعلمين العراقيين واتحاد المعلمين الكوردستاني ورشة عمل للتخطيط في بغداد، ضمت أيضاً ممثلين من النقابات لطرح إستراتيجية تتضمن المزيد من الإجراءات لدعم تمويل حملة "غو بابليك".
ونقل التقرير عن رئيس نقابة المعلمين العراقيين عدي حاتم، قوله إن "نظام التعليم العام الممول جيداً يمثل أهمية كبيرة من أجل تمكين الأساتذة والطلاب".
وبحسب حاتم، فإن الدفع الحالي باتجاه الخصخصة لا يوفر الحل لأزمة التعليم في العراق، موضحاً أن "المدارس الخاصة غالباً ما تعمل على تقليل مستوى الجودة، وتسيء استخدام الأموال"، مضيفاً أن "التركيز يجب أن ينصب بدلاً من ذلك على تطوير المدارس العامة وتمويلها بشكل كافٍ بهدف ضمان الوصول العادل إلى التعليم الجيد للأطفال كافة".
ونقل التقرير عن رئيس نقابة المعلمين الكوردستاني أحمد صابر، قوله "إننا نحتاج إلى الاستثمار العام حتى يشعر الأساتذة بالثقة في دورهم، ويمكنهم أن يلمسوا الدعم الجيد لدورهم، ونحتاج إلى البنى التحتية والمدارس ومواد التدريس والتعلم حتى نتمكن من تحقيق تعليم جيد للجميع"، مضيفاً أن "بناء نظام تعليمي عام قوي" سيفيد كل الطلاب، وهو ما يمثل منفعة ضرورية لمستقبل البلاد.
وأشار التقرير إلى أن حملة تمويل"غو بابليك" التي أطلقتها "التعليم الدولية" تدعو إلى سياسات تؤمن التمويل والموارد الكافية للتعليم العام على مستوى العالم، حيث تؤكد الحملة أن الاستثمار في التعليم يمثل استثماراً في المستقبل، وهدفها بناء مجتمعات عادلة وديمقراطية ينال فيها كل طفل التعليم الجيد.
ترجمة وكالة شفق نيوز