شفق نيوز/ أحيا مئات الآلاف من المسلمين الشيعة، أمس السبت، الليلة التاسعة عشر وهي أوّل ليلة من ليالي القدر في كربلاء، فيما تزامنت هذه المناسبة مع ذكرى وفاة الإمام علي التي يتم إحيائها أيضاً في مدينة النجف حيث مرقده.
وليلة القدر هي ليلة مميزة تتكرر كل عام هجري في شهر رمضان، فهي أحد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، جاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي محمد، لذلك فهي ذات أهمية وخصوصية كبيرة عند المسلمين.
ويعتقد المسلمون الشيعة بأن الليالي التاسعة عشرة والحادية والعشرين والثالثة والعشرين من شهر رمضان المبارك، هي الليالي الأكثر احتمالية بأن تكون ليلة القدر، بينما يرى السنة أن ليلة القدر قد تكون في أي ليلة من ليالي العشر الأواخر الفردية من شهر رمضان.
وتتميز بعض العبادات والشعائر التي يؤديها الشيعة لإحياء ليالي القدر، عن بقية المذاهب الإسلامية خلال شهر رمضان.
وعن سبب تسميتها بـ"ليلة القدر"، يقول الشيخ محمد السنجري، إن "القدر من التقدير، حيث يقدر الله فيها حوادث السنة من هذه الليلة إلى مثلها، وقيل القدر من الضيق، لضيق الأرض بنزول الملائكة تشريفاً لهذه الليلة".
أما سبب إخفائها في العشر الآواخر الفردية من شهر رمضان، فبين السنجري للوكالة، أنها "أخفيت كما تم إخفاء الرضا في الطاعات، والغضب في المعاصي، والإجابة في الأدعية، والاسم الأعظم بين اسمائه، ووقت الموت، ليكون الإنسان مواضباً على الطاعات في كل الأوقات".
من جهته، قال إمام مسجد والباحث الإسلامي، السيد وميض الغريفي، إن "تسمية ليلة القدر قيل واحد من أمرين، الأول بمعنى القضاء، لأنها الليلة التي يحكم الله فيها ويقضي بما يكون في السنة بأجمعها، وقيل القدر بمعنى الشرف، أي عظيم الشأن، فهي ليلة عظيمة والعمل فيها خير من ألف شهر".
وأشار الغريفي خلال حديثه للوكالة، إلى أن "المسلمين اتفقوا على أنها في العشر الآواخر في الليالي الفردية منها، لكن مذهب آل البيت أنها لا تخرج عن إحدى ثلاث ليالي 19 و21 و23، وأقرب الاحتمالات هي ليلة 23".
وعن أعمال ليلة القدر في هذه الليالي الثلاث، يوضح، أن "هناك أعمالاً مشتركة لليالي الثلاث، وأعمال أخرى خاصة في ليلة 23، أما أبرز الأعمال المشتركة فهي إحياء هذه الليالي بالعبادة والصلاة والاستغفار والاغتسال وزيارة سيد الشهداء الإمام الحسين ودعاء التوسل بالقرآن وقراءة دعاء الجوشن الكبير ومذاكرة علوم أهل البيت".
أما ليلة 23 فهي - وفق الغريفي - تختص بـ"استحباب الاغتسال فيها مرتين، في أول الليل وآخره، الأول يُجزي عن الوضوء والثاني لا يُجزي عنه، وكذلك يستحب قراءة سور الروم والعنكبوت والدخان والقدر".
ويتجه المسلمون من المحافظات العراقية كافة ومن خارج العراق أيضاً إلى محافظتي كربلاء والنجف، لإحياء ليالي القدر فيهما، فيما تفتح الحسينيات في المحافظتين أبوابها للاعتكاف وتقديم الطعام والشراب للزائرين.
وفي هذا السياق، قال المواطن أبو علي (46 عاماً) من محافظة ميسان، إنه "في كل سنة في ليالي القدر الثلاثة 19 و21 و23، نتجه إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين والإمام العباس لإحياء ليلة القدر بالصلاة والتسبيح والاستغفار".
وأضاف أبو علي، خلال حديثه للوكالة، أن "هناك من يتجه إلى النجف حيث مرقد الإمام علي لإحياء ذكرى استشهاده الذي يصادف في ليلة القدر أيضاً، وبهذا تكون الزيارة لمناسبتين في يوم واحد".
وأوضح، أن "إحياء ليلة القدر في كربلاء مع عائلتي هو تقليد عائلي نواضب عليه كل عام، حيث نقيم في فندق حتى انتهاء ليالي القدر، كما هي فرصة لتذكير الأبناء وتعليمهم على إحياء هذه الليالي لما لها من فضل عظيم، لذلك دائماً ما نؤكد على اصطحاب الأطفال لتعليمهم هذه الطقوس كما تعلمناها من أجدادنا في السابق".
يذكر أن محافظات عدة، أعلنت تعطيل الدوام الرسمي يوم غد الاثنين بمناسبة ذكرى وفاة الإمام علي بن أبي طالب، وهي كل من بغداد (فقط دوائر المحافظة ولا تشمل المدارس والجامعات)، النجف، كربلاء، البصرة، ذي قار، بابل، واسط، المثنى، الديوانية، ميسان، صلاح الدين، وديالى.