شفق نيوز/ أفاد تقرير إيراني، بأن جامعة طهران ستشهد يوم الاثنين
المقبل، احتفالاً بصدور كتاب "التاريخ غير المكتمل للحرب الإيرانية العراقية..
الإيمان والقوة النارية والحرس الثوري الإيراني".
وبحسب تقرير لصحيفة "طهران تايمز" الإيرانية،
ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن الكتاب هو للمؤلفة الأمريكية "آني تريسي صموئيل"،
وستصدر نسخته باللغة الفارسية عن "دار منشورات تاريخ ايران"، في 23 أيلول/سبتمبر
الجاري، في حين صدرت النسخة الانجليزية عن دار مطبعة جامعة كامبريدج.
وأشار التقرير الإيراني، إلى أن "الحرس الثوري الإيراني
الذي تاسس بعد الثورة في طهران عام 1979، يعتبر أحد أقوى وأبرز المنظمات في إيران،
لكن كثيرين ليسوا على إطلاع كاف حوله"، موضحاً أن "المؤلفة صموئيل تقدم
في كتابها تاريخاً مبتكراً ومقنعا حول الحرس الثوري، مستخدمة الحرب الايرانية
العراقية 1980-1988 كنقطة محورية، من اجل تحليل الروابط بين الحرب والثورة".
ورأى التقرير، أن الكتاب يقدم تغطية عميقة حول تاريخ
الحرس الثوري، وتطوره التنظيمي خلال الحرب التي استمرت 8 اعوام، وبالتالي تداعيات
هذه الحرب على الدور الحالي للحرس الثوري وسلطته في إيران".
وأضاف أن "الكتاب يعتبر بشكل مركزي ان ميلاد الحرس
الثوري وتطوره يعكس الضرورة العملية للثورة والدفاع عن البلد خلال الحرب مع
العراق، وما بعدها في علاقاته مع المنطقة والغرب"، لافتاً إلى أن "الكتاب
يؤكد ايضا على ان الايديولوجية كانت مهمة في الدفاع الايراني، وهي لم تستخدم
لتوجيه السياسة، وانما لتعزيز الروح المعنوية".
وأشار تقرير "طهران تايمز"، إلى أن الكتاب يضم
12 فصلا، تتناول نشأة الحرس الثوري ووحداته وادواره ومؤرخيه منذ الايام الاولى،
ودوره الأمني الداخلي لحماية النظام الثوري الجديد والعمل كمنظمة شبه عسكرية
موالية بالتوازي مع الجيش النظامي.
وبين التقرير، أن الفصل الثاني من الكتاب، يناقش تاريخ
الحرس الثوري ويشرح الحرب الإيرانية العراقية من منظور منشورات الحرس الثوري
ومصادره الاولية وتاريخه الشفهي، بينما يتناول الفصل الثالث اندلاع الحرب من وجهة
نظر مؤرخي ومؤلفي الحرس الثوري، ووجهات النظر الايرانية بشان قرار العراق بغزو
ايران، في حين يتناول الفصل الرابع المراحل الاولى من الحرب.
ونبه إلى أن الفصل الخامس من الكتاب، يتناول نقطة التحول
في دفاع القوات الايرانية، تحت عنوان "ملحمة خرمشهر"، الى جانب الاطاحة
بالرئيس الايراني ابو الحسن بني صدر، والتي ادت، وفقا لمؤلفي الحرس الثوري، الى
مزيد من التعاون والتماسك للقوات المسلحة الايرانية، في حين كان دور الحرس الثوري
في الحرب محل جدال.
أما في الفصل السادس، فانه يتناول قرار ايران المضي قدما
في الحرب من خلال غزو العراق في العام 1982، حيث يؤكد الكتاب أن هذا القرار تم
اتخاذه من خلال التشاور بناء على تقييم الحرس الثوري لاحتمال وقوع المزيد من
الاعتداءات من الجانب العراقي، وذلك بسبب عدم ثقة ايران في النظام العراقي وعدم
رغبة مجلس الامن الدولي في تصنيفه كمعتدٍ مثلما طالبت طهران.
هذا ويتناول الفصل السابع، بحسب "طهران
تايمز"، العمليات العسكرية الايرانية المتعاقبة التي لم تحقق النتائج المرجوة،
بسبب ما تصفه المؤلفة بانه "تعددية الحرب"، المتمثلة بالقصف الجوي للمدن
من قبل العراق باستخدام قوته الجوية المتفوقة، وحربه الكيميائية والنفسية ضد
القوات الايرانية، و"الدعم الشامل" الذي حصل عليه العراق، من أطراف
ثالثة، وتحديدا الولايات المتحدة، بعد حرب الناقلات في الخليج.
ويستعرض الكتاب في الفصل الثامن، قبول ايران لوقف اطلاق
النار في صيف العام 1988 من وجهة نظر الحرس الثوري، وهي خطوة ساهمت فيها الضغوط
الاقتصادية، وصعوبة شراء الاسلحة، وتراجع معنويات القوات الايرانية، الا انه تم
تصوير موافقة ايران على وقف اطلاق النار على انه انتصار من قبل الحرس الثوري، حيث
ان ايران لم تخسر اي ارض لصالح العراق.
أما الفصول الاخرى في الكتاب، فتتناول جهود ايران والحرس
الثوري واستراتيجياتهما الحربية، واعتمادهما على الايديولوجية والقوة النارية،
بالاضافة الى الدروس السياسية والاستراتيجية التي تعلمتها ايران والحرس الثوري من
تلك الحرب، مما ادى الى ظهور علاقاتها الاحدث في السياسة الخارجية في المنطقة،
والعقيدة الامنية المعتمدة على القوة الناعمة، ودعم الوكلاء في المنطقة لضمان
حماية ايران.
كما يتناول الكتاب توسع الحرس الثوري كجيش محترف نتيجة
للحرب الايرانية العراقية، وتوسعه في المجالات غير العسكرية، ولا سيما مواجهة
التهديدات السياسية ودوره الاخير في التعامل مع جائحة كورونا، مختتماً التقرير، بتأكيد
أهمية هذا الكتاب لكل من يسعى الى فهم أفضل لمكانة إيران في المنطقة والعالم حالياً.