شفق نيوز/ ذكر موقع "ماي لندن" البريطاني ان المغني الكوردي نوروز أوريماري، المهاجر الى بريطانيا، كان اضطر إلى الفرار من العراق في ظل حكم الرئيس صدام حسين، حيث كان مهددا بعقوبة الاعدام لانه كان يغني.
وبحسب الموقع البريطاني، فإن نوروز متحدر من مدينة زاخو في إقليم كوردستان، وهو فر من العراق بسبب العيش في ظل الخوف من الموسيقى التي كان يصنعها، لكن الآن نجح في الوصول الى "استديوهات آبي رود" الشهيرة التي سبق أن سجلت فيها فرقة "البيتلز" أغنياتها.
ولفت التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان نوروز كان يركز في أسلوبه الغنائي على محاكاة أصوات الطبيعة ومحاولة إضفاء الطابع الإنساني على تلك الأصوات في الغناء.
واوضح التقرير ان نوروز عندما كان في المدرسة خلال الثمانينيات، غنى إلى جانب مطرب شهير كان يرعاه فنيا، وبدأ في تسجيل الأغاني، إلا أنه بسبب نظام صدام حسين في ذلك الوقت، كان يتحتم عليه أن يقوم بذلك بشكل غير قانوني، وقد جرى اعتقاله عندما كان مراهقا لمعارضته للحكومة.
ونقل الموقع عن نوروز (62 سنة) قوله "كان علي أن اوقع على تعهد بأنني في حال قمت بالغناء مجددا، حتى ولو بين أصدقائي، فسوف يتم اعدامي، ولكن لأنني كنت مراهقا، فقد اعطوني فرصة لكنهم قالوا إنها ستكون المرة الاخيرة. يمكن أن يكون الغناء عن اي شيء، أغنية حب، وقد اعتبروا أنني يمكن أن أكون شخصا خطيرا وباستطاعتي استفزاز الناس بموسيقاي".
وتابع نوروز انه "عندما بلغت ال17 من عمري، التحقت بالثورة الكوردية وأصبحت مناضلا من أجل الحرية ضد نظام صدام حسين، وبدأت أغني علانية ضد النظام. ومنذ ذلك الوقت، جرى اعتقالي مرات عديدة، واضطررت على الانتقال الى سوريا، ثم تم طردي الى لبنان، وكل جريمتي أنني ولدت مغنيا كورديا".
وذكر التقرير بان نظام صدام بدأ في العام 1988، حملة إبادة ضد الشعب الكوردي ومارس انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك استخدام الاسلحة الكيماوية، وفي العام 1991، فر ملايين الأشخاص إلى حدود إيران وتركيا بينما مات الآلاف بسبب النظام.
واشار التقرير الى انه بسبب هذه الهجمات وخوفا على حياته، فقد فر نوروز في العام 1989 وأمضى سنوات في منفاه في سوريا ولبنان وتركيا قبل استقراره في النهاية في شرق لندن.
وتابع التقرير؛ أنه على مدار الأعوام الـ30 الماضية، عمل نوروز في العديد من المجالات المختلفة، بما في ذلك الترجمة الفورية مع وزارة الداخلية، لكنه استمر في الغناء بحرية بلغته الأم.
ونقل التقرير عن نوروز قوله إن "لندن منحتني كل شيء، وانا احبها. لقد منحتني وظيفة، وجواز سفر، وهذا الرجل الذي لم يبالي به أحد، وكل القضايا في الشرق الأوسط، ولكن فجأة أصبحت في لندن وأنا حر. وكنت اسافر بطريقة غير قانونية وخوفا على حياتي بين تركيا وإيران ولكني لم أعد مجبرا على فعل ذلك. لقد كنت أعيش مثل العبد وكان الأمر فظيعا، ولم يسمح لي بحرية الكلام والتعبير عن النفس".
وتابع نوروز قائلا ان "لندن منحتني الحب، وكل شيء. وكان من الممكن أن يتم تسليمي للعراق وكنت سأقتل ولكن بدلا من ذلك، حصلت على العناية".
والآن، حصل نوروز على فرصة لتسجيل الأغنية في "استوديوهات آبي رود" الذي ترتبط شهرته بفرقة "البيتلز"، حيث يؤدي أغنية الى جانب فرقة "اوبرفيوز" البريطانية المؤلفة من شيري اندرسون وهال سانت جون، والتي سجلت أغنيتها الجديدة مؤخرا تحت عنوان "أظهر لي الحب" التي تطرح الواقع الذي يواجه ملايين النازحين بسبب تصاعد الكراهية في أوطانهم.
ونقل التقرير عن نوروز قوله إنه "عندما دخلت الاستوديو، كنت أفكر في أغنية (تخيل) لجون لينون (من البيتلز)". واضاف انه "كان حلما تحقق، وأحببت العمل مع شيري وهال لأنهما كليهما من نشطاء حقوق الإنسان، وأنا أقدر كثيرا انني غنيت في نفس الاستوديو مثل فرقة البيتلز، انه خيال وشعور جميل".
وختم نوروز بالقول ان "تكون لاجئا ليست مسألة سهلة، ومغادرة المكان الذي نشأت فيه، فتصبح مرتبطا به بقوة. أنت تغادر فقط إذا كنت مضطرا، ولم أكن لأغادر كوردستان لو كان لدي خيار، إلا أنه لم يكن هناك طريقة لأكون قادرا على العيش تحت حكم صدام حسين، بينما كان شعبي يقتل. والطريقة الوحيدة للإفلات هي الهروب والفرار".
ترجمة: وكالة شفق نيوز