شفق نيوز/ سلط برنامج الأمم المتحدة الانمائي الضوء على تجربة فريدة شارك فيها شبان عراقيون بهدف مكافحة الفساد، كانت قد اطلقت من مدينة أربيل، من خلال تنظيم ماراثون "سلموا العصا" والذي ألهم الملايين في انحاء العراق.
ووصف التقرير الاممي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الفساد بانه "العبء الاكبر على التنمية في العراق"، مشيرا الى ان "مكافحة الفساد في هذا البلد عملية معقدة وتؤثر بشكل عميق على العديد من جوانب المجتمع، حيث انه يشكل عائقا امام التنمية ويحد من حصول الكثيرين على الاحتياجات والخدمات الاساسية.
وأضاف، أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وادراكا منه لخطورة الفساد باعتباره سببا اساسيا لعدم الاستقرار والصراع، اعطى الاولوية لمحاربة الفساد من اجل تحقيق التنمية المستدامة".
ونقل التقرير عن الشابة اخلاص عزيز قولها إنها "ركضت ضد الفساد، وكان شرفا لي ان اشارك"، كما نقل عن الشابة شاهي عبدالوهاب قولها بذات الحماس، "لقد استمتعت بوجودي هنا واطلاق الحملة من خلال هذا الماراثون". كما نقل عن الشابة رحمة هركي التي شاركت قائلة "ركضنا سوية في الماراثون في اربيل. نحن نشعر بالفخر".
ولفت التقرير الدولي الى انه كان اخلاص وشاهين ورحمة كن من بين اول من "سلموا العصا" خلال الماراثون في اربيل، لاطلاق حملة "سلموا العصا" على مستوى العراق بهدفمكافحة الفساد، مضيفا ان هذه المبادرة الهمت الملايين في جميع انحاء العراق.
وتابع التقرير ان حملة "سلموا العصا" اكتسبت هذا العام تأثيرا خارج العراق، وحصلت على المراكز النهائية في جوائز "جمعية العلاقات العامة في الشرق الاوسط (MEPRA)" لافضل "حملة غير ربحية" وافضل "استخدام للميزانية المحدودة".
وذكر التقرير انه من اجل دعم الحهود المستمرة لتعزيز الشفافية والمساءلة، فان برنامج الامم المتحدة الانمائي في العراق، كان قد اطلق حملة "سلموا العصا" في اليوم العالمي لمكافحة الفساد في العام 2023، وهي حملة جرى اعدادها بهدف تمكين الشباب العراقي من مناقشة القضايا المحيطة بالشفافية والتفكير فيها والتفاعل معها، مع تقوية الشعور بالمسؤولية الجماعية.
واوضح التقرير، أن "تسليم العصا" هو مفوم يرمز الى الالتزام بالشفافية والمساءلة، مضيفا انه في كل مرة يتم فيها تمرير العصا، فان ذلك لا يمثل مسألة رمزية فقط، وانما يمثل مسؤولية مشتركة في مكافحة الفساد.
وبحسب التقرير، فإن هذه الحملة، شجعت المواطنين العراقيين على استخدام آليات الابلاغ المتاحة والتفاعل مع المؤسسات العامة لتعزيز دورها في تعزيز النزاهة.
وقال إن البرنامج استخدم قناة انستغرام تابعة له من اجل رفع مستوى الوعي حول الفساد وتحديد تقييم فهم الجمهور، كما وفرت الحملة معلومات تثقيفية حول الفساد والخطوات الملائمة لتتخذ للتعامل مع حالة الاشتباه في قيام احد الاشخاص بعمليات فساد، وامنت الحملة مشاهدات لهذا الحوار من قبل اكثر من 500 الف شخص متجاوزة التوقعات بكثير.
ونقل التقرير عن مارييلا عبدو، رئيسة شركة "اوجيلفي"، قولها، إن "تعاوننا مع برنامج الامم المتحدة الانمائي كان لا يقدر بثمن. ان الشراكة في حملة وطنية لمكافحة الفساد تتماشى مع مهمة اوجيلفي لاحداث تاثير يتجاوز نطاق الاعمال، مضيفة انه من خلال المشاركة الرقمية يمكن للشراكات الجريئة والابداعية ان تؤدي الى تقود الى تغيير دائم.
ونقل التقرير عن الموسيقي العراقي مصطفى زاير قوله، إن "الفساد هو تحدي متجذر في مجتمعنا. ومع ذلك، فان التغيير ممكن. من اجل التغيير يجب علينا جميعا ان نظل متحدين وان نتحول الى صوت واحد وبعمل واحد ضده، ولهذا السبب انضممت الى حملة سلموا العصا، وساواصل دعم الاجراءات التي سيتم اتخاذها".
ولفت التقرير الى أن "زاير وغيره من الشخصيات المؤثرة قاموا بدور رئيسي حيث استخدموا منصاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي من اجل نشر رسالة الحملة وتشجيع متابعيهم على "تسليم العصا".
وبحسب التقرير، فقد عمل برنامج الامم المتحدة الانمائي مع 23 منظمة شبابية ونسائية من اجل ان يضمن وصول صدى الحملة للشباب العراقيين، وخصوصا من خلال منصات "اسنتغرام" وتيك توك"، وهو ما ادى ايضا الى تعزيز موقف الامم المتحدة الموحد ضد الفساد.
ولفت التقرير الى ان الاستجابة للحملة تخطت التوقعات، حيث انها خلال 10 ايام، وصلت الحملة الى 65 مليون مشاهدة وشارك فيها كثيرون، واغلبهم تحت سن الثلاثين، مشيرا الى ان الحملة وفرت مساحة بامكان الشباب من خلالها التعبير عن افكاررهم حول قضية تثير اهتمامهم بقوة.
وتابع التقرير قائلا انه في اقليم كوردستان، فان الحملة تزامنت مع زيادة بنسبة 28% في استخدام الخط الساخن للابلاغ عن حالات فساد الفساد، مما يظهر ان منصات الحوار بمقدورها المساعدة في في تحقيق العمل البناء.
واضاف ان الاف الشباب انخرطوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في مشاركة افكارهم وهمومهم وامالهم، وفي مناقشات حول تاثير الفساد على حياتهم، مشيرا الى ان هذه المحادثات اظهرت الاهتمام القوي عمموا بالمساءلة وعن رغبة المجتمع في قيام قبيئة امنة وشفافة.