شفق نيوز/ وجدت العراقية كبرى الهلالي، نفسها وفنها، في مدينة كليفلاند في ولاية اوهايو الامريكية منذ أن أجبرتها وعائلتها اهوال الحرب في موطنها العراق، على الهروب من الموت.
وذكر موقع "آيديا ستريم" الأمريكي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان الهلالي المولودة في بغداد، تنحدر من عائلة فنانين، ونقل عنها قولها انها "بدأت الرسم عندما كنت في السادسة من العمر ولم أتوقف أبداً عن الرسم".
واوضح التقرير ان الهلالي برهنت على قدرتها لتكون فنانة متفرغة في كليفلاند منذ أن هاجرت إلى شمال شرق أوهايو في العام 2012 كلاجئة من العراق وامامها هدف تقديم صورة ايجابية عن العراقيين.
واشار التقرير الى ان والدها الشاعر اضطر في العام 1996 الى الهروب للاردن والانفصال عن الاسرة، ثم التحق به افراد العائلة بعد 7 سنوات على بداية الحرب في العراق في العام 2003.
وكانت الهلالي وعائلتها قد أقامت في الأردن نحو عقد من الزمن، لكن كان يتحتم عليهم العودة الى العراق كل ستة اشهر من اجل تجديد تأشيراتهم، وخلال ذلك قررت العودة الى بغداد للتسجيل في مدرسة الفنون، وهو خيار كان بمثابة تحد خطير في ذلك الوقت من العام 2006.
ونقل التقرير عن الهلالي قولها "كانت مشكلة، خصوصا بالنسبة الى النساء، حيث كان الذهاب الى المدرسة بلا ارتداء الحجاب ودراسة الفن شيئا صعبا. كان صعبا جدا. انهم لا يتقبلون ذلك".
وتابع التقرير أن "المأساة وقعت" حيث تقول الهلالي ان سيارة مفخخة انفجرت أمام مدخل المدرسة، وقتل زميلان لها في ذلك اليوم.
وقالت الهلالي إن "المدرسة كانت قريبة جدا من منزل جدتي، وعندما سمعوا الانفجار، كان عمي يركض دون حذاء الى المدرسة، وامي كانت تتصل. لقد كان الامر صعبا حقا.. فقدنا العديد من الاصدقاء".
واشار التقرير الى ان الهلالي تركت المدرسة بعد الانفجار ثم عادت الى الاردن، فيما كانت عائلتها تطلب طوال الوقت اللجوء في الولايات المتحدة، وبسبب وجود احد اقاربها في شمال شرق اوهايو، انتقلت هي وعائلتها في النهاية الى كليفلاند.
وبحسب الهلالي فقد كانت "بمثابة حياة جديدة بالنسبة لنا".
ولفت التقرير الى ان منظمة "يو اس معا" الانسانية ساعدت الهلالي وعائلتها على الانتقال الى المدينة، والحصول على وظيفة كخياطة، لكن المنظمة الانسانية ساعدتها ايضا على المضي قدما بشغفها بالفن.
ونقل التقرير عن الهلالي قولها "ساعدوني على تقديم عرض فني ورسم جدارية، والقيام بالكثير من الامور بينها ورشة عمل للطلاب"، مضيفة انه اصبح لديها الاستوديو الخاص بها حيث بمقدروها الرسم طوال الوقت كوظيفة بدوام كامل.
واقامت الهلالي معرضها الفني الاول في العام 2015 في معرض "نيغاتيف سبايس" في وسط مدينة كليفلاند، لكنها ادركت ان اللوحات الاولية حول الاطفال خلال الحرب، كانت صعبة للغاية بالنسبة لجمهورها ونفسها.
وقالت الهلالي انها "كانت محزنة. وانا ادرك انه من الصعب بالفعل اظهار ذلك امام الناس، لكن هذا ما جرى. فهناك العديد من الاطفال الذين ماتوا او سئموا من الحرب".
وتابعت قائلة "لذلك علينا ان نظهر ذلك، وكان من الصعب علي ان ارسم هذه الصورة الحقيقية. وكان لا بد لي من رسمها. كان الامر شديد الصعوبة".
وبعدما اخرجت الهلالي ما بداخلها من خلال هذا المعرض الاول، انتقلت الى مواضيع أكثر اتساعا تفاؤلا حول الحياة والحرية والسلام والحب.
ونقل التقرير عن الهلالي التي تحب استخدام الخط العربي في أعمالها الفنية، قولها "لأنني عراقية، كان يجب علي أن أظهر للناس اننا نحب السلام، ونحب الفن".
كما وجدت الهلالي الفرصة للحصول على مصدر الهام آخر لها من خلال العمل عبر صالة "يونيفيرستي سيركل" في متحف كليفلاند للفنون، حيث قالت إن المتحف "الهمها للقيام بالمزيد من الأعمال، وعندما تذهب الى هناك، تجد نفسها هناك، وتشعر بالحيوية وتحصل على افكار اضافية"، وتقول "انه منزلي".
وختم التقرير بالإشارة إلى أن للهلالي لوحة جدارية بعنوان "العاطفة" استكملتها مؤخرا، وهي تزين جدارا خارج "مركز تعافي المرأة" في حي كلارك فولتون في كليفلاند.
ترجمة: وكالة شفق نيوز