شفق نيوز/ سلط "معهد الديمقراطية الآن" الأمريكي الضوء على الأوضاع الصعبة التي يشهدها أطباء أمريكيون، محاصرون في قطاع غزة، وهم يساعدون الجرحى، حيث دعا احدهم، بعدما ساهم في انقاذ السيناتورة الامريكية الحالية تامي داكوورث عندما اصيبت بقذيفة صاروخية أثناء خدمتها العسكرية في حرب العراق قبل 20 سنة، ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، الى وقف الحرب فورا، مشيرا الى ان خان يونس تبدو كانها دمرت بـ"قنبلة نووية".
وأجرى الموقع الأمريكي مقابلة، ترجمتها وكالة شفق نيوز، مع الدكتور آدم حموي، وهو واحد من حوالي 20 طبيبا امريكيا عالقون في غزة بعدما أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي مع مصر.
ولفت التقرير إلى أن حموي، جراح تجميل وهو من المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي، لكنه يقوم حاليا بمهمة تطوعية من خلال "الجمعية الطبية الفلسطينية الامريكية" في المستشفى الأوروبي في خان يونس.
واشار التقرير الى انه مثل العديد من سكان غزة، فإن الأطباء الامريكيين يواجهون العديد من الظروف الصحية القاتلة.
ونقل التقرير عن حموي قوله "مستمرون بعملنا"، لكنه يدعو بايدن الى التوقف عن دعم الهجوم الاسرائيلي على غزة قائلا ان "الامر منهك، ولكن هذا هو بالضبط ما يتعين علينا القيام به".
ونقل التقرير عن حموي قوله إنه "في حال كان اعز اصدقائي قاتلا متسلسلا، فإنني سوف اتوقف عن ان اكون صديقا له"، في اشارة الى اسرائيل.
وتحدث الطبيب حموي عن معالجة العديد من الإصابات "الجسيمة" بين المدنيين في خان يونس، حيث جرى تدمير وتخريب جزء كبير من المدينة.
ونقل التقرير عنه قوله إن ذلك "سوف يطاردنا جميعا.. انا هنا اشاهد ذلك بأم العين، وفي وقت ما، فإن الجميع سيرى ذلك".
وتناول التقرير الوضع في غزة ونقل عن الطبيبة المتطوعة مونيكا جونستون، من الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية، قولها ان "القلق الأساسي لهؤلاء الأطباء الذين سيغادرون هو السماح للعاملين في المجال الإنساني الجدد بالدخول، والا فان المستشفى من المرجح أن يتم اجتياحه من جانب القوات الإسرائيلية"، مضيفة أن الخطة تتمثل في قيام الامم المتحدة باجراء تجربة بنقل موظفين للأمم المتحدة من المستشفى الى الحدود، وفي حال لم يقتل الجيش الاسرائيلي هؤلاء الموظفين مثلما حدث مع موظف دولي يوم الاثنين الماضي، فإنه سيتم نقل طاقمين طبيين الى الحدود، وسيتم السماح لمتطوعين جدد بالدخول ليأخذوا مكانهم.
وبالنسبة الى الطبيب حموي، قال التقرير انه من الجنود القدامى، وهو يتحدر من نيوجيرسي، مشيرا الى انه قبل 20 سنة، وتحديدا في العام 2004، قام بإنقاذ حياة السيناتورة الديمقراطي تامي داكوورث (من ولاية إلينوي) عندما أصيبت بقذيفة صاروخية أثناء خدمتها العسكرية في حرب العراق، حيث فقدت ساقيها وأصيبت ذراعها اليمنى بشلل جزئي.
ونقل التقرير عن السيناتورة داكوورث قولها لشبكة "ان بي سي نيوز" الامريكية، قولها "اننا ندعو الجميع للتاكد من اننا نفعل كل مايمكننا من اجل ضمان المرور الأمن لهؤلاء الأطباء إلى أي معبر يمكننا إيصالهم إليه".
وبحسب الطبيب حموي، فإنه متواجد في المستشفى الأوروبي في خانيونس على حدود رفح، وهو هناك منذ حوالي أسبوعين.
ونقل التقرير عنه قوله "نحن مستمرون في العمل بأفضل ما في وسعنا باستخدام الموارد المتاحة لدينا، وحتى الآن، لم يتم السماح لنا بالمغادرة".
وأضاف "مستمرون بعملنا،وجئنا الى هنا لمساعدة الناس وتقديم الرعاية الطبية، ونحن نقوم بذلك بالامدادات والموارد المحدودة التي لدينا".
وقال حموي "انه امر منهك، ولكن، كما تعلمون، هذا هو بالضبط ما يتعين علينا القيام به في هذا الوقت، لأنه ليس لديهم اي شيء آخر، فنحن بشكل ما ما نمثل املهم فيما يتعلق بسلامتهم حيث يشعرون بالأمان لوجودنا هنا، وكذلك بالنسبة الى المستشفى، بسبب ما حدث في أماكن مثل مستشفى الشفاء ومستشفى ناصر".
واوضح ان الفلسطينيين"يشعرون انه طالما هناك اجانب هنا، بأنهم محميون، وهم قلقون أيضا مما قد يحدث عندما نغادر".
وردا على سؤال حول مقارنة الوضع في مناطق الحرب الاخرى التي عمل فيها الطبيب حموي مثل العراق، بالوضع في غزة حاليا، قال انه "عندما كنت في العراق، كانت موارد الجيش الأمريكي توفر الدعم لي. لذلك، كان لدينا، مستشفى لدعم الجهد العسكري.
وكان لدينا العديد من المتخصصين، وكنا نتعامل بشكل أساسي مع إصابات متعلقة بالقتال حيث كنت اتعامل مع الاشخاص الذين اصيبوا لأنهم كانوا اما جنودا او مقاتلين"، مضيفا انه "كان هناك مدنيون اصيبوا، لكن ذلك لا يقارن بما اشاهده الان، اذ ان 90% ممن أراهم من المدنيين، والإصابات كبيرة".
وبحسب الطبيب حموي، فان معظم الجرحى الذين يعالجهم هم من الأطفال، حيث يبلغ متوسط عمر مرضاه حوالي 12 أو 13 عاما.
وردا على سؤال حول موقف ادارة بايدن من الحرب، وقرار وقف شحنة من القنابل الامريكية التي تزن 2000 رطل، التي كانت معدة لإرسالها إلى إسرائيل، وفي الوقت نفسه قرارها تخصيص مليار دولار من الاسلحة لاسرائيل، وما يريد قوله للرئيس الأمريكي، قال حموي "سأقول له: ما الفرق بين قنبلة زنتها 2000 رطل و قنبلة زنتها 500 رطل؟. كلاهما سيقتلان المدنيين. يمكنه إيقاف هذه الحرب الان. كل ما عليه القيام به هو ان يقول: "لن نقدم اي شيء، وعليك أن تتوقف. لا يهمني إذا كنت صديقنا، فإذا كان أعز أصدقائي قاتلا متسلسلا، فاني سوف اتوقف عن كوني صديقاً له، وسأطلب منه أن يفعل شيئا ما".
وتابع حموي قائلا "هذا ليس ما نحن عليه، وهذه ليست بلادنا، ولم تكن هذه هي الطريقة التي نشأت بها، وليس أي منا ما تعلمناه حول ما يفترض أن تكون عليه امتنا، فمن المفترض ان ندافع عن الحرية، ونحن ندعي أننا نحمل راية الحرية في كافة أنحاء العالم، وبرغم ذلك، لدينا هذه السياسة الخارجية المنافقة للغاية من حيث تقديم القليل من المساعدات والكثير من القنابل".
واضاف "انه أمر محبط، وهو مما سوف يطاردنا جميعا، وأنا أرى ذلك بعيني، وفي وقت ما، فإن الجميع سيرون ذلك".
ونقل التقرير عن حموي قوله انه ذهب الى خانيونس التي تمت تسويتها بالأرض بحيث يبدو وكأن قنبلة نووية ضربت وسط المدينة حيث ما من مبنى واحد قائم، وجرى اقتحام كل مبنى بعد قصفه وتخريبه بالكامل، وهناك كتابات على الجدران باللغة العبرية في كل مكان بعد تدميرها. هذه ليست حربا".
وردا على سؤال حول سبب ذهابه الى غزة، قال حموي انا جراح، ولدي مهارات، وسبق ان كنت في حرب، وفي مهمات إنسانية في الماضي، واشعر انني أخلق فرقا".
وتابع قائلا "نحن نحاول مساعدة الناس. هذا ما افعله. لقد فعلت هذا عندما كنت في العراق. وكنت فخورا، إذ عالجت جنود الجيش، والمقاولين، واعتنينا بالعراقيين، واعتنينا بمواطنين آخرين، لا يهم من هم، لأننا نعالج الإنسان".
وختم قائلا إن "إدارة هذه الحرب ليست هي الطريقة التي ندير بها الحروب، وليست هذه هي الطريقة التي نتعلمها في الولايات المتحدة، وليس هذا ما يجب أن ندعمه".
ترجمة: شفق نيوز