شفق نيوز/ سلطت "صحيفة الفن" المتخصصة بالشؤون الثقافية، الضوء على ما وصفته بأنه "معجزة الدبلوماسية الثقافية الإيطالية" بعدما تبرعت إيطاليا بتمثال ثور نمرود الآشوري كالذي دمره تنظيم "داعش" في العام 2015، بعد ان صنعه الخبراء الايطاليين بتقنيات ثلاثية الابعاد.
وأشار تقرير للصحيفة التي تتخذ من واشنطن ولندن مقرين لها، وترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان التمثال الأصلي لثور نمرود البالغ طوله 5 امتار، جرى تصنيعه في القرن التاسع قبل الميلاد.
وتابع أن حرفيين إيطاليين أعادوا تصنيع نسخة منه بتكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد، وجرى عرضها سابقا في موقع الكولوسيوم الأثري في روما وفي مقر منظمة اليونسكو في باريس، والآن جرى نقلها بشكل دائم أمام مدخل متحف البصرة.
ونقل التقرير عن وزير الثقافة الإيطالي جينارو سان جوليانو، قوله ان "إيطاليا في طليعة الدول التي تنشط من أجل حماية التراث الثقافي لأنه يمثل روح الأمة ويجسد تاريخها"، مضيفا ان ايطاليا "ستواصل بذل كل الجهود الممكنة من اجل تعزيز التعاون الدولي في حماية التراث الثقافي والعمل من اجل تعزيز التراث الإنساني".
كما نقل التقرير عن وزير الثقافة السابق فرانشيسكو روتيلي، الذي قادت جمعيته المسماة "جمعية لقاء الحضارات" الخطط المتعلقة بتصنيع نسخة متطابقة من تمثال ثور نمرود، قوله "هنا نور، ضوء ايطالي ثمين"، مضيفا ان التبرع كان "معجزة صغيرة من القوة الناعمة الايطالية ودبلوماسيتنا الثقافية".
وذكر التقرير بأن مدينة النمرود التاريخية، الواقعة بالقرب من الموصل الحالية، كانت عاصمة للملك الآشوري آشور بانيبال الثاني (883-859 قبل الميلاد) الذي شيد قصرا ضخما في المدينة تزينه النقوش البارزة والعديد من التماثيل بما في ذلك الأسود والثيران المجنحة والتي لها رؤوس بشرية لها لحى. وتابع التقرير أن تنظيم داعش اقتحم هذا الموقع الأثري في العام 2015 وعمد الى تدمير القطع الاثرية الثمينة بالجرافات والمتفجرات، بما في ذلك ثور النمرود الذي يمثل رمزا للحضارة الاشورية.
واوضح التقرير ان فريقا من خبراء الترميم بقيادة نيكولا سالفيولي قام بعد وقوع الهجوم، بدراسة الصور ومشاهد الفيديو للتمثال، مما سمح لهم بتصنيع نموذج له من مادة البوليسترين، ثم جرى اعتماد تكنولوجيا طابعة ثلاثية الأبعاد لاعداد نسخة من الألياف مغطاة بمواد بلاستيكية ممزوجة بغبار الحجارة لجعلها تبدو أكثر اصالة، في حين جرى تمويل المشروع من جانب "جمعية لقاء الحضارات".
وتابع التقرير ان نسخة الثور الملتحي جرى عرضها في الكولوسيوم في إطار معرض في العام 2016، ضمها الى جانب جزء من سقف معبد بل في تدمر، وغرفة من قصر ايبلا السوري، مضيفا أنه في العام التالي، تم نقل المعرض إلى مقر منظمة اليونسكو في باريس، حيث انتصبت أمام المدخل "كرمز لالتزام المنظمة بمشاركة التاريخ ونقل القيم التي تحملها للأجيال القادمة"، بحسب ما أعلنته اليونسكو.
وختم التقرير بالقول إن عودة مجسم الثور الى العراق جاءت بعد عملية اعادة آثار مهمة الى هذا البلد في يونيو/ حزيران الماضي، عندما سلمت ايطاليا لوحا منقوشا عليه نص مسماري وشارة الملك الآشوري شلمنصر الثالث، خليفة اشور بانيبال، الى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد خلال زيارته لإيطاليا.
ترجمة وكالة شفق نيوز