شفق نيوز/ توقع موقع "المونيتور" الأمريكي أن تنشأ علاقات متزايدة وأكثر قرباً بين الحكومة العراقية الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني وبين إيران، مقارنة بالحكومات العراقية السابقة، وأن واشنطن قد تغض النظر عن ذلك لمصالحها العالمية في مجال الطاقة.
وبداية لفت التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الإطار التنسيقي هو الذي ساهم في وصول السوداني الى السلطة في الاسبوع الماضي، مشيرا الى مراحل ازمة الجمود السياسي خلال الشهور الماضية والتي افضت الى استقالة الصدريين من البرلمان، والى ان ايران كانت تقف الى جانب قوى الاطار التنسيقي من اجل تشكيل الحكومة.
وتابع ان استقالة الصدريين فتحت الباب للاطار التنسيقي من اجل تشكيل الحكومة ما منح ايران وحلفائها فرصة استثنائية من اجل تشكيل حكومة في بغداد، مضيفا ان السلطات الايرانية لم تخفي رضاها ازاء الحكومة الجديدة برئاسة السوداني، مذكرا بان قائد الحرس الثوري الايراني حسين سلامي تحدث في الاسبوع الماضي عن فشل الولايات المتحدة في المنطقة بما في ذلك عجزها في جهود تشكيل حكومة العراق، بينما اشاد بدور طهران في قيام الحكومة في بغداد.
كما ان السفير الايراني لدى بغداد محمد كاظم آل صادق قام بزيارة سريعة الى السوداني لتهنئته باسم القيادة الايرانية في 30 اكتوبر/تشرين الاول معربا عن دعم ايران للحكومة الجديدة، وعم املها بتطوير العلاقات بين البلدين.
الى ذلك، لفت التقرير الى ان السوداني كان المرشح المفضل للقوى الموالية لايران في العراق والحشد الشعبي بشكل خاص، وهو كان مقربا من رئيسي الوزراء السابقين نوري المالكي وحيدر العبادي وتولى عدة حقائب وزارية.
وبالاضافة الى ذلك، فان الحكومة الجديدة تضم اعضاء في الحشد الشعبي او شخصيات مقربة من الحشد، من بينهم وزير التعليم العالي نعيم العبودي الذي كان في السابق ناطقا رسميا باسم عصائب اهل الحق، بالاضافة الى الوزير احمد الاسدي الذي كان ناطقا باسم الحشد.
والى جانب ذلك، اشار التقرير الى رئيس الجمهورية الجديد عبداللطيف رشيد، الذي رشحه حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني للمنصب، لافتا الى ان الاتحاد يرتبط بعلاقات وثيقة مع الحكومة الايرانية.
ولهذا، اعتبر التقرير ان يبدو الحكومة العراقية الجديدة "ستكون لديها رغبة اكبر في تعزيز العلاقات مع ايران، بعكس الحكومة السابقة، التي كانت تميل اكثر نحو التفاعل دوليا والعلاقات مع جيران عرب كالأردن ومصر والمملكة السعودية".
واوضح التقرير ان هذا التوجه ظهر خلال اجتماع السوداني مع السفير الايراني حيث اكدا على اهمية التعاون والتنسيق بين العراق وايران لتعزيز تنمية مستدامة لصالح الشعبين الصديقين وكافة شعوب المنطقة.
وفي هذا الاطار، اعرب التقرير الامريكي عن الاعتقاد بان ايران ستمارس ضغوطا من اجل استكمال خط السكك الحديدية بين العراق وايران، وهو ما من شأنه منح الايرانيين امكانية الوصول إلى سواحل البحر المتوسط من خلال العراق ثم سوريا.
وتابع التقرير بان بمقدور ايران ان تدفع بغداد من اجل الاحتفاظ باعتمادها عليها لإنتاج الكهرباء عوضا عن تنويع مصادر الطاقة التي كانت الحكومة السابقة تعمل عليها من خلال التركيز على ربط العراق كهربائيا بشبكات دول الخليج والسعودية والاردن ومصر.
ولفت التقرير الى ان الادارة الامريكية تظهر المزيد من التسامح مع هذا التوجه في ظل أزمة الطاقة القائمة في الغرب، مضيفا ان السودانين وقبل توليه رئاسة الحكومة، قال "صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكي انه أنه يتماشى مع منظمة "اوبك +" في سياستها خفض انتاج النفط، مؤكدا على ان العراق يحتاج الى مزيد من الانتاج من اجل تعافي اقتصاده المتضرر.
وذكر التقرير بان "اوبك+" قررت في اجتماعها في فيينا وافقت خفض الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، وهو ما تخشى واشنطن ان يؤدي الى ارتفاع في اسعار الطاقة العالمية، ومساعدة روسيا في تمويل حربها في اوكرانيا.
وتابع التقرير انه في حال تحرك العراق نحو زيادة انتاج النفط، فقد يحد ذلك من التأثير السلبي لقرار "اوبك +" الاخير.
وختم التقرير قائلا بان بإمكان وجود حكومة في العراق اكثر موالاة لايران ان يوسع المساحة المتاحة التي تتيح تهريب النفط الايراني والوسائل الاخرى من اجل التحايل على العقوبات عبر العراق، مثلما كان يحدث خلال حكومة مصطفى الكاظمي، التي كان بمقدورها ان تحد منها. واوضح التقرير في الختام ان هذا الوضع سيؤدي الى توفير المزيد من كميات النفط بما يلبي متطلبات الغرب من الطاقة.