شفق نيوز/ قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، الخميس، أن قوات "الكريلا" التابعة لحزب العمال الكوردستاني المناهض لتركيا قدمت 4 آلاف ضحية دفاعاً عن المناطق الكوردية في شمال شرق سوريا، مؤكداً أنهم لن يترددوا بطلب المساعدة من أي قوى كوردستانية في حال تعرضت المنطقة لهجوم جديد.
وجاءت تصريحات عبدي خلال مقابلة مع فضائية "روناهي" المقربة من الإدارة الذاتية، تحدث فيها عن قضايا سياسية وإدارية وعسكرية عديدة.
وأشار عبدي إلى دور الاتفاق بين قطبي الحركة السياسية الكوردية في قلب المعادلة العسكرية لصالح الكورد في سوريا بالقول أنه "في العام 2014 وقعت حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي اتفاقا بخصوص الوحدة الكوردية، وطالبوا مساندة القوى الكوردية عندما تعرضت مدينة كوباني لهجوم تنظيم داعش".
وتابع قائد قسد حديثه بالقول "تلك القوى ليست حليفتنا فقط، هم أخوتنا، هذا شأن داخلي، نحن متحدون والقوى الكوردية ساندتنا في معركة كوباني".
وأشار إلى أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني "حاربوا بجانبنا لسنوات واستشهد منهم 4 آلاف مقاتل وكانوا بجانبنا حتى النهاية".
*المفاوضات الكوردية - الكوردية
وأكد عبدي في حديثه على استمرار المحادثات بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية، مبينا أن توقف هذه المحادثات لفترة معينة يعود لأسباب تقنية متعلقة بتواجد وفد المجلس خارج المنطقة وغياب ممثلي الخارجية الامريكية المشرفين على الانتخابات.
واشار عبدي إلى أنّ "بعض الأعمال الجيدة قد أنجزت. كانت هناك مشاكل بخصوص وحدة الكورد في روج آفا (كوردستان سوريا)، تم تجاوز القليل منها. ما استنتجناه من تلك المحادثات أنّ الكورد لديهم القدرة على حل مشاكلهم وتحقيق وحدتهم في حال أرادوا ذلك بالفعل".
وأكد وصول الطرفان إلى اتفاق لم يترجم عمليا عبر "اندماج المجلس الوطني الكوردي ضمن الإدارة الذاتية" منوهاً أن "القضايا العالقة ليست أساسية، يمكن حلها عبر الحوار".
*الاقتتال الكوردي – الكوردي بات من الماضي
وعلق قائد قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكوردية عمودها الفقري على التوتر بين قوات البيشمركة ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني في إقليم كوردستان مؤخراً بالقول إن "الحروب كانت تندلع بين القوى الكوردية، وقوى باشور (إقليم كوردستان العراق) كانت تتحارب فيما بينها، وكانت تندلع مواجهات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني، لكن تلك المرحلة أصبحت من الماضي. القوى تغيّرت، تشكل رأي عام كوردي، صار لدينا أصدقاء. لذا، لن تجد أية قوة تريد الحرب".
وأوضح عبدي أن أي اقتتال كوردي داخلي "سيلحق الضرر بمكتسبات الكورد. لن يتسامح الكورد مع أية قوة تدخل حرباً من هذا النوع".
ودعا عبدي الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني الى حل خلافاتهم بالحوار، مؤكداً عدم قبولهم لأي اقتتال بين الطرفين.
*إدارة ذاتية في مساحة شاسعة
وحول اتساع المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية في شمال شورق سوريا، قال مظلوم عبدي إن "ساحتنا مترامية الأطراف، تعادل مساحة لبنان خمسة أضعاف. يعيش ملايين الناس هنا. هناك سبع إدارات ذاتية. نصفها يتشكّل من العرب والمكونات الأخرى. لدينا إدارات وقوات الدفاع"، منوهاً إلى أن "هناك الكثير من المكونات في المنطقة. ستتّخذ قرارها بنفسها".
*معالجة الفساد والنواقص والعمل على ضمان استقلال القضاء
تطرق مظلوم عبدي إلى موضوع الفساد والنواقص ضمن الإدارة الذاتية، ولم يخف شكاوي الأهالي من إجراءات القضاء فيما يتعلق بالتوقيف والمحاكمة، موضحاً ان "الإدارة الذاتية تأسست في ظروف الحرب، وذلك لم يكن سهلاً، وكانت هناك العدد من النواقص التي يجب أن تستكمل، كما ظهرت مطالب وانتقادات من الأهالي".
ونوه عبدي حديثه إلى أن "الأوضاع باتت الآن مختلفة، وسوف نعمل مع الإدارة الذاتية من أجل معالجة هذه القضايا.".
وأشار عبدي في حديثه إلى "استغلال" العديد من الأشخاص للفراغ الحاصل خلال حالة الحرب لأجل مصالحهم الشخصية وأساؤوا استخدام مناصبهم ومسؤولياتهم، بحسب وصفه.
وأكد على "العمل من أجل تلافي هذه الظاهرة، وسوف نقوم بتكليف المختصين من أجل متابعة هذا المسألة، ولن نقبل أبداً أن يستغل أي أحد منصبه من أجل مصالحه".
واختتم عبدي حديثه بالقول "نحن مقبلون على عام جديد. إلا أنّ المخاطر لا زالت قائمة. أعداؤنا يسعون إلى شن هجمات جديدة، ويسعون إلى القضاء على الإدارة الذاتية. يجب على شعبنا أن يكون مستعداً لمثل هذه الأوضاع. نحن في القوات العسكرية نحافظ على جاهزيتنا. ومستعدون للتصدي ودحر أي هجوم".
ووجه قائد قوات "قسد" رسالة لشعوب منطقة الإدارة الذاتية متمنياً منهم "الدفاع عن ثورته وعن مكتسباته. يجب المشاركة بشكل أكثر فعالية في الإدارة الذاتية. يجب أن نكون واثقين من مستقبلنا. فرصنا أقوى من فرص العدو. ولهذا يتطلّب منّا أن نواصل النضال بعزم كبير ونحمي مكتسبات ثورتنا".