شفق نيوز / بعد نحو 20 سنة على غزو العراق، أعاد الفنان الإيراني، عباس اخوان، ابتكار مشهد من مشاهد نهب المتحف الوطني العراقي في العام 2003، وذلك عبر معرض في مدينة فانكوفر الكندية.
وذكر موقع "صحيفة الفن" الالكترونية المتخصصة بالفنون في لندن ونيويورك، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن أعمال عباس أخوان، في معرض الفن المعاصر في فانكوفر، جاء بتوقيت يتزامن مع "الزلة الفرويدية" الاخيرة للرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش حول غزو العراق واوكرانيا، وذلك تحت عنوان يبرز الحماقة، "cast for a folly".
واوضح الموقع الفني، أن "عباس اخوان يستحضر من خلال معرضه روح المتحف الوطني العراقي المنهوب، وجولة الجديدة من تدمير التراث".
ولفت التقرير إلى أن عمل أخوان الفني مستوحى من صورة لردهة المتحف الوطني العراقي التقطتها مديرة مبادرة الانقاذ الثقافي كورين فيجنر في العام 2003.
ويتضمن العمل، بحسب الموقع، تمثال الأسد الآشوري الشهير المصنوع من البازلت، وقاعدته الباطونية المصنوعة من الطوب الى جانب قطع الاثاث، وهو في الوقت نفسه بمثابة ديكور مسرحي ومشهد من اجل التأمل في الخسارة الثقافية.
ووفقاً للموقع الفني، يحاول اخوان في عمله الفني التركيز على المادية في نقد ضمني لتصريح لوزير الدفاع الامريكي الاسبق دونالد رامسفيلد الشهير "الاشياء تحدث". كما ان عنوان المعرض يكشف بنفسه عن نيته.
ونقل الموقع، عن أخوان قوله "عنوان (الحماقة) يتحدث عن الاندفاع المؤسف نحو الحرب في العام 2003".
ولفت التقرير، إلى أن "قطع الاثاث التي صنعها حرفيون محليون الى جانب تمثال الأسد الاشوري، جرت تغطيها بالغبار الذي يمكن ان يشير الى انه قديم، أو انه من اثار الحرب بالفعل".
وتابع: "في الجزء الخلفي من المشهد الفني، هناك سجادة تحتوي على صور مطبوعة للجدار الرخامي الحقيقي في متحف بغداد، وهي تعطي احساسا اكبر بالمسرح، بالاضافة الى باب مغطى بالستائر المخملية الخضراء التي تثير الذكريات".
وبالنسبة الى صورة صدام حسين والتي كانت موجودة في كل مكان في العراق قبل الغزو وظهرت في الصورة الملتقطة في العام 2003، فانها مطبوعة رقميا على الجدار الرخامي المحيط بالصورة، يقول التقرير.
واعتبر التقرير، أن هذه الصورة الضبابية المشوشة والتي يمكن مشاهدتها، توحي بمعناها نهاية دولة أكثر من كونها اشارة الى الديكتاتور السابق".
اما الدلو المليء بالطين، فهو إشارة الى الزخم البشري من اجل اعادة الاعمار والبناء الثقافي المحتمل للعراق، في حين ان المعلب المليء بأوراق الزئبق الى جانب تمثال الاسد، فانه يستحضر المصطلح العسكري الامريكي لاقامة قواعد متعددة، ويشير أيضا إلى الأمل في مستقبل هذه الارض المهددة بالجفاف بسبب التغير المناخي أكثر من الغزوات الأجنبية، بحسب التقرير.
شخصية البطل
وأشار التقرير، إلى أن "أخوان المولود في إيران، أمضى طفولته مسكونا بأصوات صواريخ صدام حسين وهي تنفجر في احياء مدينته في طهران، كما انه مسكون منذ أيامه الدراسية الاولى في مدينة مونتريال الكندية، باحتجاجاته على غزو العراق".
وختم التقرير بالقول، إن "معرض فانكوفر يتعلق بالجانب الفني من ظاهرة التدمير أكثر من الخصوصيات السياسية، وهو يستحضر بقوة مأساة العراق وكذلك المزيد من مسارح الحرب الحالية".