شفق نيوز/ يشكو أهالي قضاء أبو غريب غربي العاصمة بغداد
من انبعاث غازات سامة من مستشفى أبو غريب العام، ما اضطر بعضهم إلى مغادرة المنطقة
وخاصة القريبين من المستشفى بسبب هذا الدخان الناجم عن حرق النفايات الطبية التي
تبدأ من الساعة الخامسة عصراً وتستمر حتى فجر اليوم الثاني، بحسب الناشط من قضاء
أبو غريب، جمال الطائي.
وأكد الطائي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هذه
الانبعاثات السامة تؤثر على أصحاب الأمراض المزمنة وعموم أهالي المنطقة، حيث إن
السكان لا يستطيعون الخروج إلى الشارع بسبب هذا الدخان لتواجد المحرقة وسط حي
سكني، ورغم مناشدة وزارة الصحة ومستشفى أبو غريب أكثر من مرة، لكن لا توجد استجابة
لغاية الآن".
وطالب وزارة الصحة بـ"ضرورة إيجاد حل سريع إما بنقل
المحرقة إلى مكان آخر أو نقل مخلفات المستشفى إلى الطمر الصحي في أبو غريب لطمرها
هناك بدل حرقها وإيذاء أهالي المنطقة بهذه السموم".
من جهته، أوضح الناشط والصحفي، حسين الفايز، أن
"محرقة مستشفى أبو غريب على خلاف المستشفيات الأخرى التي تحرق موادها دون
التسبب بانبعاث للغازات السامة، يقوم بحرق الأدوية والعقاقير التي فيها مواد
كيميائية تبعث السموم في أجواء المنطقة".
وأضاف الفايز، خلال حديثه للوكالة، أن "مشكلة مستشفى
أبو غريب ليست بالمحرقة فقط بل بالمستشفى جميعه، حيث يفتقر المستشفى إلى علاجات
السرطان وما شابه، كما يفتقر إلى الجملة العصبية ولجهاز المفراس وللكثير من الأمور
الأخرى، وفيه جهاز سونار واحد فقط رغم أنه مستشفى عام للولادة والأطفال ولجميع
الحالات، لذلك مستشفى أبو غريب عبارة عن مركز صحي وليس مستشفى".
ولفت إلى وجود "انتشار للكلاب السائبة داخل مستشفى
أبو غريب، وهذه الحيوانات تنقل الأمراض في وقت لا يوجد في المستشفى علاج لداء
الكلب، وتمت مناشدة وزارة الصحة ومدير عام صحة الكرخ لكن لا جدوى، فيما يعزو مدير
المستشفى الدكتور خير الله أحمد عبود وجود الكلاب السائبة وغيرها إلى قلة أعداد
عمال النظافة والصيانة لمعالجة هذه الأمور".
ونوّه الفايز، إلى أن "مستشفى أبو غريب في تصميمه
كان لخدمة 250 ألف نسمة، وذلك عندما كان قضاء أبو غريب بهذا التعداد السكاني، لكن
ارتفع النمو السكاني في القضاء إلى 800 ألف نسمة، لذلك المستشفى غير كافٍ لخدمة
جميع الأهالي، ونتيجة لكل ذلك يهرب سكان مناطق حزام أبو غريب من مشاكل مستشفى أبو
غريب إلى مستشفى الفلوجة لتلقي العلاج هناك".
بدوره، أوضح رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية، ماجد
شنكالي، أن "هناك نوعان من نفايات المستشفيات (طبية وغير طبية)، أما الأخيرة
فإنه يتم التعامل معها من قبل فرق البلدية وغيرها، وأما الأولى (الطبية) فيتم
التعامل معها بطريقة خاصة، إما بمعالجتها في وحدات طبية متخصصة، لكن أغلب المستشفيات
غير متوفر فيها حالياً، وإما بالمحارق الطبية، ورغم أن الطريقة الثانية قد تسبب
ضرراً لكنها أفضل من بقائها في المستشفيات، لذلك يتم اختيار الضرر الأقل".
وأكد شنكالي، لوكالة شفق نيوز، أن هناك متابعة لموضوع
معالجة النفايات الطبية، مردفاً: "نحن بصدد إنشاء وحدات معالجة النفايات
الطبية المتخصصة، وهناك واحدة في مدينة الطب وأخرى استثمارية مع العيادات الشعبية
للتعامل مع بعض القطاعات والمستشفيات، ونحن في طور تعزيز العمل في شراء وحدات
متخصصة لمعالجة النفايات الطبية في أغلب المستشفيات في العراق".
وختم شنكالي، حديثه بالقول: "أما بخصوص مستشفى أبو
غريب فسيتم التواصل مع مدير صحة الكرخ للاطلاع على آلية عمل محرقة المستشفى، وهل
هي ضمن المواصفات أم لا، كما سيتم مناقشة كيفية تحويل النفايات الطبية فيها إلى
وحدات معالجة نفايات طبية متخصصة".