شفق نيوز/ رسم موقع "يوروآسيا" للأبحاث صورة قاتمة حول العراق معتبرا ان "الوضع الملتبس" للحشد الشعبي داخل الدولة، يشكل سببا رئيسيا لفشل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في التعامل مع "الوضع الفوضوي"، داعيا الكاظمي إلى ان "يخطو بحذر شديد" في المرحلة الحالية.
انتهاء الغزو
وبعدما أشار الى انتخابات اكتوبر المقبل، ذكر تقرير "يوروآسيا" أن الكاظمي "جاهد بجد للسيطرة على الوضع المضطرب، وهو بلا شك يأمل في أن يتم تأكيد توليه منصبه في الانتخابات المقبلة، مضيفا أن الكاظمي تحرك بشكل "متوازن على الحبل العالي للسياسة العراقية، ونجا حتى الآن".
واعتبر التقرير أنه من خلال لقاء الكاظمي بالرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض في 28 يوليو/تموز الماضي، واتفاقهما على ان التدخل العسكري الأمريكي المباشر في العراق سينتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول او قبله، فان هذا يعني انه مع الاخذ بالاعتبار سحب بايدن للقوات الامريكية من افغانستان، "ان الغزوتين في الشرق الأوسط اللتان بادر إليها الرئيس جورج بوش آنذاك، قد انتهتا".
ستار من الدخان
واشار التقرير الى انه وفق بعض المراقبين الساخرين فإنه بما ان القوات الامريكية ستبقى في العراق، فان الاعلان عن تبديل مهمة القوات الامريكية، لا يغير كثيرا، وهو مجرد ستار دخان يسمح للكاظمي بالادعاء بأنه قد لبى مطالب المتطرفين وأخرج القوات القتالية الامريكية.
ولفتت إلى ان "الوضع الفوضوي الحالي في العراق برئاسة الكاظمي" يلائم إيران، ذكرت بان القيادة الايرانية وافقت في العام 2020 على ترشيح الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء، وأن هذه الصفقة قد تكون كافية لاسترضاء المتشددين في العراق حتى انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، والتي قد تعيده الى السلطة.
فرصة إيران
واشارت ايضا الى ان القيادة الايرانية ربما تنظر إلى إعلان بايدن – الكاظمي، على أنه فرصة لترسيخ وجودها بشكل أكبر داخل الدولة العراقية، مضيفة أن السياسيين الموالين لايران اصبحوا اكثر حضورا في البرلمان، وتمكنت طهران من إدخال ميليشياتها في قلب القوات المسلحة العراقية عن طريق الحشد الشعبي.
وبرغم اقرارها ان خطر داعش الذي تشكلت من اجله الحشد الشعبي، ما زال قائما بحسب التأكيدات الأمريكية من البنتاغون ومن وزارة الخارجية، سواء في العراق أو سوريا وحتى في اقليم كوردستان، الا ان "يوروآسيا" اعتبر انه بعد دمجه في الالة العسكرية العراقية، اصبح الحشد الشعبي من الناحية الفنية جزءا من القوات العسكرية للدولة، لكن الميليشيات المدعومة من إيران "غالبا ما تعمل خارج سلسلة القيادة وبما يتماشى مع الأولويات الايرانية".
واشار الى ان الوضع الرسمي للحشد، سمح له بالوصول الى الاسلحة والاموال العامة، مضيفا أنه في العام 2021، بلغت مخصصات الميزانية الحكومية للحشد 2.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 46٪ مقارنة بعام 2019.
ونقل التقرير عن محللين قولهم إن هجمات الميليشيات المدعومة من إيران تصاعدت مؤخرا من حيث العدد والنطاق، واتسعت لتشمل أهدافا ابعد من المواقع العسكرية والامنية الامريكية لتشمل النشطاء العراقيين وقادة التظاهرات والمسؤولين الامنيين. ولفت التقرير الى ان مفوضية حقوق الانسان العراقية وثقت 81 محاولة اغتيال منذ تشرين الأول/اكتوبر 2019، نجحت 34 منها، معتبرا ان هذا النشاط المتزايد يشكل جهدا مستوحى من إيران بهدف تقويض الدولة وحكمها.
سبب فشل الكاظمي
وخلص التقرير الى القول إن "الموقف الملتبس للحشد الشعبي داخل هيكل الدولة، يشكل سببا رئيسيا لفشل الكاظمي في إحكام قبضته على الوضع الفوضوي". وتابع أن "الحقيقة المحزنة هي انه بالنظر الى قوة الاصوات المؤيدة لإيران داخل البرلمان العراقي وفي مؤسسة الدولة، اصبح الحشد الشعبي اقوى من ان يتمكن الكاظمي من السيطرة عليه بالكامل".
ودعا التقرير الكاظمي الى ضرورة المحافظة على توازنه غير المستقر بين تأمين تعاون الميليشيات وابقائها تحت السيطرة، كما انه يحتاج الى التمتع بدعم واسع في البرلمان إذا كان يريد الحصول على فترة ولاية ثانية. واوضح ان على الكاظمي ان "يخطو بحذر شديد في الوقت الحالي".
وختم بالقول إن "السؤال الكبير هو ما هي الأولويات الحقيقية للكاظمي، وما هو المسار الذي من المحتمل أن يسلكه اذا فاز بالفعل بولاية ثانية كرئيس للوزراء في العراق الفوضوي اليوم؟".