شفق نيوز/ حذّرت منظمة مراسلون بلا حدود، يوم الأربعاء، من أنّ المعلومات المضلّلة تمثّل بشكلها الواسع تهديداً كبيراً لحرية الصحافة في كلّ أنحاء العالم، فيما شخصت دول المغرب العربي والشرق الأوسط كـ"أخطر" الدول على الصحفيين.
وأظهر تقرير المنظمة السنوي عن حرية الصحافة في العالم، أنّ تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، فيما بقيت النروج في الصدارة وتذيّلت كوريا الشمالية الترتيب.
ووفقاً لنسخة 2023 من هذا التصنيف، فإنّ ظروف ممارسة الصحافة سيّئة في 70% من الدول.
وفي نسخته الـ21 حذّر التقرير خصوصاً من آثار المعلومات المضلّلة.
وفي ثلثي البلدان الـ180 التي شملها التصنيف، أشار المتخصصون الذين ساهموا في وضع التقرير إلى "تورط لاعبين سياسيين في حملات تضليل واسعة النطاق أو حملات دعائية"، وفقا للمنظمة.
وهذه كانت الحال في كلّ من روسيا والهند والصين ومالي.
وعلى نطاق أوسع، سلّط تقرير المنظمة غير الحكومية "الضوء على الآثار الملحوظة لصناعة التكنولوجيا في النظام البيئي الرقمي".
وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار، لوكالة "فرانس برس" إنّ "هذه الصناعة تمكّن من إنتاج المعلومات المضلّلة ونشرها وتضخيمها".
واستشهد ديلوار بـ"أصحاب المنصّات الرقمية الذين يستمتعون بنشر دعاية أو معلومات كاذبة ومن أفضل الأمثلة على ذلك مالك تويتر إيلون ماسك".
كما هناك ظاهرة أخرى تساهم في نشر المعلومات المضللة هي المحتوى المزيف الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، إن "ميدجورني، وهو برنامج ذكاء اصطناعي ينتج صوراً عالية الدقة، يغذّي وسائل التواصل الاجتماعي بصور مزيفة تصبح مقنعة بشكل متزايد"، مستشهدة بالصور الكاذبة لتوقيف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتي "انتشرت على نطاق واسع".
كما يشهد العالم أيضاً انتشار "مواد متلاعب بها على ناطق واسع" أنتجتها شركات متخصّصة لحساب حكومات أو شركات.
وفي شباط/ فبراير الماضي، كشف تحقيق واسع أجرته مجموعة الصحافيين الاستقصائيين "فوربدن ستوريز" نشاطات شركة إسرائيلية تسمى "تيم خورخي" متخصّصة في التضليل الإعلامي.
وأوضح ديلوار أنّ "المعلومات الموثوق بها تغرق في طوفان من المعلومات المضلّلة"، مضيفاً "نحن نصبح أقل إدراكاً للفرق بين ما هو حقيقي وما هو اصطناعي".
وأشار إلى أن "أحد التحديات الرئيسية هو إعادة المبادئ الديموقراطية إلى هذا السوق العملاق من المحتويات".
وكانت أكبر التراجعات في التصنيف في البيرو (حلّت في المركز 110 بتراجع 33 مرتبة) والسنغال (104 بتراجع 31 مركزاً) وهايتي (99 بتراجع 29 مركزاً) وتونس (121 بتراجع 27 مركزاً).
في المقابل، تقدّمت البرازيل (حلت في المركز ال92) 18 مرتبة بعد رحيل الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو بعدما هزمه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت نهاية تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال ديلوار "تراجعت البرازيل كثيرا خلال عهد بولسونارو الذي كان عنيفا بحق الصحفيين لكن لا حتمية في تراجع حرية الصحافة".
وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.
وأوضح ديلوار أنّ هذا "المكسب الصغير يفسَّر خصوصاً بالوضع الآخذ في التدهور في أماكن أخرى".
من جهتها، تراجعت ألمانيا (حلت في المركز 21) 5 مراتب ويعود ذلك، وفقا للمنظمة، إلى "عدد قياسي من أعمال العنف والتوقيفات التي طالت صحفيين".
وفي الترتيب الإقليمي "تبقى منطقة المغرب العربي/ الشرق الأوسط الأكثر خطورة على الصحفيين"، فيما لا تزال أوروبا "الأسهل من حيث الظروف لممارسة الصحافة".
ويستند التقرير السنوي لحرية الصحافة الذي تضعه مراسلون بلا حدود إلى "مسح كمّي للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين من جهة، ودراسة نوعية من جهة أخرى".
وترتكز الدراسة النوعية على "إجابات مئات الخبراء في حرية الصحافة (صحافيون وأكاديميون ومدافعون عن حقوق الإنسان) على 100 سؤال".