شفق نيوز/ في متجره الذي ورثه عن أبيه خلف دائرة المحاكم القديمة وسط كركوك، بدأ والده العمل في مهنة التصوير في عام 1956 وهو بعمر 15 عاما عشق مهنة التصوير وارتبط اسمه بالصورة وجال المدينة يوثق ذكرياتها وينقل تاريخها مطوبعاً في برواز. 

حيث يمثل المصور فضلي نامق حسين، في كركوك، ذاكرة سنوات طوال حين مر من أمام عدسته رؤساء ووزراء وفقراء وذوي دخل محدود، ووثق الفرح والحزن التقلبات والأحداث عبر لقطات كاميرته التي لا تعرف سوى نقل الحدث وتحويله إلى لقطة تذكارية تعلق على الجدران. 

 أقدم مصور في كركوك

ولد فضلي نامق حسين في مدينة كركوك عام 1941، وعشق التصوير والكاميرا دخل هذا المجال بعمر 15 عاماً، وتحديدا عام 1956 وعمل في التصوير انا ذاك يوثق ويصور رؤساء ووزراء وفنانين يمثلون تاريخ كركوك، لعل ابرزهم الفنانة التركمانية هابة، وغيرها ممن مر من أمام عدسته كل شيء يعتبر تاريخ مدينة كركوك لا تفرق كاميرته بين كوردي وعربي وتركماني ومسيحي وحتى يهود المدنية، الجميع أمام عدسة الكامير واحد، فهي لا تعرف سوى نقل الحقيقة ونقل الصورة لمن أراد.

ويقول نجل المصور فضلي وخليفته في التصوير عباس فضلي، لوكالة شفق نيوز، إن "والدي يعتبر واحد من أقدم مصوري محافظة كركوك وعمل في التصوير منذ نعومة أظفاره ووثق آلاف الصور التي تعبر عن تاريخ مدينة كركوك وحضارتها وكان التصوير قديما يطلق عليه التصوير الشمسي،ويعدُ التصوير الشمسي (الـﭙورتريت) من المهن الشعبية الجميلة التي كان لها في مدينة كركوك منذ فترة العشرينيات إلى أواخر الثمانينات حضور واسع فهذه الصنعة الفنية التقليدية لم تعد موجودة بل اصبحت جزء من تاريخ العراق القديم وكركوك حيث ان التصوير مرتبط على التواصل ومواكبة التطور والتقدم الكبير الذي حصل في تكنولوجيا الفوتوغراف وعالم الكاميرات المثير والمدهش في تقنياته وأساليبه العلمية والفنية، فكاميرا التصوير الشمسي البدائية الصنع والأداء أصبحت لقدمها وانتفاء الحاجة إلى إستخدامها شيئاً من التراث الشعبي. تستخدم للتصوير الشخصي النصفي بالأبيض والأسود فقط وسمي تصويرها بالشمسي لإعتمادها في الإضاءة على الشمس فبدون الشمس لا تظهر الصورة".

تاريخ التصوير الفوتوغرافي 

ويشير إلى أنه "ليس ثمة من يستطيع ان يحدد تاريخاً واضحاً لنشأة التصوير الفوتوغرافي في العراق، ولكن مما لا يمكن تجاهله أن مؤرخي هذا اللون من ألوان الفن والثقافة، يؤكدون بأن البواكير الاولى لدخول التصوير الفوتوغرافي في العراق ترجع إلى أواخر القرن التاسع عشر، وفي الموصل تحديداً، وقد ورد في الدليل الرسمي العراقي لسنة 1936 الذي وضعه الياهو دنكور ومحمود فهمي درويش وطبع ببغداد سنة 1937، ما يفيد ان صناعة التصوير اقتصرت في العهد العثماني على جماعة في بغداد، وفي زمن الاحتلال البريطاني 1914 ـ1918، امتدت صناعته الى المدن العراقية المهمة كالبصرة والعمارة وكربلاء وكركوك والموصل".

ويضيف أن "التصوير الشمسي كان لسنوات يتسيد المهنة وحتى بداية الثمانينات حيث دخلت الكاميرا ذات الفلم المدولب وصار تحول كبير في عملية التصوير وطبع الصور، وكذلك دخلت الكاميرا الفورية التي تصور اللقطة بسرعة وتسسيدت الكاميرا لسنوات طوال عالم التصوير حيث كان استديو والدي اسفل بناية المحاكم القديمة في شارع المحاكم في المقابلة للمصرف العقاري بقي فيها لأكثر من 50 عاماً".

ويوضح عباس، أن "التصوير مهنة فنية وجمالية وكان والدي واحد من اقدم مصوري محافظة كركوك وارتبط اسمه بتاريخ كركوك وجميع اهالي كركوك يعرفون فضلي ولا يمكن لعائلة لم تمر من أمام عدسة المصور فضلي في كركوك".

كاميرات الديجتال

ويشير نجل المصور فضلي أن "التحول من الكاميرات القديمة ذات الافلام المتحركة الى الديجتال يعتبر نقلة نوعية في عالم التصوير وتقنياته حيث أصبحت الصورة ذات دقة ووضوح أكثر وتنوعت الكاميرات الرقمية ذات السعة الخزنية الكبيرة وتحولنا الى التصوير الحديث بالكاميرات الرقمية ونقوم بطبع الصور وفق تقنية الحاسوب".

ويتابع أن "تقنية التصوير عالم خاص، والعشق بين الكاميرا والمصور حب يعرفه فقط المصور، ونحن ورثنا المهنة عن أبي وكذلك ورثنا عشق المهنة من خلاله، ونكمل المسيرة من بعده، ونصور كركوك وتاريخها وكل ما يمر أمامها، فهي تنقل الحدث والصورة كما هي".

وأكد أن "التقنيات الان صارت متطورة ويمكن لك طبع اي صورة وفق القياسات وابراز جمالها وما تريه يمكن عمله وفق التقنيات الحديثة وهذا الأمر ساعد المصور في عمله كثيرا".

ويقول أحد أصحاب متاجر التصوير في كركوك ويدعى عبدالله حسن، لوكالة شفق نيوز، إن "مصور فضلي يمثل جزء من تاريخ مهنة التصوير وجميع اهالي كركوك يعرفون ووثق لهم صورتهم في كل ما تمثله الصورة من حالة فرح أو حزن أو صورة عادية فهم تاريخ كركوك واسمه مرتبط بها ويعتبر واحد من أقدم مصوري كركوك".