شفق نيوز / داخل سوق القيصرية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، تقودك أصوات المطارق إلى مجموعة من المحال، إنها محال الأعمال الشعبية اليدوية مع تنوع البضائع وأشكالها التراثية تجذب الناظر لاقتنائها.
عصام حسين (32 عاما) يعمل في هذه السوق، تحدث لوكالة شفق نيوز، بالقول: "أصنع هنا الأغراض والمستلزمات المنزلية من الخشب كالغرابيل ومراجيح الأطفال والمعالق وغيرها، إضافة إلى آلات الدف التي تلقى رواجاً جيداً هذه الأيام".
وورث حسين، هذا المحل عن والده الراحل، الذي ورثه عن جده، مردفاً بالقول: "على الرغم من أنني أملك شهادة جامعية إلى أنني لم أرض بترك مهنة والدي التي علمنا عليها منذ الصغر".
تقاوم الاندثار
وباتت محال المهن الشعبية اليدوية قليلة في أسواق أربيل مقارنة بالماضي، وذلك بسبب حداثة نمط الحياة والتطور في صناعة المنتجات التي يبيعونها، إضافة إلى زحف العديد من المحال الأخرى عليها، حتى أصبحت معدودة في السوق.
من جانبه، أخبر زهير جبار (55 عاما)، الوكالة، أن "هذه السوق كانت مليئة بأصحاب محال المهن اليدوية سابقاً حيث كانت مصنعاً لأنواع كثيرة من التراثيات والمستلزمات المنزلية، إضافة إلى الآلات الموسيقية، لكن العديد منهم أغلق محاله بسبب انخفاض الإقبال عليها، فضلاً عن اعتماد السوق على البضائع المستوردة التي يفضلها الكثيرون لرخص أسعارها".
وأضاف جبار، أن "هذه المهن اليدوية من الممكن أن تندثر في سنوات عدة، بسبب التطور الحاصل وتراجع حاجة الناس إلى استخدام هذه المستلزمات المنزلية في الوقت الحالي".
مقصد للسياح
ويعد إقبال السياح على هذه المحال أحد الأسباب الرئيسة لبقاء هذه المهنة، فالناس من مختلف مناطق العراق والدول الأخرى يرتادون هذه المحال لاقتناء أغراض تكون ذكرى جميلة لزيارتهم إلى أربيل وأسواقها الشعبية.
وعمّا تقدم، رأى كريم الساعدي (44 عاما) وهو من محافظة واسط جنوبي العراق، خلال حديثه للوكالة، أن "زيارة هذه المحال في سوق أربيل من ضمن أولويات السياح، رغم أن أعدادها محدودة لكنها تعطي منظراً رائعاً للسوق".
من جهتها، قالت سجى سمير، (من بغداد) لوكالة شفق نيوز، إن "هذه الأغراض التي يتم صناعتها هنا مازالت مهمة في البيت العراقي، صحيح أن بعضها لم يعد يُستخدم لكن اقتناءها أمر جميل، لتذكر بأسلوب الحياة قديما".
وتخطط دائرة الآثار في أربيل لتخصيص ميزانية للاهتمام بهذه المهن الشعبية اليدوية بهدف حمايتها من الاندثار كونها تمثل جزءاً مهماً من تاريخ وأصالة هذه المدينة وأهلها لكن المش