شفق نيوز/ لكل امرئ من اسمه نصيب - هذا ما قالته العرب قديماً - لكنه لم ينطبق على نور حمادي من محافظة نينوى، التي فقدت نعمة البصر، إلا أنها لم تفقد العزيمة وروح التفاؤل والأمل ببصيرة ثاقبة تفوقت على البصر، حيث سعت الطالبة للتفوق والنجاح بتميز متحدية الظروف والصعاب لتثبت أن الإنجاز ليس حكراً على الأصحاء، فحولت حياتها من الظلام إلى النور.

تروي البطلة الكفيفة نور، لوكالة شفق نيوز، حكايتها مع فقدان البصر خلال سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل حتى أصبحت اليوم الأولى على دفعتها بكلية الإعلام بتقدير امتياز، بالقول: "فقدتُ بصري وكان عمري 14 عاماً، فقد تعرضت كلتا عيناي لمرض (الماء الأسود) وكان علاج هذا المرض يتطلب تدخلاً طبياً سريعاً خارج الموصل، لكن تنظيم داعش منع المواطنين من مغادرة المدينة، لذلك تراجع نظري تدريجياً بسبب هذا المرض حتى فقدته تماماً".  

لكن لم تستسلم نور لفقدان البصر، بل واصلت مسيرة التعليم وحبها للإعلام لتحقيق الأهداف التي تنشدها، مضيفة: "بدأتُ بالعمل الإعلامي قبل دراستي للإعلام، وكانت أول تجربة لي العمل في إذاعة وكان عمري حينها لا يتجاوز 16 عاماً، وكلفتُ بإعداد وتقديم برنامج حواري مباشر لساعة كاملة، وكان تحدياً كبيراً نظراً لصغر سِني وتجربتي الأولى، لكن تم إنجاز العمل دون صعاب كبيرة تذكر".

وعن مدى تأثير فقدان البصر على عملها، أوضحت نور، أن "فقدان البصر أثر على عملي على سبيل المثال في عدم تمكني من قراءة الرسائل المباشرة التي ترد إلى البرنامج أو التواصل مع المخرج، لكن وجدت حلولاً لكل هذه الأمور مع مرور الزمن، منها القيام بحركات معينة باليد للتعبير عن وجود مشكلة في الصوت وغير ذلك".

أما في مسألة قراءة الرسائل والتعليقات التي ترد إلى البرنامج فكانت نور تستخدم هاتفاً ناطقاً لكنه لم يستهويها لأنه كان يشوش على فكرها، لذلك استغنت عن هذه الفقرة، بحسب قولها.

وفي مرحلة الجامعة، أشارت نور، إلى أنها اختارت قسم الصحافة في كلية الإعلام لأن موهبتها في الكتابة، وكانت دراستها تعتمد بشكل أساسي على الهاتف الناطق، حيث تقوم بتحويل المناهج الدراسية إلى صيغة (بي دي أف) وبعدها إلى (وورد) ومن ثم تدرس على القارئ في الهاتف.

وأكدت نور، أن "التطور التكنولوجي ساعدها كثيراً بجعل الهاتف يعتمد على السمع، لذلك فإن هاتفها هو عينها حالياً من خلال البرامج الموجودة فيه، حيث هناك برنامج لقراءة العملة وبرنامج لقراءة الألوان وكذلك للتصفح والمراسلة والاتصال وغيرها".

وخلصت نور إلى القول: "رغم سنوات دراستي كانت فيها معاناة كبيرة، لكن في المقابل تمكنت من تحقيق درجة امتياز في المواد كافة، ولم يمر أسبوع على استلام النتيجة تبشرت بالتعيين معيدة في الجامعة، وقد أعمل في إذاعة الجامعة نفسها، كما حصلت على منحة لدراسة الماجستير، لذلك العوض كبير شرط الاستمرار في العمل والاجتهاد فيه".