شفق نيوز/ كشف مصدر مطلع لوكالة شفق نيوز تفاصيل رحلة وفد شيعي للبحث عن "طريق السبايا" بين سهول وأودية محافظة نينوى شمالي العراق.
وتأتي هذه الرحلة ضمن تحركات أوسع تقوم بها أطراف دينية تابعة للوقف الشيعي تبحث في المناطق ذات الأكثرية السنية غربي البلاد، عن معالم أثرية تعود للشيعة.
وأثارت هذه التحركات توجس أطراف سنية قالت إنها تستهدف إلى خلق "فتنة طائفية" في بلد عاش حرباً طائفية دموية بين الشيعة والسنة بين عامي 2006 و2008.
و"السبايا"؛ هم أطفال ونساء آل بيت الرسول محمد من أبناء الامام علي بن ابي طالب وعائلة ولده الامام الحسين الذين أخذوا أسرى بعد واقعة كربلاء في سنة 61 للهجرة التي قتل فيها الإمام الحسين واخوته واصحابه، وسير بهم من الكوفة في العراق إلى دمشق مركز الخلافة الأموية في حينها.
وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "وفداً من العتبة الحسينية زار محافظة نينوى في مهمة للبحث عما يعرف بطريق السبايا".
وأوضح أن "عملية البحث الميدانية بدأت من منطقة اسكي موصل الواقعة غرب المدينة، حيث يوجد هناك قبر مجهول يطلق عليه السكان المحليون اسم قبر الأعزب".
وأشار إلى أن "سكان المنطقة قالوا لأعضاء الوفد إن هذا القبر موجود منذ مئات السنين، ويرجح انه لعمر ابن زين العابدين، لكن كل ما ذكر هو معلومات متوارثة ولايوجد شيء بدليل قاطع".
وأردف المصدر، "استمر الوفد برحلة بحثه بحسب ما لديه من خرائط ومصادر تاريخية 3 أيام، بدأ من اسكي موصل وانتهى عند الحدود العراقية السورية بعد المرور بقضاء سنجار، ويخطط للعبور في المرحلة القادمة الى الاراضي السورية لاكمال البحث هناك".
ورافق الوفد اثنين من أساتذة التاريخ في جامعة الموصل أحدهما الدكتور عامر الجميلي وهو تدريسي في كلية الاثار، لمساعدة الوفد في تمييز الطرق وتقديم المعلومات، وفق المصدر الذي أفاد أيضا بأن "الوفد بحث من خلال طرق القوافل القديمة المعروفة في المنطقة بالاضافة الى الروايات عن الطرق الخفية التي كانت تمر بالتضاريس الصعبة".
وزاد بالقول، "حتى الآن، مهمة هذا الوفد هو البحث والدراسة الميدانية وجمع المعلومات والبحث عن اي آثار مرتبطة بطريق السبايا داخل الاراضي العراقية".
وبحسب المصدر فان "المهمة الوحيدة الآن هي البحث، لكن في حال وجدوا قبوراً تخص آل البيت، فقد تبنى كمراقد في المستقبل".
ووجد الوفد طريقان يرجح ان احدهما هو طريق السبايا المؤدي الى منطقة نصيبين التركية على حدود سوريا، الطريق الاول هو من اسكي موصل باتجاه قضاء سنجار، والطريق الثاني يمر بناحية ربيعة الى الحدود العراقية وباتجاه منطقة نصيبين ايضاً، وفق ما أوضحه المصدر.
وبحسب روايات المسلمين الشيعة فإن طريق السبايا لم يدخل الموصل آنذاك وانحرف قليلاً، كما أن هناك روايات تتحدث عن وضع مكان رأس الإمام الحسين في أحد الاديرة المسيحية، ولكن لم يحدد اي دير منهم.
ومن اسكي موصل هنالك طريقان: الاول من عوينات الى نصيبين، وهنالك طريق الى تلعفر ومن ثم سنجار ومن ثم الى نصيبين.
وبحسب ما نقل المصدر عن الوفد فإنهم وصلوا إلى بعض النتائج بان طريق اسكي موصل – تلعفر – سنجار هو الاكثر احتمالية بأنه طريق السبايا.
وكانت جبهة الانقاذ والتنمية برئاسة أسامة النجيفي، قد طالبت الأسبوع الماضي، الحكومة والوقف الشيعي بالتراجع عن البحث عن الاثار المرتبطة بآل البيت في المناطق المحررة، معتبرة أن هذا النشاط يمكن أن "يثير الفتن" في الوقت الراهن.
وقالت الجبهة في بيان "تابعنا باهتمام نشاطات الوقف الشيعي والعتبة الحسينية وجولاتهم في بعض المحافظات المحررة للبحث عن آثار ومقامات يعتقد بأنها مرتبطة بآل البيت".
وأضافت بالقول، "من منطلق المسؤولية والواجب الوطني نرى بأن مثل هذه النشاطات في الوقت الحاضر تثير الفتن الطائفية وتؤثر سلباً على لحمة النسيج الوطني".
وتأتي هذه التطورات وسط احتدام الجدال في الأسابيع الأخيرة بشأن اتفاق بين الوقفين الشيعي والسني لتقاسم ممتلكات وزارة الأوقاف في عهد صدام حسين بين الوقفين.