شفق نيوز- بغداد
في قلب بغداد، حيث تتقاطع السياسة الإقليمية مع التوازنات الداخلية، يطرح القائم بالأعمال الأميركي جوشوا هاريس ما يشبه بـ"خارطة طريق" للمرحلة المقبلة في علاقة واشنطن مع العراق.
هاريس، الذي خبر الملف العراقي لسنوات، عاد إلى العاصمة في ظرف وصفه بـ"الحساس والتاريخي"، يكشف خلال في مقابلة حصرية مع وكالة شفق نيوز في بغداد، عن ملامح رؤية واشنطن تجاه العراق في عهد الرئيس دونالد ترامب، متحدثاً بصراحة عن أولويات بلاده في المرحلة المقبلة.
وأكد أن الإدارة الأميركية، رغم ما يثار عن تراجع الاهتمام، ما تزال تنظر إلى العراق بوصفه شريكاً جوهرياً في استراتيجيتها، مشدداً على أن مبدأ "أميركا أولاً" يُطبق هنا كما في كل مكان، وأن العلاقة مع بغداد تعود بالنفع على الشعبين، مع تطورات أمنية وسياسية يتابعها عن كثب.
قضية إطلاق سراح الباحثة إليزابيث تسوركوف بعد 903 أيام من اختطافها في بغداد شكّلت مدخلاً لحديث هاريس. بالنسبة له، الإفراج لم يكن مجرد حدث إنساني، بل رسالة سياسية مباشرة من الرئيس ترامب، يقول هاريس، طالب بإطلاق سراح جميع الرهائن الأميركيين "من دون قيد أو شرط"، والحكومة العراقية أكدت أن الإفراج جرى من دون صفقة أو أموال أو تبادل.
توقيت هذه التطورات دفع إلى تساؤلات حول موقع العراق في سياسة ترامب الخارجية، خاصة مع تأخر تعيين سفير أميركي جديد. هاريس رفض فكرة "تهميش العراق"، مؤكداً أن مبدأ "أميركا أولاً" يطبَّق عالمياً، وأن الشراكة مع بغداد "جوهرية للطرفين".
كما يرى هاريس أن الولايات المتحدة تريد عراقاً سيداً وآمناً داخل حدوده، مساهماً في استقرار المنطقة وأكثر ازدهاراً عبر التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أن ذلك يصب في "مصالح واشنطن والعراقيين معاً".
هاريس شدد على أن الشراكة الأمنية مع العراق "في تطور مستمر"، مشيراً إلى التضحيات العراقية في الحرب ضد الإرهاب. وأكد أن بلاده تطبق خطة انتقالية تتناسب مع التحديات، مضيفاً: "العراق في 2025 ليس كما كان في الماضي".
تفاصيل المقابلة:
صفقة تسوركوف
- سؤال: السيد هاريس لنبدأ من ملف الإفراج عن إليزابيث تسوركوف. هناك الكثير من الغموض والجدل بعد أكثر من 900 يوم على احتجازها. هناك سيناريوهات متعددة تُشاع، منها صفقات مع الخاطفين، أو تهديدات وُجّهت ضد بغداد، ما الذي حدث فعلاً؟
هاريس: شكراً جزيلاً، يسعدني أن أكون معكم اليوم. من دواعي سروري أن أعود إلى العراق في هذه المرحلة المهمة. العراق بلد له مكانة خاصة في قلبي، فقد عملت على هذا الملف لسنوات، ويسعدني أن أكون هنا مجدداً في فترة حساسة لعلاقتنا. فيما يخص إليزابيث، من الرائع أنها أُطلِق سراحها وعادت إلى عائلتها بعد فترة طويلة من الغياب. كان شرفاً كبيراً لي أن ألتقيها، وهي الآن في معنويات جيدة، وتوجد حيث يجب أن تكون بين أسرتها.
وجاء إطلاق سراحها بعد فترة وجيزة من تصريح واضح للغاية من الرئيس ترامب حول الأولوية التي يوليها لإطلاق سراح الرهائن. موقفه، وموقف الحكومة الأميركية، كان واضحاً وهو يجب إطلاق سراح الرهائن، دون قيد أو شرط. نحن نُقدّر كثيراً الجهود الشخصية والقيادة التي بذلها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتحقيق ذلك، وكذلك ما قامت به الحكومة العراقية لتأمين عودة إليزابيث إلى منزلها.
هذه الجريمة لم يكن يجب أن تحدث من الأساس. اختطاف مقيمة في الولايات المتحدة انتهاك للقانون العراقي، ويجب أن تكون هناك مساءلة. وقد أوضحت الحكومة العراقية لنا أنه لم تكن هناك أي صفقة، لم يُدفع مال، ولم يتم إطلاق سراح أحد مقابلها. نحن نأخذ هذا بجدية ونتوقع ذلك. ما ترونه هنا هو تطبيق سياسة الولايات المتحدة: السلام من خلال القوة. لقد عادَت إليزابيث إلى أسرتها بفضل هذه السياسة، وهذا ما سنواصل القيام به.
العراق بعهد ترامب
- سؤال: طيب بهذا السياق تتم الملاحظة أن إدارة الرئيس ترامب لم تُعطِ الملف العراقي ثقله كما كان في السابق، مثلاً هناك تأخير في تعيين سفير دائم. هل أصبح العراق فعلاً هامشياً في السياسة الأميركية كما تقول بعض مراكز الأبحاث والسياسيين، ويربطونه غالباً بالملف الإيراني أو المفاوضات النووية؟
هاريس: شكراً على السؤال. الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس ترامب، تضع المصالح الأميركية أولاً. هذا ينطبق على علاقتنا هنا كما ينطبق على ما نقوم به حول العالم. لدينا فريق رائع من المهنيين في بعثتنا بالعراق، يعملون يومياً لجعل أميركا أكثر أمناً، أقوى وأكثر ازدهاراً. ونقوم بذلك من خلال شراكة بين الولايات المتحدة والعراق تُلبي احتياجات البلدين.
هذه علاقة مهمة للغاية، نريد أن نتأكد من أنها تخدم مصالح الأميركيين والعراقيين معاً. لذلك، دعني أشرح الرؤية التي نأتي بها في هذه المرحلة، الولايات المتحدة تريد أن تدعم عراقاً يتمتع بالسيادة الكاملة، آمناً داخل حدوده، قادراً على المساهمة في استقرار المنطقة. كما نريد عراقاً مزدهراً يحقق تقدماً اقتصادياً يعود بالنفع على العراقيين وعلى الأميركيين أيضاً. هذه هي أولوياتنا، وهذا ما نعمل عليه مع شركائنا في بغداد.
شراكة مستمرة
- سؤال: مع اقتراب انتهاء مهمة قوات التحالف الدولي وانسحاب الوجود العسكري الأميركي في العراق، كيف ترون مستقبل العلاقة الأمنية بين البلدين؟ وما الضمانات لعدم تكرار الفراغ الأمني الذي حدث بعد 2011؟ وهل طلبت بغداد بقاء القوات الأميركية؟
هاريس: شكرًا لك على هذا السؤال المهم، وعلى إتاحة الفرصة لي للحديث عن مستقبل علاقتنا الأمنية، وهو جانب بالغ الأهمية في علاقتنا مع العراق في هذه الفترة.
أول ما أود قوله هو أن الولايات المتحدة والعراق تربطهما شراكة بالغة الأهمية وفعالة للغاية لهزيمة الإرهاب. الولايات المتحدة والعراق، معًا، حارب جنودنا بشجاعة ونبل لدحر الإرهاب. هذا عبءٌ تحمّله العراق، إلى جانب الولايات المتحدة، نيابةً عن العالم أجمع، ونحن ممتنون لذلك. لقد نتج عن ذلك معاناة كبيرة، وخسائر فادحة في أرواح العراقيين، ونحن نُكرّم تلك الأرواح.
نُطبّق خطة انتقالية مُتّفقًا عليها تُمكّن هذه الشراكة من المضي قدمًا في مواجهة التحديات العالمية الراهنة التي نواجهها معًا. العراق عضوٌ مؤسّسٌ في التحالف العالمي لهزيمة داعش، إلى جانب الولايات المتحدة، ونُطوّر علاقتنا معًا لضمان امتلاكنا للموقف والشراكة والأدوات اللازمة لضمان دحر الإرهاب في هذه المنطقة بشكل مستدام. لقد تمّ إحراز تقدّم كبير جدًّا في هذا الصدد.
مع عودتنا إلى العراق في الأسابيع الأخيرة، أصبح عراق 2025 مكانًا مختلفًا تمامًا. نُدرك الجهود الهائلة والتقدّم المُحرز. لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به. نحتاج إلى العمل معًا لضمان دحر الإرهاب بشكل مستدام. هذا يصبّ تمامًا في مصلحة الولايات المتحدة، وأعلم أنه يصبّ في مصلحة العراق أيضًا. ونحن هنا لنواصل معًا ضمان اتخاذنا للخطوات اللازمة للحفاظ على سلامتنا.
وفي الوقت نفسه، نعمل معًا بجهد كبير لتحديد المرحلة التالية من علاقتنا، بما في ذلك علاقتنا الأمنية. هذه العلاقة، بالطبع، بحاجة إلى تلبية احتياجات العراق، وهي بحاجة ماسة إلى تلبية احتياجات الولايات المتحدة أيضًا. لدينا محادثات نشطة ومهمة حول ملامح المرحلة التالية من شراكتنا الأمنية، وكيف سيبدو شكلها.
وهذا أمر طبيعي جدًا. فهو يعكس حقيقة أن علاقتنا مستمرة في النضج والتطور، ونحن واثقون تمامًا من قدرتنا على مواصلة العمل معًا بفعالية لمواجهة التحديات المشتركة. والأهم من ذلك كله، سنفعل ذلك بطريقة تلبي احتياجات وأولويات الولايات المتحدة، وبالطبع العراق أيضًا.
- سؤال: وهل قدّمت بغداد طلبًا لبقاء القوات الأمريكية؟
هاريس: بالتأكيد، على الحكومة العراقية أن تتحدث عن أي موقف قد تتخذه في هذا الصدد. ما يمكنني التحدث عنه هو كيف تنظر الولايات المتحدة إلى الوضع. لقد سعدتُ بفرصة التحدث مع عدد من القادة العراقيين في الأسابيع الأخيرة بهذا الشأن حول المرحلة التالية من علاقتنا. كما سعدتُ بفرصة الاستماع إلى عدد من أصدقائنا وزملائنا العراقيين حول رؤيتهم للفترة المقبلة، وأتطلع إلى مواصلة هذه المحادثات. ولكن فيما يتعلق بما قد تريده الحكومة العراقية أو لا تريده، فهذا أمرٌ يحتاج شركاؤنا العراقيون إلى مناقشته.
لا لقانون الحشد
- سؤال: كما نعلم، تم إرجاء إقرار مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي إن جاز التعبير، ليُناقشه البرلمان المقبل، ما هو دور الولايات المتحدة بذلك؟ أو كيف تصرفت تجاه فكرة تمرير مشروع القانون؟
هاريس: شكرًا لك على إثارة هذا الموضوع. لن أتكهن بشأن التشريعات المستقبلية. لكن يمكنني أن أخبرك كيف نظرت الولايات المتحدة إلى هذا النقاش حتى الآن. ما أنا هنا من أجله، إلى جانب مهمتنا، هو وضع المصالح الأمريكية في المقام الأول. ونريد شراكة مع العراق تلبي احتياجاتنا بشكل أساسي. ويجب أن تلبي احتياجات العراق. وبالمثل، من واجب الحكومة العراقية ضمان وضع مصالح العراق في المقام الأول. هذه نُهُج متوافقة للغاية أساسٌ متينٌ لشراكتنا.
نؤمن إيمانًا راسخًا بسيادة العراق وأهمية ضمان حمايتها، وأعلم أن هذه رؤية يتشاركها أصدقاؤنا العراقيون. ومع ذلك، فإن ما يثير القلق البالغ هو استمرار أحد جيران العراق في تجاهل سيادة العراق، وانتهاك القوانين العراقية، من خلال سلسلة من الجماعات التابعة له داخل هذا البلد، ومحاولة جرّ العراق إلى مسار خطير للغاية، نحو صراع إقليمي.
سنواصل الحديث بوضوحٍ تام عن مخاوفنا، وعن وجود ميليشيات مدعومة من إيران، وجماعات إرهابية تعمل في هذا البلد خارج نطاق سيطرة الحكومة العراقية. تُشكّل هذه الجماعات عبئًا على سيادة العراق، كما تُشكّل عبئًا على شراكة أمريكية فعّالة وقوية مع العراق. سنتحدث عن هذا الأمر بوضوح تام.
في الأسبوع الماضي وكما تعلمون أعلنت الولايات المتحدة تصنيف أربع منظمات إرهابية أجنبية، وهي أربع مجموعات متمركزة في العراق، تُوجّهها وتسيطر عليها إيران، تُهدّد الولايات المتحدة، وتُواصل تهديد مصالحنا، وتُهدّد شراكة قوية للغاية بين الولايات المتحدة والعراق. سنواصل الحديث بوضوح عن تهديدات الإرهاب المدعوم من إيران.
ستبذل الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس ترامب، قصارى جهدها للحفاظ على أمن بلادنا وسلامة الشعب الأمريكي. سنعمل بما يخدم مصالحنا حول العالم. ولدينا حوارٌ بالغ الأهمية مع شركائنا العراقيين حول ما هو مطلوب خلال هذه الفترة، وخطورة المرحلة الراهنة، وجدية ضمان الحفاظ على سيادة العراق، والتعامل مع التحدي الخطير المتمثل في الميليشيات والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران التي تعمل خارج نطاق القانون العراقي، وخارج سيطرة الحكومة العراقية، بطريقة مستدامة. سنواصل هذا الحوار مع شركائنا العراقيين بكل تأكيد.
ببساطة لا ينبغي أن يكون هناك جدل حول تواجد أي قوة أمنية أو مظاهر مسلحة خارج قيادة وسيطرة الحكومة العراقية المنتخبة، وهذا شيء لا غبار عليه.
على خط بغداد - أربيل
- سؤال: كيف ترى واشنطن تأثير الخلاف بين كوردستان وبغداد وبخاصة ملف رواتب الموظفين على الاستقرار السياسي والأمني، وهل هناك جهود دبلوماسية أمريكية لحلّ الأزمة؟
هاريس: هذه القضايا تشغل بالي كثيرًا. لقد عدت من أربيل بالأمس فقط، حيث أتيحت لي خلال الأيام القليلة الماضية فرصة إعادة التواصل مع شركائنا في حكومة إقليم كوردستان، بمن فيهم السيد بارزاني، لمناقشة هذه القضايا تحديدًا، وللحديث عن الشراكة المميزة بين الولايات المتحدة وإقليم كوردستان العراق، وكيف يمكننا معًا المضي قدمًا في أولوياتنا.
وكما هو الحال مع شركائنا في جميع أنحاء هذا البلد الجميل، لدينا حوار فعّال للغاية، بالطبع، مع شركائنا في حكومة إقليم كوردستان حول أولوياتنا المشتركة وهي ضمان الدفاع عن سيادة العراق، وضمان أمن هذا البلد داخل حدوده وقدرته على استتباب الأمن إلى المنطقة، والتأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا لتعزيز ازدهار شعبنا، وتحقيق مصالح العراقيين والأمريكيين على حد سواء. سنواصل الحديث عن الأولويات المشتركة مع الشركاء القادرين على تحقيق هذه الأجندة.
نحن في الولايات المتحدة الأميركية نقدم كل التسهيلات الممكنة بين حكومة بغداد والاقليم فيما يخص ملف استئناف تصدير النفط من خط أنبوب النفط العراقي- التركي، وإعادة استئناف التصدير هي من الأولويات التي نركز عليها، وهي في غاية الأهمية بالنسبة الى ادارتنا.
هذا التقدم في مجال تصدير النفط ينعكس على تلبية مصالح الجميع، وتلبية مصالح الشركات الامريكية، وفيه إشارة إيجابية مهمة جدا، كبيئة جاذبة مستقطبة لاستثمار واعمال والشركات الأمريكية، من خلال توفير الفرص السانحة هنا، وبالتالي تنعكس بصورة إيجابية على أمن الطاقة في المنطقة والعالم، وهذه الأمور في غاية الأهمية تساعد على تحقيق التقدم وتسهم بشكل جذري في تأمين سيادة العراق.
وسوف نستمر في إنضاج الحوار بين حكومة المركز والاقليم، تحقيقا للمصالح والأولويات المشتركة، ونتطلع نحو تقدم ملموس بهذا الاطار.
- سؤال: وكيف تُقيّم واشنطن الوضع في إقليم كوردستان حالياً، خصوصاً بعد التصعيد في السليمانية وصراع النفوذ من جهة، وتعثر تشكيل الحكومة المحلية من جهة أخرى؟
هاريس: مرة أخرى، أود أن أقول إنني أقدر بشدة فرصة زيارة إقليم كوردستان، حتى في الأيام الأخيرة، والتواصل مع الأصدقاء والشركاء، فيما يخص الوضع السياسي في إقليم كوردستان والتعاطي مع أصدقائنا الكورد، اعتقد انهم خير من سيجيب على هذا السؤال وبشكل أعمق، نحن سنستمر بالعمل من أجل تجاوز أي مشاكل عالقة أو قائمة في الاقليم او العراق اجمع، تلبية لأولويات مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وشركائنا العراقيين، لكن العنف بأي مكان في أرجاء العراق يكون باعث قلق كبير جدا بالنسبة، لنا وسنستمر في التقييم والنظر، والعنف مرفوض في أي جزء من أجزاء العراق.
انتخابات تشرين
- سؤال حول الانتخابات العراقية.. ما هي الرسالة الأمريكية بشأن اجرائها بموعدها من عدمه، ومن المقاطعة التي قام بها التيار الصدري وقوى اخرى، وهل واشنطن ترى أن هذا يؤثر على شرعية أو ثقل الحكومة المقبلة؟
هاريس: نعم، شكرًا لك على هذا. نعتقد بأن الشعب العراقي هو خير من يجيب عن هذه الأسئلة ويعبر عن رؤيته بمستقبل بلاده، لكن استطيع ان اجيب قدر تعلق الأمر بالولايات المتحدة الأمريكية ومصلحتها.
هناك حوار مع القيادات والنخب العراقية في جميع أرجاء البلاد، ونحن في الولايات المتحدة تكمن مصالحنا في التعاطي مع عراق قوي وفاعل يلبي المصلحة المتبادلة للبلدين، وهذا مانعمل عليه مع الحكومة الحالية، ومع أي حكومة بعد الانتخابات، وهذا هو المسار الذي تسير عليه الولايات المتحدة إزاء العراق.
لقد استثمرت الولايات المتحدة الكثير في العراق ونجاحه، ولدينا توقعات عالية جدًا لشراكتنا مع العراق في المستقبل، لضمان شراكة تلبي احتياجاتنا المشتركة حقًا. لذلك، سنواصل الحديث بوضوح وفخر كبيرين عن أولويات الولايات المتحدة، وكيف نرى مصالحنا هنا، وسنواصل الحديث مع شركائنا العراقيين حول ضمان سيادة العراق وأمنه وازدهاره الذي يلبي احتياجاتنا.
لأصدقائنا وشركائنا العراقيين الخيار السيادي في كيفية المضي قدمًا في هذه الشراكة، لكنني سأواصل الحديث بوضوح تام عما يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
- سؤال: مؤخراً، جرت عملية هي الأكبر من نوعها بعد 2003 باستبعاد المئات من المرشحين للانتخابات في العراق، لأسباب متعددة، من بينها انتماؤهم السابق لحزب البعث، ما هو تعليقكم على ذلك، وهل ترى واشنطن أن هناك محاولات جدية لإحياء حزب البعث في العراق؟
هاريس: مع كامل الاحترام، هذا سؤال يجب توجيهه للسلطات العراقية. يمكنني التحدث عن الولايات المتحدة وأولوياتنا، ولكن فيما يتعلق بهذا السؤال تحديدًا، أشجعكم على متابعته مع السلطات العراقية للتحدث عنه.
سؤال- طيب في شق آخر. كيف ترى واشنطن دور العراق في التوتر الأخير بين إسرائيل وإيران، وما هي رسائلكم لبغداد؟
هاريس: لقد سمعت بوضوح تام من المحادثات التي أجريتها مع شركائي العراقيين أن العراق لا يريد أن يتورط في صراع داخل هذه المنطقة. وأود أن أشيد بالتزام الحكومة العراقية والقيادة، بمن فيهم رئيس الوزراء السوداني، بضمان عدم تورط العراق في الصراع الذي دار في حزيران- يونيو، أي حرب الاثني عشر يومًا.
لن أتكهن بالمستقبل، لكنني سأقول إنه لإبقاء العراق بعيدًا عن الصراع هناك إجراءات يمكن للحكومة العراقية اتخاذها ومن شأنها أن تقلل من احتمالية وقوع العراق في صراع، وهذا يعني وبشكل خاص، معالجة التحدي الخطير المتمثل في تلك الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران والتي تعمل ضد السيادة العراقية وضد الشراكة القوية مع الولايات المتحدة. أعتقد أن شركاءنا العراقيين يفهمون تمامًا ما هو ضروري.
- سؤال: كيف قيّمتَ حرية التعبير وحرية الصحافة في العراق؟
هاريس: حسنًا، ما أود قوله هو أنني سعيد جدًا بإجراء هذه المحادثة معكم، واعتقد ان هذا الشي واضح من خلال جملة الأسئلة المهمة للغاية التي طرحتموها اليوم فيما يخص ما تفعله الولايات المتحدة والتحديات، اعتقد هذا يعكس ما تفضلتم به.
لقاؤنا هذا بغاية الأهمية إذ عبرنا من خلاله عن سياسة الولايات المتحدة والرئيس ترامب بكل انحاء العالم، وتعاطينا وشراكتنا مع الطيف السياسي العراقي والحكومة العراقية وهذا شيء مرحب به .
رسالة عبر شفق
- سؤال: هل تعتقدون أن هناك ملفًا معيناً ترغبون بالحديث عنه؟
هاريس: نعم، شكرًا لكم على هذا. انظروا، لقد غطينا الكثير من المواضيع. أُقدّر طرحكم لعدد من الأسئلة المهمة. أنا ممتن لذلك، أود أن أقول في الختام إننا نمر بلحظة فارقة. نحن على أعتاب لحظة مهمة وحاسمة وتاريخية يمر بها البلد والعالم أجمع. لدينا فرصة معًا، من خلال شراكتنا بين الولايات المتحدة والعراق، لنكون على قدر هذه اللحظة ونستغل الفرص المتاحة لنا.
ما سمعته من أصدقائي وشركائي العراقيين، بعد عودتي إلى هذا البلد المميز للغاية في الأسابيع الأخيرة، هو أنهم لا يريدون أن يكونوا في صراع في هذه المنطقة. ويريدون أن يكونوا آمنين ضمن حدود بلدهم وجغرافيته، وهذا ينطبق على جميع الشعوب في جميع أرجاء العالم.
وكذلك استثمار الفرص الاقتصادية، ورؤية الولايات المتحدة إزاء شراكائنا واضحة جدا، وتتطابق مع الرؤية التي صرحت بها ووضحتها لاصدقائنا جميعا، وهي نريد ان نرى العراق سياديا امنا ومزدهرا، وأن أعضاء بعثتنا في العراق وكل الدبلوماسيين يسعون بشكل يومي على تحقيق نتائج ملموسة ضمن إطار السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية من خلال شراكة حقيقية ومستدامة.
اسعدني جدا اللقاء معكم والفرصة التي وفرتموها لنا للحديث عما يفعله العراق والولايات المتحدة سوية لتلبية مصالح البلدين.