شفق نيوز/ دقت الأجراس بعد عامين من الصمت في كنيسة مار كوركيس في بلدة بعشيقة التي تبعد نحو 15 كيلومترا شمالي الموصل آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق.

وانتزعت قوات البيشمركة الكوردية السيطرة على البلدة يوم السابع من نوفمبر تشرين الثاني منهية سيطرة التنظيم المتشدد التي استمرت عامين عليها اضطهد خلالهما المسيحيين والأقليات الأخرى في سهول نينوى أحد أقدم المراكز المسيحية في العالم.

وهللت النساء احتفالا بلحظة رفع صليب جديد على الكنيسة ليحل محل صليب كسره تنظيم داعش.

وبدت البلدة خالية من السكان تقريبا إذ أن قوات البيشمركة لم تستكمل تطهيرها من المتفجرات والألغام التي تركها المتشددون أثناء مقاومتهم لقوات عراقية وكوردية مدعومة من الولايات المتحدة بدأت هجوما يوم 17 أكتوبر تشرين الأول لاستعادة الموصل.

وناشد محرم ياسين أحد كبار ضباط البيشمركة الناس الصبر وألا يعودوا حتى تستكمل عملية تطهير المنطقة ضمانا لسلامتهم.

وبعد أن سيطر تنظيم داعش على سهول نينوى عام 2014 أصدر إنذارا للمسيحيين : إما أن يدفعوا الجزية أو يعتنقوا الإسلام أو يموتوا بحد السيف. وترك أغلبهم ديارهم وفروا إلى إقليم كوردستان.

وقال الأب أفرام قس كنيسة مار كوركيس “نحن طبعا أكيد نفضل أن نكون موجودين مع الإقليم. السبب أولا لقرب منطقتنا الجغرافية إلى الإقليم. ثانيا صار لنا 13 سنة الإقليم هو من يسأل علينا ويهتم بنا وبشؤوننا وبكل الأمور. نحن لم نر في يوم أحد من بغداد أتى وقال لنا مرحبا. نهائيا”.

ويرجع تاريخ المسيحية في شمال العراق إلى القرن الأول الميلادي.

وتراجعت أعداد المسيحيين بدرجة كبيرة أثناء أعمال العنف التي أعقبت الإطاحة بصدام حسين عام 2003 وأدت سيطرة تنظيم داعش على الموصل قبل عامين إلى إخراج المسيحيين من المنطقة لأول مرة منذ نحو ألفي عام.

وأعلن أبو بكر البغدادي من مسجد في الموصل عام 2014 قيام “دولة الخلافة” على أراض في العراق وسوريا. وستمثل استعادة الموصل هزيمة فعلية للتنظيم في العراق.

رويترز