شفق نيوز/ يعاني الآلاف من العراقيين الراغبين بالسفر سواء لأداء العمرة مع قرب حلول شهر رمضان، أو من لديهم مواعيد علاجية، من تأخر إصدار جوازاتهم من قبل وزارة الداخلية، وتشير الأنباء إلى أن التعطيل يعود لعدم تسديد مستحقات الشركة المنفذة لخامات الجوازات، جرّاء تأخر إقرار الموازنة العامة للبلاد.
ويشكو المواطنون من أزمة تأخير في إصدار أو تجديد جوازاتهم خاصة طبعة A التي بدأت منذ مطلع السنة الحالية ومستمرة إلى الآن، يأتي ذلك تزامناً مع رغبة الكثيرين منهم بالتقديم على عُمرة رمضان، أو آخرين لحالات علاجية تتطلب السفر سريعاً لكنهم لا يستطيعون بسبب تعطل جوازاتهم في دوائر وزارة الداخلية.
بحاجة للعلاج في وقت محدد..
وفي هذا السياق تقول المواطنة علياء من العاصمة بغداد، أن "مسألة تأخر الجوازات تثير القلق خاصة من لديه موعد محدد لغرض العلاج".
وتضيف علياء لوكالة شفق نيوز متحدثة عن نفسها: "كان لدي موعد مع طبيب أطفال الأنابيب، وكان هذا الطبيب أجنبياً يقوم بعمليات وفق حجز مسبق و تواريخ محددة في دولة جارة للعراق، لكن بسبب تأجيل إصدار الجواز لم استطع السفر في الموعد المقرر".
دعوة إلى خطة طوارئ
حالة أخرى لمواطنة من محافظة كربلاء تدعى أم علي، تقول عن أزمة الجوازات: "هناك أعداد كبيرة من المواطنين يراجعون دائرة الجوازات لغرض الحصول على الجواز، لكنهم يفاجأون بتبليغهم بعدم وجود طبع لها، ويمهلونهم شهراً أو أكثر لإنجازها".
وتشير أم علي خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أنها تعاني من مرض ومن الصعب تأخر علاجه، داعية "الحكومة إلى ضرورة إيجاد خطط للطوارئ والأزمات الصحية، لأن المريض لا يتحمل تأخير علاجه لفترات طويلة".
إجراءات الداخلية حرمتنا العمرة
فيما يقول أبو عبد الله من سكنة منطقة الدورة في العاصمة بغداد، إنه "يضطر للتوجه كل اسبوع الى قضاء المحمودية، (نحو 30 كم جنوب بغداد)، لغرض استلام جوازه الذي قدم معاملته منذ شهر كانون الثاني، ليصطدم بالإجابة بعدم وجود الجوازات، رغم ابلاغه بتوفرها في غضون 20 يوماً"، مضيفاً لوكالة شفق نيوز، إنه "ينوي الذهاب الى السعودية لأداء عمرة رمضان، ولكن يبدو أن الداخلية العراقية قد حرمته منها بسبب نفاد الوقت".
"اطمئنوا.. لا داعي للقلق"
بدوره يُطمئن المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، المواطنين بقرب إصدار الجوازات، مؤكداً لوكالة شفق نيوز، أن "البنى التحتية لمنظومة الجوازات اكتملت بنسبة أكثر من 95%، وسوف تُطبع الجوازات التي تستوعب جميع الأعداد بكل يُسر، فلا داعي للقلق".
وكان مدير عام الأحوال المدنية والجوازات والإقامة في وزارة الداخلية، اللواء رياض الكعبي، عزا في 22 شباط الماضي، أسباب تأخر صدور الجوازات الاعتيادية إلى "التحضيرات لإنجاز الجواز الالكتروني، مما أدى إلى تضاعف أعداد المعتمرين في موسم العمرة، وكذلك تسبب ضغطاً كبيراً على مكاتب الجوازات".
وأكد اللواء الكعبي، في بيان أن "مديرية الجوازات تعمل بأقصى طاقاتها لتجاوز هذا التأخير"، معلناً "وصول كميات جديدة من الجهة المجهزة في العراق والبالغة 50 ألف جواز جديد من أصل مليون جواز، تم طلبها؛ ما سيعجل من مسألة تخفيف الزخم وإنجاز معاملات المواطنين، بالتزامن مع استمرار العمل بمنح الجواز الالكتروني في أربع مناطق في بغداد تمثل الكرخ والرصافة".
عرقلة وضرر للمواطنين
وعلى الرغم من محاولة الحكومة أتمتة اصدار الجوازات، إلا أن "عملية الاصدار الالكترونية التي لجأت إليها الحكومة مؤخراً كانت فاشلة، ونتيجة لذلك لا تزال عملية إصدار الجوازات تتأخر لأيام وأسابيع أحياناً، ما يتسبب بضرر على المواطن خاصة من لديه حالة مرضية حرجة أو موعد عمل"، بحسب المراقب للشأن السياسي، ماجد الخياط.
ويضيف الخياط لوكالة شفق نيوز، أن "الحكومة يفترض أن يكون لديها قاعدة معلومات، ويصدر الجواز في غضون ساعات أو أيام بأقصى حد، لكن ما يحصل في العراق من تأخير في مدة الإصدار هي غير موجودة في كل دول العالم، فضلاً عن تغيير الجوازات لنحو 5 مرات منذ عام 2003، ما يسبب تأخيراً وعرقلة لحركة المواطنين من داخل العراق إلى خارجه".
وكانت مديرية الأحوال المدنية والجوازات والإقامة، التابعة لوزارة الداخلية العراقية، أعلنت الخميس الماضي، افتتاح أول مكتب لاصدار الجوازات الإلكترونية في المنصور، ومن ثم الأعظمية، وقرب افتتاح مكتبي الكرادة والكاظمية.
يأتي ذلك، بعد أسبوع من إطلاق وزارة الداخلية العراقية، الجيل الثالث من جواز السفر الإلكتروني، وأكدت أنه سيحدث انتقالة نوعية في تقديم المعاملة أو استلامها من حيث الجودة والسرعة.
ويحتوي الجواز الإلكتروني العراقي، على شريحة ذكية (سيم كارت) تخزن فيه المعلومات لصاحب الجواز، ويبلغ سعره 25 ألف دينار، إضافة إلى 50 دولاراً أو ما يعادلها بالدينار العراقي بسعر الصرف الحالي للبنك المركزي.