شفق نيوز/ وثق المرصد العراقي لحقوق الإنسان، حالات اعتداء واستهداف لصحفيين ومراسلي مؤسسات إعلامية عراقية وعربية وعالمية، أثناء تغطيتهم أحداث العنف الدامية التي جرت في المنطقة الخضراء يومي 29 و30 آب/أغسطس الماضي.
وذكر المرصد في تقرير، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن "كل أطراف النزاع الذي جرى في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، اعتبرت الصحافيين ووسائل الإعلام عدوة لها واستهدفتهم بشكل مباشر وبعض حالات الاستهداف كادت تودي إلى مقتلهم".
وسجل المرصد، شهادات ثمانية صحافيين ميدانيين كانوا يغطون الاحتجاجات والاشتباك المسلح، جميعهم أكدوا أنهم "استهدفوا بشكل مباشر من قبل محتجين ومسلحين مع المحتجين، وكذلك عناصر أمن وعناصر آخرين كانوا بزي أسود من دون شارات تعريفية".
وأضاف أن "نقابة الصحفيين العراقيين، التي واجبها حماية العاملين في الإعلام والدفاع عنهم وعن حقوقهم، لم تُحرِّك ساكناً إزاء الانتهاكات التي لحقت بهم"، معتبراً ذلك "مؤشراً خطيراً تجاه النقابة، وأعضائها".
وتؤكد هذه الأحداث والشهادات تنامي نفوذ أعداء حرية الصحافة في العراق، الأمر الذي يعزز اتساع قاعدة أعداء حرية الصحافة بهذا البلد، في وقت يشهد حالات إفلات من العقاب لكل مرتكبي الانتهاكات.
ووثق المرصد العراقي لحقوق الإنسان، حالات الاعتداء على كل من (مصور وكالة الأسوشيتد برس، هادي مزبان) و(مراسل قناة دجلة الفضائية، مصطفى لطيف) و(مراسل قناة التغيير الفضائية، بدر الركابي) و(مصور قناة كوردسات الفضائية، وسام فليح) و(مصور قناة روداو، منتظر جعفر) و(مراسل قناة الفلوجة الفضائية، علي عبد الكريم) و(مراسل قناة الجزيرة، سامر يوسف)، و(مراسل وكالة شفق نيوز، حيدر الشيخ)، وغيرهم من المراسلين والمصورين، الذين تعرضوا للاعتداء ومصادرة الممتلكات.
مراسل شفق نيوز
وأبلغ حيدر الشيخ، وهو مراسل وكالة شفق نيوز، المرصد، أن "في تمام الساعة 16:22 من مساء الاثنين وأثناء تغطية اقتحام أنصار التيار الصدري قصر الجمهورية ومحاولتهم عبور الجسر المعلق للوصول إلى الجادرية واعتصام جماهير الإطار التنسيقي حدث إطلاق نار على الجسر المعلق وأصبت بطلق مطاطي بيدي، وسقطت على الأرض ونقلت إلى المستشفى".
وأضاف الشيخ: "تبين خلال الأشعة أنني مصاب بكسر في يدي، وعلى إثر ذلك عالجوني بتجبيرها. كانت لحظات عصيبة جداً".
وعن كل ما تقدم، رأى المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن "عناصر الأمن ما زالوا يتعاملون مع الصحافيين بطريقة غير محترمة.. يمعنون في إهانتهم والاعتداء عليهم، لدى بعض عناصر الأمن في العراق فكرة سيئة عن الصحافة تفضي إلى اعتداءات كبيرة ومتكررة".
وتنص المادة التاسعة من قانون حماية الصحافيين لسنة 2011 على أن: "يعاقب كل من يعتدي على صحفي أثناء تأدية مهنتـه أو بسبب تأديتها بالعقوبة المقررة لمن يعتدي على موظف أثناء تأدية وظيفته أو بسببها".
وأعرب المرصد عن أسفه لـ"عدم عمل حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على حماية الصحافيين، ولم تحاسب أي من مرتكبي الانتهاكات بحقهم، حتى أولئك الذين ينتمون للمؤسسة العسكرية وتوجد أدلة تدينهم"، مردفاً "يبدو أن الصحافيين وحمايتهم، ليست من أولويات أي حكومة عراقية، رغم أن حرية الصحافة هي العمود الفقري لأي نظام ديموقراطي".