شفق نيوز/ بعد ليلة دامية كادت أن تعكر صفو الزيارة الأربعينية التي دخلت مرحلة الذروة في كل من النجف وكربلاء، بدأت تتكشف للرأي العام تفاصيل وأسباب الاشتباكات التي كانت أشبه بمعركة شهدتها منطقة "الزركة" التابعة لقضاء الكوفة.
والزركة، هي قرية تتبع قضاء الكوفة بمحافظة النجف، وشهدت اندلاع معركة دامية قبل 17 عاماً بين القوات الامنية العراقية والامريكية من جهة، وجماعة أحمد الحسني والحواتم من جهة أخرى، راح ضحيتها المئات من المشاركين في المعركة من الطرفين، فيما أسقطت طائرة أمريكية أثناء القتال.
وعلى مر الساعات الماضية، اعتقلت قوات الأمن في محافظة النجف، العشرات من مثيري نزاع في منطقة الزركَة بقضاء الكوفة وسط المحافظة، كما صادرت العشرات من الأسلحة والعتاد.
وفي تطور جديد يتعلق بالليلة الدامية التي شهدتها "الزركة"، أشارت مصادر مطلعة، لوكالة شفق نيوز، إلى أن "غالبية المعتقلين هم الأحداث وبعضهم من الزوار المتجهين نحو كربلاء، بتهمة المشاركة في النزاع العشائري".
وأوضح المصدر، أن "قائد شرطة المحافظة أمر بإيداع إحدى المفارز الأمنية التي ظهرت بمقطع فيديو قرب شقيق المجني عليه، وهو يهدد ويتوعد طرف الجاني مستخدماً الرصاص الحي في الحجز تمهيداً لإحالتهم إلى المحكمة العسكرية، لعدم تنفيذ واجبهم الأمني بصورة صحيحة".
أصل الحكاية
إلى ذلك، أفاد مصدر مطلع، بأن "الشجار اندلع بين أفراد قبيلة الحواتم بمنطقة الزركة شمال قضاء الكوفة وسط محافظة النجف، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء، بسبب خلاف على قطعة ارض بينهم، فيما نفى المصدر ان يكون الشجار حصل بسبب زعامة المنطقة أمام الزوار المتجهين نحو كربلاء المقدسة.
وبين المصدر، خلال حديثه للوكالة، أن "منطقة الزركة حصل فيها شجارين مسلحين بذات التوقيت خلال العامين الماضيين"، مطالباً قوات الأمن بـ"تطهيرها من السلاح بشكل كلي، وجعلها منطقة آمنة للتعايش السلمي".
قتلى وجرحى
بدوره، أوضح مدير إعلام صحة النجف، ماهر العبودي، للوكالة، أن "المفارز الطبية سجلت مقتل احد الأشخاص بسبب شجار الزركَة، فيما أصيب 7 آخرين بجروح متفاوتة، بينهما 3 أشخاص من الجنسية الإيرانية و4 عراقيين".
في المقابل، توعد شقيق المجني عليه، بعد ظهوره بمقطع فيديو الجناة الذين قتلوا شقيقه بالقول: " تدرون بالموقف اللي صار، وهو هجوم (بني أمية "عشيرة الجاني") على أحد المواكب، وراحت إلنا ناس وآني واحد منهم أخوي انقتل"، مبينا انه "لا يبحث عن الانفعال ولا الاستعرض بسلاحه، مذكراً الكل بقوة عشيرته وهم (الجبور)".
وتابع: "أحنا (الجبور) والبوعامر (عشيرة الجاني) حدنا ومحدودنا بعد الأربعين بيومين، لن يبقى بعدها منزل لشيخ البوعامر العام ولا نخاف ولا نستحي"، مؤكدا أن هؤلاء لديهم "طلابة" ثأر مع البوعامر".
استجواب قائد الشرطة
في غضون ذلك، أفاد مصدر مطلع في مجلس محافظة النجف، لوكالة شفق نيوز، بأن "قائد الشرطة المحافظة اللواء علاء هاشم، سيكون ضيفاً في المجلس بعد زيارة وفاة النبي (ص) ولن يتوانى أعضاء المجلس في تحديد المقصرين بحفظ أمن النجف".
وأضاف المصدر، أن "جلسة استضافة اللواء هاشم، ربما تتحول إلى جلسة استجواب"، مردفاً بالقول: "لن نسمح بتفشي ظاهرة السلاح المنفلت بيد غير قوات الأمن في النجف".
وخلص المصدر، إلى القول: "على خلفية أحداث الزركة رصدنا تهاوناً بعدم مصادرة السلاح لدى الجهات غير الأمنية، وعدم إيلاء أوامر السلطات المركزية التي تنص على سحب سلاح العشائر والجهات غير الحكومية الأخرى، أي أهمية تذكر خلال الفترة الماضية".