شفق نيوز/ في الذكرى الأولى لاغتيال المحلل الامني هشام الهاشمي، اعتبرت صحيفة "ذا ناشيونال" في مقال افتتاحي تحت عنوان "لم يمت هشام الهاشمي عبثا"، ان الحركات الاحتجاجية تلتحم عادة حول شخصية رمزية، وهي شخصيات غالبا ما تصبح بالنسبة الى هؤلاء الناس، رمزا للتغيير.
وذكرت الصحيفة، بانتفاضة تونس العام 2011، عندما أصابت التضحية بالنفس من جانب البائع المتجول محمد البوعزيزي، وترا حساسا لدى الشباب المحبطين من الفساد وانعدام الفرص في جميع انحاء الشرق الاوسط.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها التي ترجمتها وكالة شفق نيوز، إلى أنه على الجانب الآخر من المنطقة، كانت الحركة الاحتجاجية العراقية التي بدأت العام 2019 ، مدفوعة بعدد من الشخصيات والأفكار التي تبنوها، مضيفة انه بعد مرور عام على اغتيال هشام الهاشمي، سيتذكره العراق، أحد أبرز ضحايا الحركة الاحتجاجية.
ولفتت الصحيفة الى ان الهاشمي كان يحارب من أجل قضيته بسلام، في الارشيف والمكتبات وحتى في الرسائل على تويتر المتعلقة بالصحفيين والمتظاهرين، ويساعدهم في عملهم ويحثهم على التفكير في سلامتهم، مضيفة ان انصاره ساروا على خطاه ليس بتسليح انفسهم، وانما بالقراءة والنقاش والنزول الى الشوارع.
واعتبر المقال ان "التطرف الإيديولوجي حول العراق الى ساحة معركة ضد ارادة العديد من المواطنين الذين يريدون دولة مستقرة بعد عقود من الصراع". واضاف ان الهاشمي برز كقائد مدافع عن الشعب، معتدل وشجاع ونبذ العنف وسعى الى الحوار، وعندما اغتاله مسلحون في بغداد، دفع الثمن النهائي لمواجهته اراقة الدماء التي ابتليت بها بلاده.
واشارت الى ان الحكومة ما تزال اليوم غير قادرة على كبح جماح الجماعات "الخبيثة"، سواء كانت فلول داعش او جهات في شبكة معقدة من الميليشيات المدعومة من ايران، مضيفة ان "الحصن ضد الجماعات المتشددة هو الراي العام"، حتى لو ان هذه الجماعات تستند في شرعيتها على زعمها حول التأييد الحزبي العالي الذي تتمتع به.
واعتبرت الصحيفة ان الهاشمي "فضح هذا الباطل على حقيقته" مشيرة الى انه يمثل يمثل الغالبية الكبرى من العراقيين الذين نبذوا الطائفية واللاعبين غير المرتبطين بالدولة.
وتابعت انه بينما كان الهاشمي من بين اشهر ضحايا العنف، فان هناك العديد من الاشخاص الاخرين، كالناشط ايهاب الوزني الذي اغتيل مايو/ايار الماضي في كربلاء، بالاضافة الى عدد من النشطاء والمراسلين.
وخلصت الصحيفة الى القول ان "محاسبة القتلة ستكون عملية بطيئة، لكن المتظاهرين والنشطاء السلميين، الذين يبنون مجتمعا مدنيا ويشكلون هويتهم، بين ايديهم يقع الحل النهائي، فبرغم انهم قد لا يمتلكون اسلحة، فان لديهم نماذج دائمة على استعداد للتضحية بالكثير من اجل قضية العقلانية والاعتدال والشمولية".
وبرغم توقعها بان تخمد الاحتجاجات في العراق خلال الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة لتصل الى 50 درجة مئوية، الا انها اشارت الى انه مع كل موجة من التظاهرات، يشكل العراقيون هوية لحركتهم.
وختمت انه "بعد مرور عام على وفاته، يمكن لاصدقاء الهاشمي وعائلته وزملائه ومؤيديه، ان يلتمسوا الراحة في حقيقة ان مثله العليا تنمو في حركة متزايدة تشمل جميع اركان المجتمع العراقي".