شفق نيوز/ أثارت خطوة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وضع حجر الأساس لأول مشروع ربط سككي بين العراق وإيران، تساؤلات عن وضع الموانئ العراقية بعد انجاز المشروع.
وأثناء وضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين منطقة شلمجة الإيرانية ومدينة البصرة العراقية، السبت الماضي، (2 أيلول 2023)، تحدث السوداني بحضور نائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر، عن أهمية المشروع في نقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة من إيران وبلدان وسط آسيا، فضلاً عن أهميته في تعزيز البنى التحتية لاقتصاد العراق.
ورغم اتفاقهما على أهمية المشروع وتأثيره في تعزيز العلاقات الثنائية، فإن المسؤول الإيراني قال إنه سوف يؤدي إلى تحقيق "قفزة هائلة في التبادل التجاري مع العراق"، بينما يرى الأخير أن غايته لا تتجاوز نقل المسافرين بين البلدين.
وفي هذا السياق، اعتبر وزير النقل العراقي السابق، النائب الحالي في البرلمان، عامر عبدالجبار ادعاء (الجانب العراقي) مجرد "أكذوبة" لأن اتفاقية إقامة الخط لا تحصر هذا الهدف، ولأن الحمولة المحورية لتحميلات الخط تبلغ نحو ضعف الحمولة المحورية لو كان الخط مكرّساً لنقل المسافرين فقط.
وأضاف عبدالجبار في مقطع فيديو نشره في صفحته الرسمية على موقع "X" (تويتر سابقاً) السبت الماضي، (2 أيلول 2023) أن "وضع حجر الأساس أثناء انشغال المواطنين في الزيارة الأربعينية مقصود"، واصفاً الربط السككي بين العراق وإيران بأنه "رصاصة الرحمة على ميناء الفاو".
دعوة لمكاشفة الشعب
يشير الباحث والمتخصص بشؤون الأنهار والمياه والحدود الدولية، د.غازي الربيعي، إلى أن "الربط السككي إذا كان للأشخاص فهذا لن يؤثر على موانئ العراق، إلّا أن الجانب الإيراني ذكر أن المشروع يرتبط بالبحر الأبيض المتوسط، وبنمو التجارة مع العراق، وهذا قاتل لموانئ العراق خاصة ميناء الفاو الكبير الذي لم يكتمل لحد الآن".
ويدعو الربيعي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، "الحكومة العراقية إلى نشر الاتفاقية لتوضيح هدف المشروع ومكاشفة الشعب، فإذا كان لنقل الزوّار فهو هدف سامي، أما إذا كان لغرض التجارة، فهذا سوف يقتل الموانئ العراقية ويجب إعادة النظر فيه".
أهداف المشروع
الربط السككي هو "مشروع وطني يدعم الاقتصاد العراقي ورفاهية المواطنين والزائرين في الانتقال إلى الأماكن المقدسة في (بغداد وكربلاء وسامراء والنجف)، بعيداً عن الشوارع العامة وقطع الطرقات، وحفاظاً على الأرواح التي تزهق جرّاء حوادث المرور"، وفق ما قاله مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، د.ناصر صالح الأسدي.
وفيما يتعلق بتأثير الربط السككي على الموانئ العراقية، يؤكد الأسدي لوكالة شفق نيوز، أن "الربط السككي الآن هو لنقل المسافرين فقط وليس للنقل التجاري، لذلك لن يؤثر نهائياً على الموانئ العراقية، لأن هناك سياسات سعرية ستقوم الجهات المختصة بوضعها على طبيعة استخدام المنافذ سواء كانت برية أو جوية أو بحرية".
وتابع، "أما ميناءي الفاو وأم قصر، فهما للنقل التجاري فقط، وليسا لنقل المسافرين، لذلك هناك اختلاف كبير في عملية استخدام المنفذين، وحتى لو تم النقل التجاري فإن الأسعار لن تكون ذاتها الموجودة في الموانئ، إذ أن امتيازات الموانئ لن يستطيع الربط السككي تحقيقها، لذلك هذا المشروع يختلف تماماً عن ما موجود في ميناء الفاو".
فوائد المشروع
تعود فكرة العمل بمشروع الربط السككي بين الشلامجة والبصرة إلى عام 2009، بحسب رئيسة لجنة النقل والاتصالات في البرلمان العراقي، زهرة البجاري، متفقة مع ما ذكره ناصر صالح الأسدي بأن المشروع هو "لغرض نقل المسافرين فقط وليس لنقل البضائع، وليس له تأثير على ميناءي الفاو وأم قصر البحريين المختصين بنقل البضائع دون المسافرين".
وتوضح البجاري لوكالة شفق نيوز، أن "المشروع فيه مردودات اقتصادية، إذ سوف يقلل من استخدم الحافلات وفي الوقت نفسه ينقل أعدادً هائلة من الركاب، لذلك سوف يُساهم في تقليل الازدحامات التي تحصل في المنافذ الحدودية أيام الزيارات الدينية خاصة من الشلامجة".