شفق نيوز/ تفتقر محافظة ديالى الى الأماكن السياحية النموذجية ما يدفع اغلب سكانها الى قضاء اوقات الاعياد والمناسبات في المزارات الدينية والمقابر.
ويقول الناشط المدني مراد العزاوي لوكالة شفق نيوز، إن "مخلفات الاوضاع الامنية وصراعات السياسيين الطائفيين عطلت المشاريع العمرانية وخاصة السياحية بدءا من بعقوبة مركز المحافظة وصولا الى جميع الوحدات الادارية باستثناء خانقين التي تمتاز بطبيعة وظروف خاصة".
واكد ان "اكثر من 70% من سكان ديالى يقضون الاعياد والمناسبات في المزارات الدينية والمقابر"، موضحا ان "قسماً من الميسورين واصحاب الدخل فوق المتوسط يتجهون الى كوردستان او دول الجوار بسبب غياب المرافق والمتنزهات السياحية النموذجية فيما تبقى الطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل حبيسة المزارات والمقابر وهي تبتهل الدعاء نحو اوضاع معيشية افضل".
بدوره يوضح المقاول ماهر السعدي الذي يعمل في انجاز المتنزهات البسيطة، إن "غالبية المتنزهات في ديالى بسيطة وبدائية مقارنة بالمحافظات الاخرى"، عازيا ذلك الى "هيمنة جهات سياسية ومتنفذة على مشاريع التطوير السياحي والاقتصار على مشاريع والعاب لتوفير عائدات مالية كبيرة من تخصيصات المشاريع".
ولفت السعدي في حديثه لوكالة شفق نيوز الى ان "معيار المتنزهات السياحية في ديالى لعبة واحدة لكل 1000 طفل بحسب احصائيات شبه رسمية للناشطين والمنظمات المعنية بحقوق الانسان"، مشيرا الى "خلو اغلب الوحدات الادارية من المرافق السياحية المطلوبة باستثناء بعقوبة التي تحوي متنزهي ما بين الجسرين ونادي الفروسية رغم حاجتهما لمزيد من الاعمار والتطوير السياحي مع التوسع السكاني المتصاعد".
واكد احمد احسان (38 عاماً) وهو بائع متجول في "مقبرة الشريف" اكبر مقابر بعقوبة ان "المقبرة تشهد زخما كبيرا خلال اعياد الفطر والاضحى باعداد كبيرة نتيجة الحوادث الارهابية وما خلفته في ديالى من ضحايا".
واوضح احسان في حديثه لوكالة شفق نيوز، ان "اولويات أسر بعقوبة وعدة مناطق اخرى في ديالى زيارة امواتهم في المقابر في اول ايام العيد ومن ثم التوجه للاماكن السياحية رغم قلتها وزيارة المزارات الدينية التي تشهد توافدا كبيرا".
بدوره رأى مسؤول اعلام الامانة الخاصة للمزارات الدينية في ديالى احمد اركان الربيعي اقتصار الاعياد والمناسبات في ديالى على المزارات امرا مفرحا ومحزنا في نفس الوقت.
وقال الربيعي لوكالة شفق نيوز، إن "الأمر المفرح هو الابتهال والتعبد في الاماكن والمزارات الدينية والاطلاع على النهضة العمرانية في عموم المزارات، والمحزن في الأعياد والمناسبات انعدام وقلة المرافق والمتنزهات السياحية رغم مكانة ديالى على خريطة العراقي وما تمثله من عراق مصغر وتنوع سكاني وارث تاريخي وحضاري متجذر.
واوجز الربيعي خطة المزارات الدينية خلال عيد الاضحى الحالي بتمديد دوام الملاكات العاملة من 8 الى نحو 12 ليلا بالتنسيق مع المراكز والاجهزة الامنية، مبينا ان حركة الأسر والتجوال في المتنزهات الدينية تنتهي عند الساعة الثامنة والنصف مساء في عموم الوحدات الادارية باستثناء مزارات بعقوبة الدينية التي تتوافد عليها الأسر حتى منتصف الليل".
وتشكو ديالى منذ سقوط النظام السابق وحتى الان تردي قطاع السياحة وغياب المتنزهات مقارنة بالعاصمة بغداد واقليم كوردستان والمحافظات الاخرى بسبب صراعات الهيمنة والفساد والظروف الامنية الراهنة التي عطلت المشاريع السياحية.