شفق نيوز/ كشف تقرير أمريكي، اليوم الاثنين، عدم وجود رغبة أمريكية بـ"خلاف مفتوح" مع انقرة بشان هجماتها في العراق وسوريا، فيما كانت أبرز أسباب "التفهم" الأمريكي للطموحات العسكرية التركية ادراكها المخاوف الامنية المشروعة لتركيا، ودعم انقرة سياسة الولايات المتحدة إزاء حرب أوكرانيا.
وقال "مركز صوفان" الأمريكي للأبحاث والتحليل في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إن "الامكانية محدودة لحدوث تحول كبير في سياسة واشنطن إزاء تركيا بسبب تصعيدها الجديد في العراق وسوريا، حيث ان الولايات المتحدة تتجنب وقوع (خلاف مفتوح) مع أنقرة لأسباب عديدة".
وذكّر تقرير المركز الأمريكي الذي يتخذ من نيويورك مقراً له، بالتفجير الذي وقع في إسطنبول في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، مشيراً إلى انه "أعاد إشعال التوترات طويلة الأمد بين انقرة وواشنطن بشأن الاستراتيجية في الشرق الأوسط، برغم اشتراك الحليفين في الناتو في الهدف المتمثل بالقضاء على التهديد المستمر الذي يشكله تنظيم (داعش)".
ولفت التقرير إلى أن "الولايات المتحدة، كجزء من استراتيجيتها في العراق، متحالفة منذ فترة طويلة مع الأحزاب الكوردية الرئيسية التي تدير حكومة اقليم كوردستان، وانه بينما تعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكوردستاني جماعة ارهابية، الا انهما يعارضان التأكيدات التركية بشأن تواطؤ الكورد العراقيين النشطين مع حزب العمال الكوردستاني وينفون أن تكون وحدات حماية الشعب في سوريا، مرتبطة بحزب العمال الكوردستاني".
كما اشار التقرير الى "تلميحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا بانه لا يستبعد القيام بعملية برية في شمال سوريا من اقتلاعهم جميعا بأسرع وقت، وذلك في الوقت الذي تشن فيه القوات التركية غارات وضربات جوية في العراق وسوريا"، فيما توعد اردوغان بـ"توسيع المنطقة الحدودية العازلة في شمال سوريا".
واعتبر التقرير الامريكي أن "العمليات التركية الاخيرة أثارت رد فعل صريحاً من جانب المسؤولين في واشنطن"، مشيراً إلى أن احدى الضربات الجوية التركية قاعدة لقوات سوريا الديمقراطية متاخمة لمنشأة تستخدمها القوات الأمريكية في سوريا"، مضيفا انه "رغم ان احدا من العناصر الأمريكيين لم يصب بأذى في هذه الضربة، إلا أن الاجراءات التركية اثارت مخاوف الولايات المتحدة من أن العمليات التركية يمكن أن تتسبب بالحاق الضرر بالجنود الامريكيين الـ 900 المتمركزين في سوريا، وان تتسبب سياسة انقرة ايضا بتقويض الكفاح المشترك ضد فلول (داعش)".
وأوضح التقرير أنه "في ظل الحملة الجوية التركية، فقد تحدثت تقارير عن ان قوات سوريا الديمقراطية علقت عملياتها ضد (داعش) لحماية نفسها من العمليات التركية".
واستعاد التقرير البيان الصادر عن البنتاغون مؤخرا والذي حدد فيها "عناصر القلق الأمريكي ومعارضة الضربات التركية واي هجوم بري"، حيث ذكر البيان ان "وزارة الدفاع الامريكية قلقة للغاية ازاء تصعيد العمليات في شمال سوريا والعراق وتركيا. وهذا التصعيد يهدد التقدم المستمر منذ سنوات للتحالف الدولي لهزيمة داعش. والضربات الجوية الأخيرة في سوريا تهدد بشكل مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين العالمين في سوريا مع شركاء محليين لالحاق الهزيمة بـ(داعش) وتأمين احتجاز أكثر من عشرة آلاف من معتقلي داعش. وبالاضافة الى ذلك، فإن الأعمال العسكرية غير المنسقة تهدد سيادة العراق".
وإلى جانب ذلك، ذكر التقرير بموقف الحكومة العراقية التي قالت إنها "قررت نشر قوات اتحادية الفيدرالي على حدودها مع إيران وتركيا، بعد عمليات القصف التركية، بالاضافة إلى الايرانية التي تستهدف جماعات كوردية معارضة".
وبرغم ذلك، اعتبر التقرير الأمريكي أن "مدى التحول في السياسة الامريكية ضد تركيا بسبب تصعيدها في سوريا والعراق، لها حدود"، موضحا ان بيان البنتاغون "ألمح الى تفهمه لموقف أردوغان"، حيث اشار البيان الى ان "الولايات المتحدة بدعوتها الى وصف التصعيد، فانها تدرك المخاوف الامنية المشروعة لتركيا، وسنواصل التحدث مع تركيا وشركائنا المحليين حول الحفاظ على ترتيبات وقف إطلاق النار".
وأوضح التقرير ان "المسؤولين الامريكيين يريدون تجنب وقوع خلاف مفتوح مع تركيا، وهي حليفة في الناتو، والتي تدعم سياسة الولايات المتحدة إزاء حرب أوكرانيا من خلال تزويد الجيش الأوكراني بمسيرات (بيرقدار) المتطورة".
والى جانب ذلك، ذكر التقرير أن "الرئيس التركي نجح في التوصل إلى اتفاق في تموز / يوليو الماضي من اجل اعادة فتح ممرات البحر الأسود لعبور شحنات الحبوب الأوكرانية".
وبالنسبة الى موسكو، فقد أشار التقرير الأمريكي إلى ان "موقفها مشابه لموقف واشنطن في الاعتراض على أي عملية عسكرية برية لتركيا في العمق السوري، وذلك لان من شأن ذلك أن يضعف من سيطرة حكومة الرئيس بشار الاسد على الأراضي، وقد يشكل مساسا بمواقع التواجد الروسي في أجزاء من الشمال السوري".
ولفت التقرير إلى انه "خلال المحادثات التي أجراها الروس مع نظرائهم الأتراك في تشرين الثاني /نوفمبر الحالي، من اجل اقناع اردوغان بعدم تعزيز دعمه العسكري لحكومة كييف، فإن المسؤولين الروس كانوا يحاولون تقبل مخاوف انقرة ازاء "التهديدات الكوردية العابرة للحدود".
وأوضح التقرير الامريكي بالقول انه "برغم هذه الاوضاع، فان واشنطن وموسكو ولا أي من العواصم الاوروبية او الاقليمية قامت بطرح صيغة من أجل إنهاء الصراع الأهلي في سوريا والمستمر منذ أكثر من عقد، والذي ساهم في اجتذاب العديد من الأطراف الفاعلة الخارجية واجنداتها المتنافسة".
ترجمة: وكالة شفق نيوز