شفق نيوز/ رصد "معهد بروكينجز" الأمريكي مواقف شريحة الامريكيين من اصول افريقية، من الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وافغانستان، والتي كلفت واشنطن تريليونات الدولارات وقتلت أكثر من سبعة الاف جندي امريكي ومئات الآلاف من المدنيين العراقيين والافغان.
ويأتي ذلك بالتزامن مع مرور عقدين على غزو العراق.
وجاء الاستطلاع الاستقصائي الذي قام به "بروكينجز" بالتعاون مع شركة البيانات والتحليلات "يو غوف"، في إطار ما وصفه بأنه محاولة لفهم الدروس المستفادة من الحروب، بما في ذلك كيف يمكن للأمريكيين رؤية الاستخدام المستقبلي للقوة العسكرية في الخارج، حيث ظهر انقسام حول قرار غزو افغانستان، وتوافق على ان القرار بغزو العراق كان خاطئا، بينما اعتبرت الاغلبية ان سحب القوات من البلدين كان صائبا، وأن الحروب بشكل عام، قدمت الحد الادنى من الفوائد للولايات المتحدة وعائلاتهم.
وبحسب التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن "الاستقصاء شمل 1150 شخصا من أصل أفريقي يقيمون في الولايات المتحدة". وحول شعورهم بأن الولايات المتحدة قد أخطأت بارسال قوات عسكرية الى افغانستان في العام 2001 والى العراق في العام 2003. وحول أفغانستان، يعتقد 31 % ان إرسال القوات كان خطأ و 32 % يعتقدون أنه لم يكن خطأ".
واشار التقرير الى ان المستطلعين لم يكونوا منقسمين في آرائهم حول حرب العراق حيث رأى عدد كبير (37%) على أن المشاركة في الحرب كانت خطأ، بينما اعتقد 29 % أنها لم تكن خطأ.
وتابع التقرير؛ أنه جرى مسح اقتصادي أجري في أيار/مايو 2021 للسكان المحليين مسح كارنيجي. وانقسم المشاركون في استطلاع "ايكونوميست" حول استخدام القوات في أفغانستان، حيث أيّد 36 في المائة وعارضها 39 في المائة. بالنسبة للعراق ، اعتبر 43 بالمائة من المشاركين أن المشاركة هناك خطأ. ما يثير الاهتمام بشكل خاص هو أن إجابات "لا اعرف" لاستطلاع كارنيجي كانت اعلى بنحو 10 نقاط مئوية من استطلاع الايكونوميست. كما اختار 37 % اجابة "لا اعرف" فيما يتعلق باستخدام القوات الامريكية في افغانستان و 34 % فيما يتعلق بالعراق.
ولفت التقرير ان الامريكيين من اصل افريقي ربما يركزون اهتمامهم على القضايا الداخلية الملحة أكثر من تركيزهم على الحروب في الخارج.
وتابع ان المشاركين من الديمقراطيين انقسموا حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة إرسال قوات عسكرية إلى أفغانستان، وعبر 38 % عن أن غزو العراق كان خطأ. وفي المقابل، فان أغلبية ضئيلة من الجمهوريين اعتبروا أنه كان من الخطأ ارسال قوات الى العراق (51 %) وأفغانستان (52 %).
ولفت التقرير إلى أن مثل هذه النتائج تم رصدها ايضا في استطلاعات الرأي الامريكية الاخرى والتي كانت تظهر أن الجمهوريين كانوا أكثر تشددا من الديمقراطيين بشأن قرارات غزو أفغانستان والعراق.
كما اظهر التقرير ان المستطلعين الذين لديهم فرد واحد على الاقل من افراد العائلة يؤدي الخدمة العسكرية في افغانستان او العراق، كانوا هم الاكثر احتمالا ان يكون لديهم رأي حول الحروب، وقد عبر عدد كبير من هؤلاء المستجيبين (حوالي 40%) حول الحربين، أنه كان من الخطأ إرسال قوات عسكرية.
وعما اذا كان الشعور هو أن الولايات المتحدة قد أخطأت بسحب القوات العسكرية من العراق في العام 2011 وأفغانستان في العام 2021، أعرب العديد من المشاركين أنه كان القرار الصحيح بسحب القوات من أفغانستان (47%) والعراق (51%).
اعتقدت اقلية من المستطلعين (15 % للعراق و 22 % لأفغانستان) أن سحب القوات كان خطأ، في حين لم يكن لدى ثلث المستطلعين رايا او لم يكشفوا عنه.
وأظهر التقرير أن غالبية المستطلعين (63 %) يشعرون أن الحرب في أفغانستان لم تحقق فائدة لامريكا، بينما شعرت اقلية (16%) ان الحرب كانت مفيدة لأمريكا.
وحول العراق، كانت الردود على نفس السؤال متشابهة بشكل لافت للنظر، حيث شعرت الغالبية (61 %) ان الحرب في العراق لم تكن مفيدة لامريكا ، واقلية (13%) اعتقدت انها مفيدة. وبالنسبة إلى الذين خدموا في الحرب، في أفغانستان (39 %) والعراق (38 %) فإنهم يعتقدون انها أفادت أمريكا.
لم يشعر معظم المستطلعين، ان الحروب أفادت عائلاتهم. وكشف أن 8 % فقط من المستطلعين يعتقدون أن الحرب في افغانستان أفادت اسرهم و 6 % اعتقدوا الشيء نفسه بالنسبة للحرب في العراق.
ويظهر الاستطلاع ان الطلاق او الانفصال والصعوبات المالية هي الردود الاكثر شيوعا بسبب شعورهم بأن الحروب لم تكن مفيدة لعائلاتهم. وذكر التقرير أن هذا ربما يفسر لماذا قال عدد كبير من المستطلعين الذين خاضوا الحرب، أنه كان من الخطأ الدخول في الحروب.
واعتبر التقرير؛ أن هذه النتائج هي تذكير لصناع السياسة بتذكر رفاهية عائلات العسكريين عندما يفكرون في التورط في صراعات القوى العظمى.
وخلص التقرير الى القول ان هذا الاستطلاع كشف ان اراء الامريكيين الافارقة حول النزاعات العسكرية في القرن ال21، تتبلور من خلال عوامل مختلفة، وان الاختلافات في الردود كانت أكثر وضوحا عند الأخذ بالاعتبار الانتماءات السياسية للمشاركين وعلاقاتهم بالجيش الأمريكي.
كما اعتبر التقرير ان الاستطلاع يظهر أن اراء الامريكيين الافارقة حول قرارات ارسال قوات عسكرية الى أفغانستان والعراق، تعكس ايضا اراء افراد اخرين من عموم الأمريكيين، وهم مثلهم، ينقسمون حول قرار غزو أفغانستان، لكنهم يتبنون فكرة انه كان من الخطأ ارسال قوات الى العراق.
وبالاضافة الى ذلك، فان غالبية المستطلعين يعتقدون أن الحروب لم تكن مفيدة للولايات المتحدة او عائلاتهم. كما ان الاجابة المتعلقة بأن الحروب "أضعفت الاقتصاد" هي الاختيار الاكثر اعتمادا بين الذين قالوا إنه لا فائدة من هذه الحروب.
وتابع التقرير ان هناك توتر فريد في آراء الأمريكيين الافارقة تجاه الجيش الامريكي ومشاركته في النزاعات الاخيرة، وانه بينما كان لدى المستطلعين وجهات نظر ايجابية عن الجيش، فانه كانت هناك مشاعر متناقضة تجاه الحربين الطويلتين ضد الإرهاب.
ترجمة: وكالة شفق نيوز