شفق نيوز/ نشر موقع "دويتشه فيله" الألماني تقريرا مفصلا عن خطوط تهريب اللاجئين من العراق الى بيلاروسيا، والدول التي ينطلقون منها، وتكاليف سفرهم وتهريبهم، وشركات الطيران التي تنقلهم، تمهيدا لعبورهم إلى داخل دول الاتحاد الأوروبي.
بداية تناول التقرير الألماني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ما يصفها بأنها "رحلة محفوفة بالمخاطر بما في ذلك حتى الموت"، التي يختار من خلالها المهاجرون وضع مصيرهم في أيدي المهربين المحليين في العراق للوصول الى الاتحاد الاوروبي عبر بيلاروسيا، مشيرا إلى أنه منذ بداية شهر اكتوبر/تشرين الاول الحالي، كانت هناك 11300 محاولة لدخول الأراضي البولندية بشكل غير قانوني عبر بيلاروسيا.
وبالإجمال، فإنه حتى الآن من هذا العام، فقد تم تسجيل حوالي 23 ألف محاولة عبور كهذه، حيث يشق الكثيرون من المهاجرين طريقهم الى الحدود الالمانية وتحديدا الى ثلاث ولايات ألمانية تقع على حدود بولنداهي براندنبورغ ومكلنبورغ-فوربومرن وساكسونيا. وسجلت شرطة الحدود الألمانية حتى الان حوالي 6 آلاف عملية عبور غير شرعية.
من هم الفارون ومن اين؟
وذكر التقرير الالماني ان غالبية من يتم تهريبهم يأتون من العراق، لكن مواطنين من سوريا والكونغو والكاميرون هم أيضا من بين من يسافرون إلى مينسك.
وتابع التقرير؛ ان من بين نقاط الانطلاق الرئيسية ثلاث مدن في إقليم كوردستان في العراق، وتحديدا من اربيل وشيلادزي والسليمانية، مشيرا في الوقت نفسه إلى ان العراق أعلن تعليق الرحلات الجوية المباشرة من بغداد في أغسطس/آب بعد ضغوط من الاتحاد الأوروبي، ولهذا، فبحسب وكالات السفر المحلية، فإن المسافرين باتوا يتوجهون الان للسفر عبر دبي وتركيا ولبنان وأوكرانيا.
ونقل التقرير عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قوله ان هناك زيادة ملحوظة في الرحلات الجوية المباشرة إلى مينسك من بيروت ودمشق وعمان.
الفيزا والتكاليف
واوضح التقرير ان ان كلفة الرحلات تتراوح ما بين 12 الف يورو الى 15 الف يورو (14 الف الى 17 الف دولار) ، وهو ما يتضمن كلفة التأشيرات والرحلات الجوية والتهريب عبر الطريق البري لمرة واحدة في اوروبا.
ولفت التقرير إلى أن سفارة بيلاروسيا في اربيل هي التي تتعامل بالجانب المتعلق بالتأشيرات. ونقل التقرير عن وكيل سفريات في بغداد، لم يرغب في الكشف عن اسمه أو اسم شركته، قوله إن السفارة أجازت لبعض وكالات السفر التعامل مع تقديم التأشيرات.
وتابع هذا الوكيل القول ان انه اعتاد على الحصول على طلبات التأشيرة لكنه توقف عن العمل فيها، موضحا أن "الامر اصبح مشبوها للغاية ولا اريد تعريض عملي للخطر. ولكن كان الأمر يستغرق ما بين خمسة أيام إلى عدة أسابيع للحصول على التأشيرات ".
ونقلت "دويتشه فيله" عن مصادر قولها أيضا ان طلبات الحصول على التأشيرات يتم تكليف السفارات البيلاروسية بمنحها في دول اخرى غير العراق.
وأرفق الموقع تقريره بفيديو لشركة روسية تدعى Made in Russia 24 ، تقول انها تقدم خدمات سياحية رسمية مثل تقديم التأشيرات السياحية، ان العراقيين يمكنهم فقط الحصول على تأشيرة دخول عبر سفارة بيلاروسيا في أنقرة.
واشارت الى ان محطة "بيلسات اي يو" التلفزيونية المستقلة في بيلاروسيا، ذكرت أن 12 وكالة سفر في بيلاروسيا حصلت على موافقة "ضمنية" لتنظيم تأشيرات الدخول للأجانب، وان بعض هذه الوكالات كانت مدرجة في القائمة السوداء من قبل، لكنها ظهرت لاحقا على قائمة الشركات التي جرى اعتمادها.
وتابع التقرير ان وكالة "في اي بي غروب" التي تتعامل مع خدمة جوازات السفر وفيز السفر في اسطنبول ، تقول انها تساعد في استقدام الاشخاص الى اوروبا من خلال "الطرق التقليدية"، وتلمح الى أن أوروبا بحاجة الى عمال أجانب. تقول النصوص الموجودة على صور مرفقة بالتقرير ان "الخطوط الجوية الأوروبية فقط، تحتاج 1.2 مليون لاجئ. اغتنم الفرصة. ادفع لنا بعد الوصول".
وحول شركات الطيران المشاركة في هذه الرحلات، قال التقرير الالماني ان الشركات المسجلة في الاتحاد الأوروبي تقوم بتأجير طائرات لشركة الطيران الوطنية في بيلاروسيا (بيلافيا).
واشار الى ان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يريدون تشديد الخناق على هذه الأعمال ويبحثون في احتمال فرض عقوبات.
وبحسب وكيل السفر في بغداد، فان "شركة طيران "بيلافيا" تنظم رحلات مباشرة إلى مينسك من اسطنبول ودبي واماكن اخرى. لذلك كل ما عليك فعله هو الوصول إلى هناك. انها اغلى قليلا لكنها ما زالت ممكنة".
ولفت التقرير الى ان ايرلندا تعتبر مركز الاتحاد الاوروبي لتأجير الطائرات، حيث تدير الشركات الايرلندية اكثر من نصف الطائرات المستاجرة في العالم، ومن بينها طائرات يتم تأجيرها لخطوط "بيلافيا" الجوية التي تستخدم لنقل المهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي.
وتابع أن هناك شركات طيران أخرى مثل الخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية التركية، لديها إجراءات تدقيق اكثر صرامة وتطلب أوراقا صالحة. وبرغم ذلك، ينقل التقرير عن وكيل السفر في بغداد قوله انه قد يكون من الصعب التأكد من الطبيعة الحقيقية لرحلة الراكب، موضحا "يسافر الكثير من العراقيين الى تركيا ودبي كل يوم. من المستحيل التمييز بين أولئك الذين يريدون الوصول إلى بيلاروسيا وأولئك الذين لا يريدون ذلك".