شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "ناشيونال" الصادرة بالانكليزية ان هناك قائمة من احتمال استفادة التنظيمات الارهابية، بما في ذلك داعش وغيرها في العراق، من ازمة المناخ التي تتسبب في تفاقم مخاطر الهشاشة والصراعات.
وبعد الاشارة الى هجوم شنه تنظيم أوغندي مرتبط بداعش على مدرسة مؤخرا، قالت "ناشيونال" في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إنه "كان بمثابة تأكيد قاس على انه بعد انسحاب داعش المستمر من معاقله في العراق وسوريا، فان الفروع الاقليمية للتنظيم تواصل استغلال المظالم وضعف الحكم في مناطق اخرى لتعزيز نموذجها السادي من الترهيب".
وذكر التقرير انه "في الوقت الذي يبدو فيه ان تهديد داعش في الشرق الاوسط يتلاشى في الوقت الحالي، الا ان المنطقة لا تزال عرضة للخطر بشكل كبير، موضحا ان "ازمة المناخ المتواصلة في هذه المنطقة التي تعاني من الحرارة والجفاف، وتصل فيها درجات الحرارة الى ضعف المعدلات في مناطق أخرى في العالم، تؤدي الى تفاقم مخاطر الهشاشة والنزاع".
وحذر التقرير من ان البيانات التي تم جمعها حديثا من العراق تشير الى ان داعش والجماعات المسلحة الاخرى، ربما استفادت تاريخيا من ازمة المناخ، وقد تحاول مجموعة صاعدة، او غيرها، فعل ذلك مجددا".
واوضح التقرير ان "مبادرة ادارة الخروج من الصراع المسلح التابعة للامم المتحدة، خلصت في دراستها الى ان التغيير المناخي يجعل من الصعب على العديد من العراقيين الحفاظ على مورد عيشهم الزراعية، ولهذا فإن البعض يلجأ الى الجماعات المسلحة هربا من الفقر وضمان البقاء على قيد الحياة. وتابع التقرير انه في ظل اوقات عدم اليقين والعوز الاقتصادي، فان هذه الجماعات تؤمن المأوى والغذاء والعمل".
وذكر التقرير بان "العراق يحتل المرتبة الخامسة بين الدول الاكثر عرضة للخطر من تداعيات الانهيار المناخي، بما له من تأثيرات خطيرة على ديناميكيات الصراع، مشيرا الى ان الدراسات الاستقصائية اظهرت مثلا انه في تلعفر، يقول 29% من المستطلعين انهم يعرفون اشخاصا تأثرت سبل عيشهم بسبب التغيرات المناخية وانضموا الى جماعة مسلحة نتيجة لذلك، وهو ما لا يقتصر على داعش فقط، وانما ايضا يشمل فصائل كانت تشكلت لمحاربة داعش".
وتابع قائلا ان الجماعات المسلحة تتغذى على المناطق المتضررة من التأثيرات المناخية، مذكرا بان تنظيم داعش قبل العام 2014، استهدف المناطق السنية المتضررة من الجفاف، مستغلا مظالم الناس فيما يتعلق بشح المياه والافتقار الى سبل كسب الرزق من خلال الزراعة، بالاضافة الى نشر شائعات بأن السياسات الزراعية للحكومة معدة بشكل خاص من اجل الحاق الضرر بالمزارعين السنة.
والى جانب ذلك، هناك ادلة تشير الى ان ان حملات التجنيد التي قام بها التنظيم حظيت بقبول اكبر في المجتمعات المحرومة من المياه مقارنة بالمناطق التي تتمتع بموارد افضل تتيح لها التعامل مع التحديات والتغييرات المناخية.
لكن التقرير اشار الى ان هذه الديناميات لا تقتصر على العراق وحده، مشيرا الى بيانات تظهر ان هناك تأثيرات مشابهة في مجال تجنيد المقاتلين، في دول معرضة للتأثيرات المناخية مثل كولومبيا ونيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون.
وتابع التقرير ان خليطا من التدهور البيئي والتحديات التي تواجه سبل كسب الرزق من خلال الزراعة، قد دفع بعض الناس الى الانضمام الى صفوف الجماعات المسلحة مثل القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، وتنظيم بوكو حرام في نيجيريا.
وخلص التقرير الى القول انه في ظل تفاقم التغييرات المناخية وتصاعد اليأس، فان الجماعات المسلحة ستستغل وتكثف جهود الترويج والتجنيد، مشيرا الى ان هناك عمليات استغلال للبيئة بهدف تمويل الجماعات المسلحة من خلال مثلا ازالة الغابات والتعدين والاتجار بالحيوانات البرية.
ولهذا، يقول التقرير انه بينما هناك مخاوف حقيقية تتعلق باستغلال ازمة المناخ، الا انه من الواضح انه بهدف معالجة التغير المناخي بشكل فاعل، فإن الجهود المبذولة يجب ان تأخذ بالاعتبار حساسيات جوانب النزاع والمناخ.
وبعدما تساءل التقرير ماذا يمكن ان يعني ذلك في اماكن مثل العراق ومناطق أخرى من الشرق الاوسط، قال ان ادخال الإدارة المستدامة للمياه او المحاصيل المقاومة للمناخ، يمكن ان يساعد المجتمعات على التكيف مع التغييرات المناخية وتجنب انهيار الاقتصادات المرتبطة بالزراعة.
كما دعا التقرير الى التركيز على اعادة دمج المقاتلين السابقين بتعليمهم مهارات كسب رزقهم ودمجهم في الاقتصاد المستدام، وكسر اعتمادهم المالي على الجماعات المسلحة.
لكن التقرير نبه الى انه من غير الممكن طرح هذه الحلول من دون دعم حكومي ودولي، منتقدا الدعم المحدود الذي يقدم في هذا المجال حيث تشير التقديرات الى ان تدفقات التمويل الدولي للتكيف مع المناخ الى الدول النامية تقل بخمس الى 10 مرات عن المستويات المطلوبة.
وحذر التقرير من ان التهديد الذي تشكله الجماعات المسلحة في المجتمعات المعرضة للتأثيرات المناخية في جميع انحاء الشرق الاوسط، سيظل قائما.