شفق نيوز/ أعاد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، تحريك المياه الراكدة وأدار العجلة لسن دستور خاص بإقليم كوردستان، يقود لتنظيم العملية السياسية والأمنية والاقتصادية فيه، وصولاً لـ"إنهاء الخلافات داخل القوى الفاعلة".
"الوحدة والدستور" على طاولة "جامعة كوردستان"
الوحدة والدستور، هو عنوان المؤتمر الذي احتضنته أربيل عاصمة إقليم كوردستان، برعاية "جامعة كوردستان"، وشهد حضوراً فاعلاً على مختلف المستويات الدولية، والسياسية، إضافة إلى الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس- بلاسخارت، فضلا عن الرئاسات الثلاث للإقليم (رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، ورئيسة البرلمان ريواز فائق).
نيجيرفان بارزاني المخطط الرئيس أو كما يسميه البعض "مهندس" صياغة دستور كوردستان الجديدة، استبق هذا الحدث بجولة مباحثات لرؤساء وقادة أحزاب كوردستان، آملاً في تحقيق وحدة الصف، ووضع اللمسات الأخيرة على الدستور قبل إرساله إلى البرلمان للمصادقة عليه.
أهداف الدستور
وبعد أربعة أعوام من إجراء كوردستان استفتاء الاستقلال عن العراق، يبدو أن تنظيم الحكم السياسي لكوردستان، الشغل الشاغل لنيجيرفان بارزاني، الساعي لتحقيق سيادة القانون في جميع مناطق كوردستان، وأن يشعر الجميع بالأمان في الإقليم، كما اشار في كلمته خلال الحدث، متعهدا في الوقت نفسه بكتابة دستور يبعث الأمل لجميع الكوردستانيين.
ويأتي توقيت طرح مشروع صياغة الدستور، بعد تحقيق تطور واسع شهده الإقليم على مختلف المستويات، وهو وفقا لبارزاني، نابع عن وحدة الصف للقوى السياسية ودعم الشعب الكوردستاني.
كما أشار في معرض حديثه، "لدينا مكونات عديدة في العراق واقليم كوردستان، ونحن أصلا لا نصف المكونات بالاقليات لان جمال المنطقة في الموزاييك الذي يضمه"، مردفا "جمال كوردستان يمكن في وجود هذه المكونات والدستور يجب أن يعطي التطمينات لهم".
ولفت إلى أن "دستور اقليم كوردستان يجب ان يعطي التطمينات للمكونات. ولن يكون لحزب او مكون او طائفة وإنما سيكون لجميع الكوردستانيين، ولهذا يجب ان يكون انعكاسا للجميع".
أما رئيس حكومة كوردستان، مسرور بارزاني، فقد دعا مراعاة حقوق الفرد والأغلبية في الإقليم، عند صياغة دستور، لكن ذلك بحسب بارزاني لن يحدث طالما هناك تحرك في اتجاهين مختلفين، في إشارة إلى أحزاب كوردية أخرى.
آراء متباينة
ورغم أن مؤتمر (الوحدة والدستور) استضاف قادة أحزاب رئيسة ومؤثرة في إقليم كوردستان، واستطلع آراءهم حول الموضوع وما ينبغي إجراؤه قبل إقرار الدستور، ورغم إجماع قادة وممثلي الأحزاب الخمسة في الإقليم على ضرورة وحدة الصف بين القوى السياسية كافة للمضي في صياغة الدستور، إلا أن ذلك لم يخل من طرح آراء متباينة بشأن الآلية المطروحة لهذا الحراك.
ومن بين تلك الآراء، برز رأي عمر سيد علي، "المنسق العام لحركة التغيير" الذي تساءل "أين نأتي بالوحدة ولدينا إدارتان، وقوتان للبيشمركة، وقوتان للاسايش وماليتان.. كل شيء مقسم في كوردستان على طرفين"، في إشارة إلى الحزبين الرئيسين في الإقليم الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني.
أما رئيس حزب العدالة الكوردستانية (الجماعة الاسلامية سابقا) علي بابير، فقد دعا إلى أهمية تحقيق العدالة وبعدها تحقيق وحدة الصف، مؤكدا "بوحدة الصف يمكن صياغة دستور جيد".
وأشاد بابير "بدور رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني في معالجة الأزمات التي مرت بها كوردستان"، قائلا: تعرض الإقليم لمرة عدة إلى أزمات الذي تمكن من معالجتها الرئيس بارزاني بمبادرات وزيارات أجراها والكلام الرصين، وزيارته الأخيرة للأحزاب والقوى السياسية كانت امراً جيداً جداً.
بينما أشار الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني إلى ضرورة التصالح مع الشعب وبعدها ستحقق الوحدة".
مبادرة إنهاء الخلافات
بدورها دعت رئيسة برلمان إقليم كوردستان، ريواز فائق خلال المؤتمر، رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني إلى تبني مبادرة عقد مؤتمرات وندوات في الجامعات كافة تتناول فيها القضايا الخلافية على مستوى الإقليم والعراق لكي تسهم في معالجتها.
ونوهت فائق، إلى أن عدم وجود دستور في إقليم كوردستان له علاقة بـ"الخلافات الداخلية"، مردفة بالقول "يتعين تشكيل لجنة خاصة لكتابة الدستور".
قوة للعراق والمنطقة
من جانبها، اعتبرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت، إقرار دستور كوردستان "عامل قوة للعراق كافة".
وقالت بلاسخارت التي حضرت المؤتمر إن "النظام الفدرالي هو النظام المتوفر بين أيدينا حاليا ويجب أن يستفيد منه جميع المكونات".
ولفتت إلى وجود تطور جيد في الإقليم لمواجهة جميع المشكلات التي تعاني منها المنطقة، والحاجة تقتضي أن يكون هناك كوردستان قوي ليس على مستوى العراق وانما على مستوى المنطقة أجمع.