شفق
نيوز/ ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"
الأمريكية أن قرية "كوجو الجديدة" التي ستحل محل بلدة كوجو التي دمرت
بعد احتلال داعش لها قبل نحو عشرة أعوام، والتي سيبدأ إعمارها بعد أيام، تحيي الآمال
بعودة الإيزيديين النازحين، واستقرارهم فيها.
ولفت
التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن زعماء المجتمع الإيزيدي أعلنوا الخميس
الماضي عن خطط لإنشاء القرية الجديدة بتمويل دولي لإيواء النازحين من واحدة من أكثر
المذابح دموية التي ارتكبها تنظيم داعش ضد أقليتهم الدينية الصغيرة والمعزولة،
وذلك في 15 آب/ أغسطس 2014، حيث قتلوا المئات في كوجو وحدها خلال اجتياحهم قضاء
سنجار واستعبادهم لآلاف الإيزيديين.
رغبة
بالعودة إلى كوجو
وذكر
التقرير أنه من بين 1470 شخصاً في كوجو في ذلك الوقت، اختطف تنظيم داعش 1027 شخصاً،
وقتل 368 شخصاً، وتمكن 75 فقط من الفرار، وفقاً لمركز الشرق الأوسط في كلية لندن
للاقتصاد.
وقال
التقرير إن الناجين يعودون الآن إلى كوجو، ونقل عن الزعيم الإيزيدي نايف جاسو،
قوله إن جميع التصاريح تم الانتهاء منها الآن، وسيتم البدء في بناء القرية الجديدة
في 5 أيلول/ سبتمبر المقبل.
ولفت
التقرير إلى أنه من المقرر بناء "كوجو الجديدة" بالقرب من قرية تل
القصب، على بعد 10 كيلومترات، إلى الشمال من كوجو الأصلية التي أصبح معظمها الآن
في حالة خراب.
وأشار
التقرير إلى أن المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي
و"مبادرة نادية" غير الربحية، يأملون أن توفر السكن والبنية التحتية،
سيشجع النازحين الإيزيديين على العودة إلى وطنهم التاريخي.
إلا أن
التقرير لفت إلى أن عودة هؤلاء النازحين، تعتبر قضية شائكة، حيث عاد عدد قليل من
الإيزيديين إلى ديارهم السابقة، مضيفاً أنه في سنجار، الوضع سيء، حيث البنية
التحتية مدمرة، والتمويل لإعادة الإعمار محدود، بينما تتنافس الجماعات المسلحة على
تقاسم المنطقة.
وتابع أنه
برغم إلحاق الهزيمة بداعش في العام 2017، إلا أنه بحسب المنظمة الدولية للهجرة، فأنه
حتى نيسان/ أبريل من العام الحالي، عاد 43% فقط من أكثر من 300 ألف شخص نزحوا من
سنجار.
ونقل
التقرير عن جاسو قوله إن 133 أسرة نازحة أعربت عن استعدادها للعودة لكي تستقر في
"كوجو الجديدة" التي ستضم إلى جانب المنازل للناس، حدائق وأسواق ومركزاً
صحياً ومركزاً للدعم النفسي ومساحات ترفيهية.
"مبادرة
نادية"
ونقل
التقرير عن المتحدث باسم "مبادرة نادية" صلاح قاسم قوله إنه سيتم بناء
كل منزل بحسب حجم واحتياجات كل أسرة.
كما
نقل التقرير عن إلياس صالح قاسم، وهو من الناجين القلة من كوجو، ويعيش حالياً
بمخيم للنازحين في إقليم كوردستان، قوله إنه يخطط لكي يعود بمجرد أن تصبح القرية
الجديدة جاهزة، موضحاً أنه "يرغب بالعودة إلى منزلي الأصلي"، إلا أنه لم
يكن متفائلاً حول الآخرين حيث أن العديد من الإيزيديين هاجروا منذ ذلك الحين وبدأوا
حياة جديدة في أماكن أخرى.
وتابع
قاسم قائلاً إنه "من الصعب العودة إلى قرية فارغة، ومن الأفضل أن نستقر في
كوجو الجديدة بمجرد الانتهاء من إعمارها".
ونقل
التقرير عن فاطمة إسماعيل، وهي ناجية أخرى من مذبحة كوجو وتقيم في نفس المخيم الذي
يعيش فيه قاسم منذ تسع سنوات، أنها تأمل أيضاً أن تستقر في القرية الجديدة، مشيرة إلى
أن كوجو القديمة تحتوي على الكثير من الذكريات المؤلمة.
ولفت
التقرير إلى أنه جرى العثور على رفات زوج فاطمة إسماعيل واثنين من أبنائها في
مقبرة جماعية بينما لا يزال ثلاثة أبناء آخرين في عداد المفقودين، وتنتظرهم قبور
فارغة في المقبرة المحلية.
ونقل
التقرير عن فاطمة قولها إنها رغم أنها تفتقد مجتمع القرية القديم، "لا يمكنني
العودة إلى المنزل أبداً لأنني لا أستطيع النظر إلى الغرف الفارغة.. فكيف يمكنني
التعايش مع ذلك؟".
وختم
التقرير بالقول إن الناجين ما يزالون يعيشون في خوف من داعش، لافتاً إلى أنه من
بين أسباب اختيار كوجو الجديدة لتكون على مسافة من القرية القديمة، هو لكي تكون أقرب
إلى الجبال التي لجأ إليها العديد من الإيزيديين أثناء هجوم الدواعش.
وقال
التقرير إن إحياء ذكرى المجزرة ومراسم الاحتفال مثلما جرى الخميس الماضي، تعيد
الذكريات المؤلمة.
ونقل
التقرير عن قاسم قوله "يبدو الأمر وكأنه اليوم الأول في كل مرة يكون هناك حفل
أو حدث يجب تذكره في هذه الأيام.. ومهما فعلوا من أجلنا، أو قدر محاولتهم، فإن ما
شهدناه كان فظيعاً بشكل لا يحتمل، ومن المستحيل أن ننساه".
ترجمة
وكالة شفق نيوز