شفق نيوز/ مع كل بداية عام جديد يعود الحديث مجدداً عن "قدسية كربلاء" ومنع مظاهر الاحتفال برأس السنة في الشوارع وكذلك في المولات والمطاعم.

وتشدد حكومة محافظة كربلاء مع اقتراب الاحتفال بأعياد الميلاد على منع أي احتفالية تنتهك "قدسية المحافظة"، فيما تتوعد المخالفين بعقوبات قانونية.

وتقول رئيس لجنة "قدسية كربلاء والأوقاف والشؤون الدينية" في مجلس المحافظة، ماجدة العرداوي، إن "كربلاء مقدسة ولها خصوصية واحتراماً للمراقد الدينية التي فيها يتم منع الاحتفال برأس السنة".

وترى العرداوي خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "أبناء كربلاء الأصلاء يرفضون الرقص والموسيقى ولا يحتفلون بأعياد رأس السنة، بل يفعل ذلك الوافدون إليها من خارج المحافظة"، داعية الراغبين بالاحتفال "للذهاب إلى أي مكان خارج المحافظة والاحتفال هناك".

وتشير إلى أن "المسيحيين عندما يدخلون للكنيسة يضعون غطاءً على روؤسهم لقدسية المكان، وكذلك الحال ينطبق على كربلاء".

وعن الاحتفال في المطاعم والمولات، تتوعد العرداوي بـ"تنبيه تلك الأماكن ومعاقبة المخالفين بالغلق، وكذلك منع أي مظاهر للاحتفال في الشوارع التي تنتهك قدسية المدينة وتقاليدها".

وبالإضافة إلى "قدسية المدينة"، ترى العرداوي أن "الظروف الراهنة وما يمر به المسلمون والشيعة غير ملائمة للاحتفال خاصة بعد فقدان قادة المقاومة كحسن نصر الله وغيره".

وبين فترة وأخرى تثير "قدسية كربلاء"، الجدل بين مؤيد لها لوجود مواقع دينية فيها، ورافض لعدم استنادها لتشريع نيابي أو سند قانوني وأهمية عدم مصادرة حرية سكان المحافظة بالكامل.

يذكر أن في (كانون الثاني 2024) جرى إغلاق مطعم بعد افتتاحه بيوم واحد فقط، بعد استقدام فنانين ومشاهير وسائل تواصل خلال حفل الافتتاح، مع موسيقى وسجادة حمراء، وعلقت على أبوابه يافطة تفيد بأنه أغلق لمخالفته تعليمات "قدسية كربلاء".

وكان مجلس محافظة كربلاء، قدم في عام 2012، مقترح قانون "قدسية كربلاء" وصوت على تطبيقه، دون العودة لمجلس النواب، ودخل في عام 2017 حيز التنفيذ.

ويجرم هذا القانون إقامة أي احتفال غنائي سواءً في الأماكن العامة أو السكنية الخاصة، كما يحظر "التبرج"، ويمنع دخول النساء غير المرتديات للحجاب إلى المحافظة وغير ذلك.

وتعد كربلاء أبرز واجهة للسياحة الدينية، حيث يزورها ملايين المسلمين الشيعة وغيرهم سنوياً، ويحيون مراسيم مقتل الإمام الحسين فيها، حيث يوجد فيها ضريحه بالإضافة إلى أخيه العباس.

وقررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي يوم غد الأربعاء بمناسبة أعياد الميلاد.

وتُعتبر أعياد الميلاد المجيدة، التي تُحتفل بها في 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، واحدة من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية في العالم المسيحي، وترمز هذه الأعياد إلى ميلاد السيد المسيح، وتتميز بمظاهر الفرح والتأمل الروحي.

وفي العراق، تُعد أعياد الميلاد مناسبة دينية واجتماعية هامة تحتفل بها الطوائف المسيحية، حيث تُقام الصلوات في الكنائس وسط أجواء روحانية، وتتزين المدن بالأشجار والأضواء، وتعكس الاحتفالات قيم التعايش والسلام بين مختلف مكونات المجتمع العراقي.