شفق نيوز/ أكد تقرير لموقع "امواج" البريطاني، يوم السبت، أن دعوة زعيم "هيئة تحرير الشام" ابو محمد الجولاني لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لعدم التدخل في الاقتتال السوري، "لن يتم الاستماع" لها في العراق، لكن التقرير ذكر أن السوداني سيعاني من موقف الفصائل العراقية إزاء التطورات في سوريا مثلما عانى منها في الحرب بين اسرائيل وحماس وحزب الله لاحقاً.
وأشار التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أنه "برغم الدعوة التي وجهها الجولاني الذي يقول انه تخلى عن ارتباطاته بتنظيم القاعدة، فان السوداني أكد على دعمه المستمر للحكومة السورية وفي الوقت نفسه ظل يرفض الدعوات من جانب حلفائه من القوى العراقية التي نادت بالتدخل المباشر ضد هجوم "هيئة تحرير الشام"، المصنفة ارهابية من جانب الولايات المتحدة".
وذكر التقرير بتصريح أحد مستشاري السوداني، حسين علوي، بعد ساعات على فيديو الجولاني الذي وجهه للعراقيين، حيث قال المستشار العراقي ان الحكومة العراقية لن تقف مكتوفة الايدي، بينما قال المستشار الآخر فادي الشمري بان العراق لن يتدخل بشكل عسكري مباشر بإرسال قوات من الحشد الشعبي.
مواقف سياسية
واستعرض التقرير مجموعة من مواقف القوى السياسية العراقية بينهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي دعا الى تجنب التدخل، ورئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي الذي قال "اننا لسنا محايدين وسنقاتل في أي مكان دفاعا عن الإسلام والمسلمين، واحداث سوريا هي مجرد بداية لمشروع جديد، وعلينا حماية العراق من الخلايا النائمة في أي مكان من خلال الوحدة الوطنية".
كما تناول التقرير مواقف رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، والمتحدث باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني الذي هدد الجولاني وتنظيمه.
وذكر التقرير أن التزام السوداني الواضح بعدم التدخل في سوريا جاء بعد غموض كبير حول ما إذا كان هذا ينطبق ايضا على الجماعات المسلحة المدعومة من ايران والتي تقع خارج نطاق الجيش العراقي أو التي ترتبط به علاقة مبهمة رغم ان السوداني يعتبر القائد الاعلى للقوات المسلحة والحشد الشعبي ينضوي ضمن القوات النظامية، لكن هناك خلافات وتنافس بين الفصائل المنضوية في إطاره.
واشار التقرير الى انه منذ بدء هجوم "هيئة تحرير الشام"، فإن بعض القيادات الشيعية السياسية والعسكرية عبرت عن مخاوفها مستذكرة التقدم السريع لمسلحي تنظيم داعش في شمال العراق في العام 2014 الذي تخللته مذابح كبيرة ضد الشيعة والإيزيديين بالاضافة الى ما عاناه غيرهم من العراقيين، بما في ذلك السنة أنفسهم، من العنف تحت سيطرة التنظيم.
محور المقاومة
ولفت التقرير إلى أن قياديين عراقيين آخرين اعربوا عن مخاوفهم المتعلقة بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران والذي يجمع قوى عراقية ويمنية ولبنانية بالاضافة الى الحكومة السورية، وهي مخاوف مرتبطة باحتمال أن يؤدي سقوط حكومة الأسد الى عرقلة خطوط الامداد للاسلحة والمقاتلين بين اعضاء وقوى المحور بالنظر الى محورية موقع سوريا التي جعل بعض يصفها بأنها بمثابة "كعب أخيل" شبكة دول المحور.
وتابع التقرير قائلا انه في ظل هذه الديناميكيات الجيوسياسية، ومع الهجوم الذي قاده تنظيم "هيئة تحرير الشام" في نفس اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله اللبناني، حيز التطبيق، فقد أثار ذلك اتهامات في الاوساط السياسية العراقية بأن هذا التنظيم الإسلامي يعمل بالتعاون مع اسرائيل.
وختم التقرير بالقول، إنه "من المرجح ان تلقى حملة الجولاني الدبلوماسية، التي تهدف الى تهدئة مخاوف بغداد من حكم "هيئة تحرير الشام"، آذانا صماء، مضيفا أنه بينما سعى الجولاني على مر سنوات الى تقديم نفسه كشخصية عسكرية محترمة، بما في ذلك قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة وداعش، الا انه يبدو ان تغيير صورته، لم تحقق سوى بعض النجاح المحدود في العراق.
رياح إقليمية وجيوسياسية
ولهذا، قال التقرير انه في الوقت الراهن، يبدو ان الموقف الحالي للحكومة العراقية المتمثل في عدم التدخل في سوريا، لا يزال قائما، إلا أن "اي تحول في الرياح الاقليمية والجيوسياسية قد يتطلب إعادة السوداني لحساباته".
وخلص التقرير بالقول إن الظروف ايضا قد تجبر رئيس الوزراء العراقي على ذلك، مشيرا إلى انه مثلما لم يتمكن السوداني من منع الفصائل الفاعلة في "المقاومة" من مهاجمة اسرائيل، فانه سيعاني ايضا في محاولته لمنعهم من التدخل في سوريا، مضيفا ان احتمال شن غارات جوية إسرائيلية على حلفاء ايران في حالة دخولهم الى سوريا، عاملا يحول دون قيامهم بذلك التدخل.