شفق نيوز/ وصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، يوم الخميس، اعلان كتائب حزب الله العراق وقف عملياتها ضد القوات الامريكية بأنه يعكس العقيدة الايرانية المتمثلة بـ"الهجوم ثم المطالبة بهدنة" مثلما فعلت أيضا حركة حماس بعد هجومها الكبير على إسرائيل في 7 اكتوبر/تشرين الاول الماضي.
واعتبر التقرير الإسرائيلي الذي نشر باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، ان "هذه السياسة الايرانية مع كتائب حزب الله تشبه سياستها مع حركة حماس، حيث تنفذ ايران الهجوم، بشكل مباشر او من خلال الوكلاء، لكنها تطلب وقفا لاطلاق النار من بعده، مشيرا الى ان "حماس اعتمدت هذه العقيدة منذ سنوات طويلة حيث كانت تشن هجمات متى رغبت بذلك، ثم تطالب بوقف القتال".
واشار التقرير الى ان "هذا المفهوم واضح الاهداف حيث يستهدف التنظيم إلحاق الهزيمة بخصمه وقتل اعضائه، الا ان التنظيم ليس قويا بما يكفي لتحقيق هذا الهدف من خلال معركة تقليدية واحدة وكبيرة، فيلجأ الى قتل عدد من الاشخاص وأسر آخرين، ثم المطالبة بهدنة، ثم يقوم بعدها باعادة تنظيم صفوفه وقتل المزيد من الناس ثم المطالبة بهدنة مجددا".
ولفت التقرير الى ان "كتائب حزب الله تقوم بذلك منذ فترة طويلة في المنطقة، مضيفا انها مثل الجماعات الاخرى المدعومة من ايران، كانت اهدافها طويلة المدى وتتلخص في اخراج الولايات المتحدة من العراق ومن مناطق اخرى في الشرق الاوسط، تماما كما يتمثل هدف حماس في تدمير اسرائيل".
الا أن التقرير قال، إن "كتائب حزب الله لا يمكنها مضاهاة قوة الجيش الامريكي في حال اراد محاربتها فعليا، ولهذا فان الكتائب تنفذ سلسلة من الهجمات الصغيرة، من اجل رفع كلفة بقاء الولايات المتحدة في المنطقة، مضيفا ان الكتائب كلما كانت تشعر بان الولايات المتحدة سوف تنتقم، فانها توقف عملياتها مؤقتا وتطالب بوقف لاطلاق النار".
وتابع التقرير قائلا، إن "ايران تجيد استخدام هذه السرية الخاصة بها، فهي تشجع جماعات مثل كتائب حزب الله على التصعيد وقتل الاميركيين في مناطق مثل الأردن ثم يتم تصوير اي رد امريكي على انه "توسيع للحرب".
وكمثال على ذلك، قال التقرير، إن "حماس نفذت مذبحة كبيرة في 7 تشرين الاول/اكتوبر، الا انها بعد ذلك صورت أفعال اسرائيل في غزة باعتبارها غير متناسبة او انها تقود الى تصعيد للحرب".
واضاف ان "ايران هي التي تقوم بالتصعيد وهي شجعت حزب الله اللبناني على اطلاق 2000 صاروخ على اسرائيل، لكن اي رد اسرائيلي بحسب الرواية الايرانية، سوف يكون "مخاطرة" بحرب اوسع نطاقا، على غرار ما جرى بعد هجوم التنف في الاردن، حيث ان اي رد امريكي يشكل "خطرا" وقد يعني "حربا اوسع نطاقا".
واشار التقرير الى انه "مع ايقاف كتائب حزب الله هجماتها مؤقتا، فانها ستعمد الى تصوير نفسها على انها الضحية في حال جرى استهداف لعناصرها، وسيتم تصوير الولايات المتحدة على انها تخرق "وقف اطلاق النار" الذي طرحته الكتائب".
وذكر التقرير الاسرائيلي ان "العملية المرتبطة بكيفية تصرف ايران ووكلائها تتسم بالشفافية التامة، فهم يعززون التعقيدات المصطنعة لتصرفاتهم، مشيرا على سبيل المثال الى ان السياسيين المؤيدين لايران في العراق، يحاولون الان اقناع القوات الامريكية بالانسحاب العراق.
واضاف ان هذا اللوبي الايراني يؤكد ان اي انتقام امريكي على الهجوم غير المبرر الذي شنه وكلاء إيران على القوات الامريكية في الاردن يمكن ان يدفع العراق إلى مطالبة الجنود الأمريكيين بمغادرة اراضيه".
وذكر التقرير بأن "وكلاء إيران" بدأوا منذ يناير/كانون الثاني العام 2021، بتصعيد هجماتهم في العراق لاستهداف القوات الامريكية ايضا في اربيل، وجرى تنفيذ حوالي 90 هجوما في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني 2021 و6 اكتوبر/تشرين الاول 2023.
وتابع موضحا انه بعد 7 اكتوبر/تشرين الاول، نفذ الوكلاء اكثر من 160 هجوما على القوات الامريكية في العراق وسوريا، ثم بلغت تلك الهجمات ذروتها من خلال هجوم 27 يناير/كانون الثاني في الاردن، مما ادى الى توسيع الحرب على الولايات المتحدة.
وخلص التقرير الى القول انه بعد شن مئات الهجمات، فإن احد وكلاء ايران، اي كتائب حزب الله، تقول إنها ستوقف هجماتها، مضيفا أنه من الواضح أن ايران هي التي أملت كل خطوة من هذه العملية، مضيفا أن السؤال يتعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة ستتصدى لهذه الخدعة الايرانية هذه المرة وتتجاوز دائرة "الهجمات الايرانية ثم المطالبة بوقف إطلاق النار"، والتي تمثل العقيدة التوجيهية لإيران في الشرق الاوسط.
ترجمة: وكالة شفق نيوز