شفق نيوز/ ذكر موقع "ميدل إيست اي" البريطاني أن منظمة حقوقية بريطانية تتهم حكومة المملكة المتحدة بأنها لا تتمتع بالشفافية فيما يتعلق بالكشف عن حجم الخسائر البشرية التي تقع جراء الغارات الجوية البريطانية في إطار قوات التحالف في العراق وسوريا، حيث انه مقابل مدني واحد فقط أقرت بريطانيا بقتله، اعترفت الولايات المتحدة بقتل 1400 مدني.
ونقل التقرير البريطاني عن منظمة "حروب جوية" الحقوقية التي ترصد الهجمات الجوية في الحروب وخسائرها البشرية، قولها إن بريطانيا تعتبر واحدة من أكثر "أعضاء التحالف شفافية" فيما تقدمه من تفاصيل حول الضربات الجوية التي نفذتها ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، ولكنها "من بين الأسوأ" من حيث الكشف العلني عن عواقب تلك الضربات، خصوصا ما إذا كان المدنيون قد تضرروا.
وبحسب التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ فإن هذا الانتقاد من جانب "حروب جوية" (ايروورز) التي تتخذ من لندن مقرا لها، ورد خلال جلسة محاكمة افتتحت في العاصمة البريطانية الأربعاء الماضي، في إطار النظر في قضية المدني الوحيد الذي اعترفت حكومة بريطانيا رسميا بأنها الحقت الاذى الجسدي به خلال حملتها العسكرية التي استمرت 8 أعوام ضد داعش.
وذكّر التقرير بأن وزير الدفاع البريطاني أبلغ البرلمان في مايو/أيار 2018، عن حادثة واحدة قال إنها وقعت قبل شهرين في شرق سوريا، مشيرا الى ان غارة جوية بريطانية استهدفت 3 من مسلحي داعش، فيما كان مدني على دراجة نارية يمر بالقرب من مكان الغارة في اللحظة الاخيرة وسقط قتيلا من دون قصد.
واشار التقرير الى ان منظمة "حروب جوية" التي ترصد الخسائر المدنية، استندت على حق حرية الحصول على المعلومات وطلبت مزيدا من المعلومات من وزارة الدفاع حول تلك الغارة، لكن الوزارة البريطانية رفضت الطلب بحجة أن نشر المعلومات قد يتسبب من بين آثار اخرى، في المس بالأمن القومي والحاق الضرر بالعلاقات الدولية، وهو موقف أيّده مكتب مفوضية المعلومات.
وتابع التقرير أن منظمة "حروب جوية" استأنفت القرار على اساس ان بريطانيا ستبقى في مرتبة متخلفة بدرجة كبيرة عن حلفائها في مجال الشفافية حول كيفية تقييم الحكومة للأضرار التي تلحق بالمدنيين.
ونقل التقرير عن رئيس التحقيقات في المنظمة جو دايك قوله أمام المحكمة في لندن انه "يوجد لدينا فهم واضح لكيفية سير هذه العملية فيما يتعلق بالولايات المتحدة، وفي بريطانيا لا نزال لا نفهم كيف يبدو الامر". واضاف قائلا انه "من أجل هذا السبب نحن هنا (في المحكمة). انها حالة واحدة، الا اننا نستخدم تلك الحالة الواحدة لفهم عملية إلحاق الضرر بالمدنيين".
وبحسب التقرير، فإن وزارة الدفاع البريطانية تعتبر أن المعلومات التي طلبتها المنظمة لا يمكن نشرها، موضحة بشكل خاص أن الفائدة التي توفرها طائرة "ريبر" المسيرة والتي استخدمت في تنفيذ تلك الغارة العام 2018، أو غيرها من القدرات العسكرية للجيش، يجب أن تبقى مبهمة أمام الخصوم.
ونقل التقرير عن "حروب جوية" قولها إنه خلال السنوات الـ8 التي قالت بريطانيا إنها قتلت 4 آلاف من مسلحي داعش ومدني واحد فقط، فإن الولايات المتحدة أقرت بمسؤوليتها عن مقتل أكثر من 1400 مدني.
وذكر التقرير أن محامي المنظمة ويل بيري، وجه سؤالا الى الكسندر اوليفر، وهو أحد كبار الموظفين في وزارة الدفاع البريطانية، عن التناقض بين الارقام البريطانية والامريكية، وما اذا كان قلقا ازاء التصور بان إجراءات تحديد الخسائر المدنية في بريطانيا لا يمكن الاعتماد عليها مثل حلفائها، لكن أوليفر قال "الأمر لا يقلقني، ولا اعرف عدد الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، وليس لدي قدر كبير من المعرفة حول سلوكهم فيما يتعلق بالعمليات".
وتابع اوليفر انه "لديه ثقة في العملية التي تعتمدها وزارة الدفاع لتقييم الأضرار التي لحقت بالمدنيين"، لكنه أقرّ بأنه لا يعرف ما هي معايير الإثبات التي تعتمدها وزارة الدفاع، عند تقييم ما إذا كان المدنيون قد قتلوا في غارة جوية.
ترجمة: وكالة شفق نيوز