شفق نيوز/ بينما تجتاح السيول والفيضانات خلال هذه الفترة من كل عام المنطقة الشرقية من العراق، والتي تضم محافظات (ديالى وواسط وميسان)، نتيجة سقوط الأمطار في الجانب الإيراني المرتفع، ما يؤدي إلى انحدار المياه لتندفع بقوة على المناطق العراقية المنخفضة، تطمئن السلطات العراقية بإمكانية استيعاب السيول "مهما بلغت شدتها" لوجود فراغ خزني في السدود.

وتشهد البلاد هطول أمطار بدأت منذ ليلة الخميس الماضي والمتوقع استمرارها إلى نهاية يوم السبت، في المناطق الوسطى والجنوبية، وكانت المنطقة الوسطى من بغداد والفلوجة وبهرز في ديالى الأكثر تأثراً بها، بحسب مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية، عامر الجابري.

وتوقع الجابري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، تراجع تمركز الأمطار في المناطق الوسطى والجنوبية نهاية هذا اليوم، واشتدادها في مناطق إقليم كوردستان بدءاً من يوم غد الأحد، وتستمر إلى الاثنين المقبل.

وعن خطر السيول في شرق البلاد، أوضح أن "الأمطار إذا كانت غزيرة فإنه في العادة تكون مناطق شرق البلاد القريبة من إيران هي الأكثر تأثراً بها، لذلك عادة ما تتأثر محافظات (ديالى وواسط وميسان) بالسيول والفيضانات، وهذا يعود إلى انخفاض مناطق شرق البلاد، لذلك تنطلق منها السيول والفيضانات خلال هذه الفترة من كل عام".

 

أقدام الهضبات

من جهته، بين الخبير في مجال المياه، الدكتور نجم عبد طارش، أن "المنطقة الشرقية التي هي (ديالى وواسط وميسان) تسمى مناطق (أقدام الهضبات) حيث إن الأراضي الإيرانية مرتفعة والأمطار التي تسقط في الجانب الإيراني تزحف إلى المناطق العراقية في بعض الأحيان".

وأشار طارش، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "مياه الأمطار تجلب معها كميات من الطين بسبب وجودها في مناطق جبلية، ورغم وجود سد مندلي وبعض السدود الصغيرة في ميسان لكن أغلبها خارج الخدمة لأنها مدفونة".

ولفت إلى أن "السدود العراقية غير قادرة على استيعاب الكميات رغم أنها تعد فرصة للعراق ويمكن استغلالها والاستفادة منها في مناطق الوسط والجنوب بما يسمى بالسدود الصغيرة أو سدود حصاد المياه".

وأكد عبد طارش، أن "وزارة الموارد المائية طرحت فكرة إنشاء أكثر من 20 سداً في هذه المناطق، لكن تبقى مشاكل التمويل والإجراءات الإدارية تحول دون المباشرة بها، لذلك الجهد في هذا المجال لا يزال محدوداً".

وأوضح، أن "هذه الفيضانات يمكن أن تأتي بمئات الملايين من الأمتار المكعبة لتكون رافداً لنهري دجلة والفرات، كما يمكن أن تذهب إلى الأهوار أو تخزينها بتغذية مخزون المياه الجوفية، حيث إن مخزون المياه الجوفية في هذه المناطق يستهلك بصورة كبيرة".

لكن في ظل الوضع الراهن، فإن السيول، إما تنساب وتذهب إلى دجلة، أو تذهب إلى هور الدلمج وقد تؤدي إلى إضرار لقوة جريانها، لقدومها من الجبال، لذلك تأتي سريعة ما يؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية وتسبب فيضانات في موسم زراعة المحصول الشتوي خاصة في مناطق الجنوب وتحديداً ميسان، ما يؤدي إلى هلاك المحصول كما حصل في سنوات سابقة"، وفق طارش.

 

بشائر خير

بدوره، قال مدير الموارد المائية في محافظة ديالى، مهند المعموري، إن "كمية الأمطار الحالية تراوحت ما بين 16 إلى 20 ملم متفاوتة بين الأقضية والنواحي، والأعلى كانت في قرة تبة والتي ذهبت إلى بحيرة حمرين".

وساهمت الأمطار في "تقليل التصاريف من الخزين الحالي في سدود المحافظة، وساهمت أيضاً في سقي المزروعات للخطة الزراعية لهذا الموسم، التي هي بحدود 275 ألف دونم، مروي سيحي"، بحسب المعموري.

ولفت المعموري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "السيول التي جاءت من الوديان الشرقية التي على الحدود مع الجانب الإيراني، تم تسليكها باتجاه هور الشويجة في واسط للخزن والاستفادة منها في تعزيز نهر دجلة".

وعن آلية التعامل مع السيول، أشار المعموري، إلى وجود "فراغ خزني كبير للسدود الرئيسية بالمحافظة (حمرين والعظيم)، وهي قادرة على استيعاب كل السيول القادمة نتيجة الأمطار مهما بلغت شدتها".

 

خزين استراتيجي

وهذا ما أكد عليه أيضاً مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المياه، طورهان المفتي، بالقول لوكالة شفق نيوز، إن "العراق لديه خزانات مائية كافية لاستيعاب جميع الأمطار، كما من الممكن تحويلها للبحيرات والخزانات الطبيعية ولمناطق الأهوار".

وعن استعدادات الدفاع المدني لموسم الأمطار، ذكر مدير شعبة الإعلام في مديرية الدفاع المدني العامة، نؤاس صباح، أن "المديرية استكملت خططها لمواجهة احتمالات السيول والفيضانات وارتفاع مستويات المياه في الأنهار، ولا سيما في المناطق الشرقية والمحافظات القريبة من المرتفعات، مثل مرتفعات تلال حمرين في محافظة ديالى وواسط وميسان".

وأكد صباح، للوكالة أن "مديرية الدفاع المدني تعمل على تعزيز التعاون المستمر مع هيئة الأنواء الجوية على مدار الساعة، للإبلاغ عن التقلبات المناخية واحتمالية حدوث السيول والفيضانات، كما يتم الإبلاغ عن هطول زخات مطرية غزيرة والمناطق المعرضة للخطر من أجل اتخاذ الاستعدادات اللازمة".

ونوه إلى أن "المديرية تبذل الجهود لتوعية المواطنين بضرورة مغادرة المناطق التي قد تتعرض للغمر بالمياه، بالإضافة إلى تعزيز النشر الإعلامي لجهود الدفاع المدني من خلال وسائل الإعلام المتنوعة".

ومن الوصايا والإرشادات التي تصدرها مديرية الدفاع المدني قبيل بدء موسم الأمطار هي:

1-  لا تهلع ولا تخاف فالتصرف الهادئ والصحيح يبعد عنك مخاطر الفيضان.

2-  خلال الأمطار الغزيرة راقب وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لمعرفة تفاصيل الأنواء الجوية والأفضل معرفة تفاصيل الأنواء الجوية طوال فصل الشتاء.

3-  أجمع كل مستمسكاتك الرسمية والوثائق المهمة بحقيبة واجعلها تحت اليد في حال تأكدت أن الفيضان قادم لا محال.

4-  في حال مشاهدة تسرب الفيضان إلى داخل المنزل أطفئ جميع الأجهزة  الكهربائية وأفصلها عن مفاتيح الكهرباء.

5-  إذا توفر طابق ثاني لك في المنزل فتوجه له إذا كنت متأكداً أن ارتفاع الفيضان لا يؤثر عليه مع نقل المؤن كافة له.

6-  تأكد أن يكون هناك خزين من الماء الصافي الصالح للشرب لاستخدامه أثناء الفيضان تحسباً من تلوث مياه الإسالة.

7-  راقب الأطفال جيداً خوفاً من عدم معرفتهم لمناسيب مياه الفيضان وبالتالي غرقهم.

8-  احرص على ترك المنزل والانتقال إلى الأماكن الآمنة التي يحددها الدفاع المدني أو الجهات الأمنية.

9-  لا تكن فوضوياً واستمع جيداً لإرشادات الدفاع المدني أو أي جهة أمنية متواجدة في منطقة الفيضان لأن جميعهم يريدون سلامتك.

10- ضع علامات قياسية على أسيجة الدار أو جدار الدار نفسه وأشر بصبغ البوية بدءاً من (30) سم إلى (60) سم وبعد هذا الارتفاع للماء يجب ترك المنزل والانتقال إلى مكان آمن لا سيما المناطق النائية والقرى والأرياف.

11- في حال الخروج بالسيارة لا يجب أن تكون القيادة باتجاه حركة الماء إنما المغادرة تكون بعكس جريانه خشية صعود الماء بشكل سريع إلى العجلة وصعوبة مغادرتها.

12- عدم محاولة الاقتراب من السيول والفيضانات بدافع الفضول خشية أن تكون في المكان الخاطئ وبالتالي سقوطك بالمياه وصعوبة إنقاذك.

13- اتصل فوراً على رقم سيطرة الدفاع المدني (115) المجاني من الخطوط والشبكات كافة وتذكر هذا الرقم دائماً للإبلاغ عن مخاطر الفيضان التي تداهمك بغفلة".