شفق نيوز/ استعرض موقع "رابطة الاخبار اليهودية" الأمريكي تعقيدات وضع كورد ايران وتعامل حكومة طهران معهم والذي كثيرا ما اتسم بالقمع، فيما اشار الى انقسامات قوى كورد ايران أنفسهم وتجنب اقليم كوردستان الوقوع في مواجهة مع طهران بسببهم، في حين أن المجتمع الدولي لا يوفر الدعم المناسب لهم.
وبعدما أشار التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان كورد إيران البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، يواجهون مستقبلا غير مضمون، بسبب انقساماتهم الداخلية وتعرضهم لهجوم النظام الإيراني، مضيفا ان الكورد حافظوا طوال قرون على هوية فريدة كمجتمع متميز داخل ايران، الا ان علاقتهم مع النظام كانت تتسم بالتوتر في غالب الأحيان.
وذكر التقرير بحادثة مقتل مهسا أميني بسبب الحجاب، وهو ما تسبب باندلاع احتجاجات غير مسبوقة، مما سلط الضوء على كفاح الكورد الطويل الذي يتعلق بملايين الايرانيين المهمشين الساعين الى الاعتراف بهم وتمكينهم، فيما تواصل السلطات قمعهم خصوصا في المناطق الغربية من البلاد. كما تناول التقرير مجموعة من حوادث القمع التي شهدتها إيران خلال الاحتجاجات الكوردية.
ونقل التقرير عن الباحث في معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي جوناثان سباير قوله إن المعاناة التي يواجهها العديد من الناس في الشرق الاوسط "يتم تجاهلها عموما في الغرب، ما لم تنفجر لتصل الى مستوى من الاحتجاج لا يمكن أن يكون تجاهله".
وبحسب سباير ايضا فان "كورد ايران، للاسف، يفتقرون الى وجود اصدقاء اقوياء والدول الكبرى التي تريد اثارة قضيتهم، ولهذا يكون الاتجاه هو لتجاهلها، على الرغم من عدالة القضية".
وتناول التقرير حوادث استهداف إيران لاقليم كوردستان حيث توجد قواعد امريكية وفصائل معارضة كوردية ايرانية، بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة، وتهدد بالمزيد من الهجمات ما لم يتخذ العراق إجراءات ضد المعارضين الايرانيين المسلحين. كما لفت إلى دعوات قيادات كوردية إيرانية إلى واشنطن لدعمهم ودعم إقليم كوردستان في جهود مواجهة الاعتداءات الايرانية.
وذكّر التقرير بأن لجنة في الكونجرس الامريكي دعت مؤخرا الى خطة لنشر دفاعات جوية في إقليم كوردستان. كما ذكّر بقصف إيران لمواقع ايرانيين معارضين في الإقليم بالصواريخ والطائرات المسيرة، مشيرا الى انه وفقا لـ"المعهد الامريكي للسلام"، فان مواجهة الطائرات الايرانية المسيرة يشكل تحديا للولايات المتحدة وحلفائها منذ العام 2010 حيث تستخدم إيران المسيرات بشكل متزايد من أجل مضايقة خصومها في الشرق الاوسط، لكن الموقف اصبح اكثر اثارة للجدل بعدما صدرت ايران مسيرات الى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا، مضيفا ان "قرار ايران بمساعدة روسيا يشير الى تعميق التحالف الاستراتيجي بين طهران وموسكو".
ونقل التقرير عن الباحث في "معهد واشنطن" الأمريكي بلال وهاب، وهو أيضا خبير بالشؤون الكوردية، قوله إن ايران "تستخدم العراق كساحة تدريب مستهدف من أجل تحسين ترسانتها من الطائرات المسيرة قبل أن تتمكن من بيعها إلى روسيا"، مضيفا انها بمثابة "احجية"، ولا يبدو ان هناك من يهتم بكورد إيران.
وبحسب وهاب، فإن واشنطن توقفت عن التعامل مع جماعات المعارضة الكوردية الايرانية عندما انخرطت في المفاوضات التي ادت الى الاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015. وتابع قائلا ان "هذا التوجه استمر حتى خلال حملة الضغط الاقصى" التي طبقتها إدارة دونالد ترامب.
وقال وهاب ان "جماعات المعارضة الكوردية محاصرة سياسيا وتتعرض للهجوم العسكري"، في حين ان حكومة اقليم كوردستان "تسعى لتجنب المواجهة مع إيران". ولفت الى ان ايران منحت حكومة اقليم كوردستان مهلة نهائية لنزع سلاح هذه الجماعات بحلول ايلول/سبتمبر المقبل، او مواجهة غزو بري.
وختم التقرير بالقول إن جماعات المعارضة الكردية الايرانية نفسها منقسمة سياسيا، وهذا جزء من سبب عدم تمكن المجتمع الدولي من التمسك بقضيتها، ونقل عن وهاب قوله إنه بدلا من الاتحاد والنضال من أجل قضيتهم، فإن مجموعات المعارضة الكوردية الايرانية "اضعفتها الانقسامات الداخلية وانعدام الوحدة، مما يمنعها من أداء دور مهم".
ترجمة: وكالة شفق نيوز