شفق نيوز/ فيما تمارس العوائل العراقية في هذه الأيام اجراءاتها المعتادة استعداداً لفصل الشتاء من صيانة المدافئ النفطية وإعادة ترتيب الملابس الدافئة والأغطية السميكة، هناك عوائل على العكس من ذلك تترقب ما سيحل بها جراء الأمطار التي تسبب لهم قلقاً مزمناً حيث ستفيض بها مناطقهم ومنازلهم.
أهالي منطقة الطوافة في الجانب الايمن من مدينة الموصل يتخذون استعداداتهم لحماية منازلهم من الغرق هذا الشتاء بسبب الأمطار الغزيرة المتوقعة بحسب توقعات الأنواء الجوية، حيث يقومون ببناء مصدات وسواتر تحمي منازلهم من الأمطار ومياه الصرف الصحي التي ستفيض بها شوارعهم، حيث تتحول سنوياً إلى ما أشبه بمدينة فينيسيا البندقية- الإيطالية.
محاولات يائسة
ويقول محمد عزيز أحد سكان لوكالة شفق نيوز، لشفق نيوز، انهم يقنعون أنفسهم بأن هذه المصدات التي شيدوها أمام أبواب المنازل ستحميهم من الغرق، فالمياه بدأت تغمر منازلهم من شبكات المجاري التي لم تعد تستوعب كميات مياه الأمطار، وأن المياه تتسرب حتى عبر الجدران، وان مستوى المياه يصل الى متر تقريبا في بعض أجزاء الحي وفي كل عام تتجدد المأساة مع حلول فصل الشتاء وتستمر حتى نهاية موسم الأمطار دون أي حلول من قبل الجهات الحكومية.
اما ابو ابراهيم فيقول ان منطقتهم منخفضة نسبيا والمياه كانت تغمر شوارع الحي فقط، لكن بعد ان أخطأ أحد المقاولين في تعديل مجرى المياه الصندوقي تفاقمت المعاناة وتحول مشروع اصلاح المجرى الى نقمة عليهم وبدأت مناسيب المياه ترتفع حتى ان بعض العوائل تحاصرها المياه وتستنجد بكوادر الدفاع المدني لإنقاذها بالجرافات.
ويضيف ابو ابراهيم "رغم مطالباتنا ومناشداتنا الا ان الجهات المعنية لم تلتف لنا وفي كل موجة امطار يغرق ما يقارب 300 منزل في المنطقة ما يتسبب بخسارة المؤن والاثاث والاجهزة الكهربائية".
خسائر وأمراض جلدية
اما مهند حمدون فيشير الى ان "اطفال الحي بدأت تصيبهم امراض جلدية لكون المياه التي تجتاح منازلهم ليست فقط مياه الامطار بل مياه المجرى الصندوقي لاحدى شبكات المجاري التي تنقل اليهم ما لا يقل عن مياه خمسة احياء كبيرة من الجزء الغربي في المدينة، واحيانا تكون المياه مصحوبة بزيوت السيارات والمشتقات النفطية التي يلقيها البعض في شبكات المجاري وينتهي بها المطاف في منازلنا بالاضافة الى اطنان من الاوساخ تطفو في شوارع الحي، وهذا الامر أثر بصورة كبيرة على صحة الاطفال وبعضهم بدأ يعاني من ظهور امراض جلدية".
ويقول حمدون انه "في اخرة مرة امطرت غمرت المياه محل وكيل المواد الغذائية وتسببت بتلف اطنان من مادة الطحين ولم يستلم احد من سكان الحي حصته حتى اجبر الوكيل على شراء الطحين على نفقته الشخصية وتعويض سكان المنطقة".
ويتابع بالقول "أثناء هطول الامطار تضطر العوائل إلى السكن في الطابق الأعلى ونقل المواد الغذائية وما يمكن نقله من الأثاث والأشياء الضرورية، أما من تتكون منازلهم من طابق أرضي فقط فيضطرون الى مغادرة المنزل على عجل وحتى وان في ساعات الليل المتأخرة ولا يعودون الى المنطقة حتى تنتهي موجة الامطار وينخفض منسوب المياه، وهكذا هو حالنا مع كل موجة امطار رحلة نزوح وعودة ونحن على هذا الحال منذ سنوات".
عقبة الموازنة
مدير مجاري نينوى عماد أحمد، يوضح لوكالة شفق نيوز ان المشروع الذي تم العمل عليه هو اصلاح سقف المجرى الصندوقي الذي كان متضررا بضربة جوية ولم يكن هنالك اي تعديل عليه اما مشروع تأهيل المجرى وانهاء معاناة سكان الحي فهو متوقف بسبب عدم وجود التخصيصات المالية والمشروع محال من قبل وزارة البلديات والاعمار والاسكان الى احدى الشركات التركية ولا يمكن العمل به حتى يتم التصويت على الموازنة وان لم يصوت عليها ستستمر هذه المعاناة".
وتشهد مدينة الموصل عموماً موجات من السيول مع كل موسم امطار، وهنالك اكثر من 10 احياء سكنية فيها موزعة بين جانبي المدينة مهددة باجتياح المياه للمنازل فيها وذلك بسبب عدم استيعاب شبكات المجاري لكميات الامطار ومياه المجاري في آن واحد، بالاضافة الى تعرض هذه الشبكات لاضرار كبيرة بسبب معارك تحرير المدينة من تنظيم داعش الارهابي، وتبلغ نسبة شبكات المجاري داخل الموصل 29% لمياه الامطار و 3% للصرف الصحي وهي النسبة الاقل بين جميع المدن العراقية بحسب ما يعتقد مدير المجاري، عماد أحمد.