شفق نيوز/ ذكر موقع "آركو نيوز" المتخصص بشؤون علم الآثار، أن كشفا مغناطيسيا قام به علماء للعاصمة الآشورية القديمة "خورس آباد"، الواقعة في محافظة نينوى الحالية، أظهر وجو فيلا تضم 127 غرفة، وتبلغ مساحتها ضعف مساحة البيت الأبيض في واشنطن.

وبحسب تقرير موقع علم الآثار الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له، فإن الكشف المغناطيسي الذي قام به علماء الآثار للعاصمة الآشورية القديمة، اظهر ايضا وجود حدائق ملكية داخل الفيلا الضخمة، بالإضافة الى بوابة مائية، و5 مباني كبيرة كانت تستخدم لأغراض متعددة.

وأشار التقرير، الذي نشر بالانجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان هذا الموقع يعود تاريخه إلى 2700 عام، ويحمل اساسا اسم "دور شاروكين"، او "قلعة سرجون"، وشيد على يد الإمبراطور الآشوري سرجون الثاني في العام 713 قبل الميلاد.

وبحسب التقرير فإن سرجون الثاني كان قد بدأ في تشييد عاصمة جديدة، سميت باسمه، في صحراء العراق، وأن علماء الآثار ظلوا لفترة طويلة يعتقدون أن هذا المشروع الطموح تم التخلي عنه بمجرد أن بدأ العمل فيه ولم يخلف وراءه سوى بقايا موقع البناء.

 واستدرك التقرير قائلا أن دراسات حديثة لهذا الموقع، اظهرت نتائج مغايرة، حيث تبين ان هذه المدينة شهدت ازدهارا بالفعل خارج منطقة القصر، بحسب ما تظهره البيانات المأخوذة من الكشف المغناطيسي الدقيق حيث هناك هياكل وبنية تحتية غير مكتشفة حتى الآن داخل اسوار المدينة.

وذكر التقرير بأن سرجون الثاني توفي بعد سنوات قليلة من بدء العمل في "دور شروكين" التي صارت تسمى الآن خورس آباد، في حين سارع ابنه الى اقامة عاصمته الخاصة في مدينة نينوى، مضيفا انه على مدى الاعوام الـ 2500 التالية، طوى النسيان مشروع سرجون الثاني، لكن علماء الآثار من فرنسا، أعادوا اكتشاف الموقع.

واشار التقرير الى ان اعمال التنقيب التي قاموا بها في قصر سرجون، أظهرت وجود كنوز من الفن والثقافة الاشورية الجديدة، في حين أن الفرق التي كانت تنقب في أماكن أخرى من المدينة، لم تحقق شيئاً. 

وتابع التقرير قائلاً ان علماء الاثار توصلوا إلى أن القصر كان المبنى الوحيد الذي بدا داخل أسوار مدينة خورس آباد، والذي يشمل مساحة تزيد عن (1.7 × 1.7) كيلومتر مربع.

وتابع التقرير قائلا ان بعثة الآثار الفرنسية في خورس آباد، قررت في العام 2017، البدء بمشروع جديد لتقييم الأضرار الموجودة فوق الأرض والقيام بأول مسح جيوفيزيائي للآثار المدفونة في الموقع بعد انتهاء احتلال تنظيم داعش لـ"خورس آباد" رسميا لمدة عامين، حيث كانوا يتوقعون ان يكشف المسح عن البنية التحتية للمياه في المدينة، ويقدم نظرة جديدة حول تحصينات الجدار، وربما يكشف عن ادلة جديدة حول السكن خارج القصر.

 وذكر التقرير ان علماء علماء الاثار قاموا بهذا المسح المغناطيسي في ظروف صعبة للغاية حيث عملوا تحت عمق كبير تحت الارض وواجهوا ظروفا شديدة الصعوبة لإجراء هذا المسح من خلال جهاز يكتشف الهياكل المدفونة عن طريق رسم خرائط للتغيرات الطفيفة في المجال المغناطيسي للأرض.

ونقل التقرير عن بيان صحفي أصدره "الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي قوله، إن هذا الجهاز يشكل اداة مفيدة بشكل مذهل لعلماء الآثار الساعين للعثور على المباني المخفية المفقودة منذ قرون.

ولفت التقرير إلى أن عالم الجيوفيزياء من جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ الالمانية يورج فاسبيندر، هو المؤلف الرئيسي للدراسة التي قدم نتائجها في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي للعام 2024.

ونقل التقرير عن فاسبيندر قوله "نكتشف شيئا جديدا يوميا… كل هذا تم العثور عليه دون أي حفريات. ان التنقيب مكلف للغاية، ولهذا أراد العلماء أن يعرفوا بالتفصيل ما يمكن ان يتوقعوا انجازه من خلال الحفر، وهذا الاستطلاع يوفر الوقت والمال، وهو اداة ضرورية قبل البدء في اي عملية تنقيب."

 

ولفت التقرير إلى أن الكشف المغناطيسي رصد صورا لهياكل على عمق مترين إلى 3 امتار تحت الارض، وتكشف موقع البوابة المائية للمدينة، وحدائق القصر، و 5 مباني ضخمة، بما في ذلك الفيلا المكونة من 127 غرفة تشكل ضعف مساحة البيت الأبيض الأمريكي، مضيفا أن هذه الاكتشافات وغيرها، تمثل دليلا على ان خورس آباد كانت، على الأقل لبعض الوقت، مدينة تتمتع بالحياة، مشيرا الى ان الاكتشافات التي أعلن عنها فاسبيندر تكشف عن مشهد حضري حيوي يمتد الى ما وراء اسوار القصر، مما يشير الى ان هناك عاصمة نابضة بالحياة والنشاط.