شفق نيوز/ تجمع مئات المتظاهرين بعد عصر يوم الجمعة في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد احتجاجا على نقص الكهرباء والخدمات الاخرى مطالبين الحكومة بتوفيرها واحتواء الفساد.
وابلغ ناشطون شفق نيوز بان قوات الامن قامت بمضايقة المتظاهرين للحيلولة دون وصول الكثير منهم من جانب الكرخ، لكنهم افادوا بان الاجراءات الامنية سلسة ومؤمنة في ساحة التحرير.
وتسود مشاعر الاستياء في انحاء البلاد جراء النقص المزمن في الطاقة الكهربائية وتكرار الانقطاعات لفترات طويلة رغم الوعود المتكررة للحكومات العراقية بانهاء الازمة.
وتزداد نقمة السكان على سوء خدمة الكهرباء في فصل الصيف حيث تتجاوز الحرارة خمسين مئوية.
وانفقت الحكومات العراقية المتعاقبة مبالغ مالية طائلة على قطاع الكهرباء خلال العقد الماضي لكن الانقطاعات المتكررة تاتي على رأس شكاوى المواطنين الذين يحتجون ايضا على الفساد والفقر.
وقررت الحكومة الاتحادية تعطيل الدوام الرسمي في عموم البلاد يومي امس الخميس والاحد المقبل بسبب ارتفاع درجات الحرارة وفي خطوة لامتصاص الغضب الشعبي في محافظات الوسط والجنوب بسبب تراجع ساعات تجهيز الكهرباء.
ودعا العديد من الناشطين والصحفيين على صفحاتهم الشخصية في “الفيسبوك” الى المشاركة في التظاهرة التي اكدوا انها تأتي لـ”انتقاد فشل المسؤولين في توفير التيار الكربائي”، كما اكدوا ان التظاهرة التي ستنطلق في ساحة التحرير وسط بغداد “شعبية وليست ذات ابعاد سياسية”.
واشاروا الى ان التظاهرة “ليست منتقدة لوزير الكهرباء بإعتباره من المكون السُني، بل هي منتقدة لجميع المسؤولين في الحكومات المتعاقبة على العراق (علاوي، الجعفري، المالكي، العبادي) لفشلهم في توفير الطاقة الكهربائية”.
وعبر المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني يوم الجمعة عن اسفه لعدم توفير خدمة الكهرباء للسكان والقاء كل حكومة باللوم على الاخرى.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة ان “المواطنين يعانون في معظم المناطق من نقص كبيرا في الخدمات وبالخصوص الطاقة الكهربائية مع ارتفاع درجة الحرارة العالية في هذا الصيف اللاهب”.
واشار الى انه “كان من المتوقع من الحكومات المتعاقبة أن تولي اهتماما خاصا بحل هذه المشكلة وتنفذ خططا صحيحة لسد النقص في هذه الخدمة الأساسية”.
واستدرك الكربلائي بالقول “من المؤسف نرى بان كل حكومة تضع اللوم على ماقبلها ولاتقوم بتخفيف معاناة المواطنين”.
ولفت الى ان “المواطنين يعانون من جوانب أخرى منها عدم توفر فرص العمل المناسبة التي يحقق لهم الحق الأدنى من العيش الكريم حيث هناك نسبة عالية من البطالة والحكومات المتعاقبة أغفلت في وضع خطط لمعالجة المشكلة رغم الإمكانات الكبيرة التي تتوفر لدى العراق”.
وأكد الكربلائي أن “الحكومة لو استغلت ذلك بصورة صحيحة لما بقي مواطن من دون عمل بالرغم من هذه المشاكل”, مبينا انه “بالإضافة إلى الفساد المالي والإداري الذي يعتبر أم البلايا فهناك الإرهاب والانفلات الأمني الذي تعاني منهما مناطق مختلفة “.
وبين ان “معظم المواطنين لازالوا صابرين محتسبين ولايبخلون عن تقديم أرواحهم في محاربة الإرهاب الداعشي ولكن للصبر حدود حيث لايمكن ان يطول الانتظار إلى مالا نهاية له”.
ودعا االكربلائي الحكومة المركزية والحكومات المحلية بإن تتعامل مع طلبات المواطنين المشروعة باحترام وعدم اللجوء إلى الأساليب الخشنة في التعاطي مع مطالبهم المشروعة.
كما دعا الحكومة المركزية والحكومات المحلية بان تبذل قصارى جهدها في سبيل تحقيق تلك المطالب والتخفيف من معاناة المواطنين ولو مرحليا, محذرا من الاستخفاف بها.
ووجه الشيخ الكربلائي خطابه للمسؤولين بالقول “المأمول من المسؤولين أن يعملوا على تحقيق مطالب المواطنين وسد احتياجاتهم, وليتصوروا بعض الوقت أنهم يعشون في نفس الظروف الصعبة التي يمر بها عامة الشعب عسى أن يتحسسوا معاناة الشعب”.
واستضافت يوم الاربعاء لجنتا الطاقة والنزاهة في مجلس النواب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة بهاء الاعرجي ووزراء المالية هوشيار زيباري والنفط عادل عبد المهدي والكهرباء قاسم الفهداوي حول ازمة الكهرباء وتوفير الوقود للمحطات والتمويل.
وكلف رئيس البرلمان اللجان المختصة باعداد تقرير شامل عن وضع الطاقة الكهربائية والجهات المسؤولة عن التقصير في توفير الكهرباء، فيما يتجه ائتلاف دولة القانون لجمع تواقع لاقالة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي من منصبه.
بدوره، شدد محافظ بغداد علي التميمي على أن التظاهرات ممارسة حضارية وحق دستوري، مطالبا الحكومة العراقية بتوفير المناخات الآمنة لأي تظاهرة سلمية.
وقال التميمي في بيان اطلعت عليه شفق نيوز، إن "التظاهرات السلمية حق دستوري وممارسة حضارية تعكس الوعي والوجه المشرق للشعوب الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "على الحكومة ان توفر المناخات الآمنة لأي تظاهرة سلمية تنظمها الجماهير او المؤسسات المدنية".
واكد محافظ بغداد على "ضرورة مساندة جميع المطالب المشروعة التي ينادي بها المتظاهرون والتي تعتبر حقا وطنيا ودستوريا"، مؤكدا أهمية أن "نشجع ونساند كافة الخيارات والممارسات الحضارية والديمقراطية".
ودعا التميمي المتظاهرين الى "الالتزام بقواعد التظاهر السلمي وعدم السماح لمن يحاول الاساءة لمطالبهم المشروعة وسلوكهم الحضاري وليكونوا على قدر المسؤولية في المحافظة على النظام العام والممتلكات العامة والخاصة".