شفق نيوز/ لم يجد أهالي قرى في قضاء سنجار، من حل أمام مشكلة المدارس المدمرة، سوى اللجوء الى بيوتهم الطينية وتحويلها إلى مكان لتلقي الدراسة.
وتعرضت المدارس في قضاء سنجار، إلى الدمار بسبب سيطرة تنظيم داعش ومعارك التحرير التي جرت لطرد عناصر التنظيم الإرهابي من المنطقة.
فيما يبدو الإهمال الحكومي للإعمار تسبب بحرمان عشرات الأطفال من مواصلة دراستهم.
مدارس طينية
بيوت طينية في قرى تابعة لقضاء سنجار الواقع شمال غرب مدينة الموصل، كانت هي الحل لعودة أطفال قرى سنجار إلى مقاعد الدراسة بعد مرور أكثر من عام على عودتهم من النزوح.
وفي محاولة لسكان القرية من أجل توفير أي مكان لأطفالهم من أجل التعلم، تبرع مواطنون بدورهم المشيدة من الطين، لتكون مدارس ابتدائية لأطفالهم حتى لاتضيع عليهم المزيد من سنوات الدراسة.
وكالة شفق نيوز تجولت في المنطقة ووثقت هذه من خلال الصور المدارس الطينية، التي كانت بيتا لواحد من الاهالي في قرية "البيبي" وبيت آخر في قرية "الساير" تبرع بها اصحابها لتكون مدارس لطلبة القرية.
ورغم مرور سنوات على عودة الكثير من نازحي القرى العربية الى سنجار إلا أن الملف هناك لايزال معقداً بصورة كبيرة.
المعلمون والفصائل
كشف مصدر امني لوكالة شفق نيوز عن تهديدات مباشرة تلقتها الكوادر التدريسية من الفصائل المسلحة.
واضاف المصدر؛ أن الفصائل الايزيدية وجهت تحذيراً لأي معلم أو مدرس مسلم بعدم العودة او المباشرة بالدوام في مركز قضاء سنجار او القرى الايزيدية التي تسيطر عليها حتى وان كان كوردياً او عربياً فطالما كان مسلماً لا يمكنه العودة. وتابع المصدر؛ ان مديرية التربية تعلم بهذا الأمر جيداً وهو يسبب مشكلة لها فهنالك الكثير من المعلمين والمدرسين المسلمين تنسبوا على النواحي في القضاء بمناطق عربية رغم عدم الحاجة لهم لكن لا مكان يذهبون إليه.
وحاول مراسل وكالة شفق نيوز؛ الاتصال بمدير تربية نينوى نينوى غير أن الأخير لم يعلق على هذا الموضوع.
من جهتها؛ وصفت شعبة الاعلام في تربية نينوى، قضية سنجار بـ"المعقدة والسياسية"، ورأت أنه متى ما استقر المشهد فيها سيكون هناك عمل كبير.
وقال سامي الفضلي وهو من شعبة الإعلام في مديرية تربية نينوى؛ لوكالة شفق نيوز؛ إن "الحكومة المحلية في نينوى خصصت 5 مليار دينار عراقي لاعادة ترميم المدارس في سنجار وهذا التخصيص من ميزانية تنمية الاقاليم وستعمل على إعمارها في الفترة القادمة.
حلول بديلة
وفي غضون ذلك؛ ابلغ مصدر مطلع من داخل سنجار مراسل وكالة شفق نيوز؛ أن المعلمين والمدرسين العرب لا يذهبون الى تربية سنجار في مركز القضاء انما يراجعون فرعا للتربية في الموصل.
وبين ان الكوادر التدريسية تواجه مشاكل كبيرة في بعض الأمور التي لا يمكن حلها في هذا الفرع.
وأضاف المصدر؛ أن هناك مقترحا تم رفعه إلى وزارة التربية يقضي بفتح فرع لتربية سنجار في ناحية سنوني، ليكون مرجعا للكوادر العربية البعيدة عن مركز القضاء بالاضافة لتجنب المشاكل والصدام والابتعاد عن الاحتكاك بالفصائل الايزيدية المتشددة.
وتأتي هذه الأحداث بالرغم من الإعلان عن البدء بتنفيذ اتفاقية بغداد واربيل لتطبيع الاوضاع في سنجار الان النسيج المجتمعي هناك يحتاج الى الكثير من الجهود من اجل اعادة الحياة بصورة طبيعية بالاضافة الى الحاجة فرض القانون.