شفق نيوز/ عاصمة العراق الاقتصادية، كما يصنفها البعض، تعاني من مشكلات صحية كبيرة، والدليل على ذلك عدم اكتمال كثير من المشاريع الصحية التي مضى عليها سنوات من دون ان تنجز؛ من بينها مستشفيات في الاقضية والنواحي، وهو ما أفقد الكثير من المرضى أمل العلاج.
واليوم في قضاء ابي الخصيب الواقع جنوبي العراق يكشف بعض المواطنين عن تردي مشروع المستشفى الذي مضى عليه سنوات طويلة من دون اكتمال انجازة من قبل الشركات المنفذة.
يقول المواطن ابو ياسر، من اهالي منطقة نهر خوز لوكالة شفق نيوز ان قضاء ابي الخصيب فيه موارد مالية كبيرة والدليل وجود ميناء ابو فلوس، وبرغم ذلك فان القضاء يعاني من مشكلات كبيرة من بينها تردي الوضع الصحي.
ويردف ان حال القضاء كحال بقية الاقضية الشمالية من المحافظة، التي تعاني من مشاريع الفساد المتعددة الخاصة بقطاع الصحة في المحافظة، ما يضطر المواطن للسفر والعلاج في خارج العراق او التوجه للعلاج في العيادات الخاصة في محافظات عراقية اخرى .
ابو حسين الموسوي، مواطن من اهالي منطقة الاكوات في قضاء شط العرب يقول لشفق نيوز ان هناك مشروعا عبارة عن صحراء احالته الحكومة المحلية السابقة؛ والزائر للمشروع يجده عبارة عن صحراء لا علامات عليه ولا امل بانقاذ الكثير من المرضى في القضاء الذي يعد من الاقضية المهمة والملاصقة لمنفذ الشلامجة الحدودي، الذي تدخل من خلاله يوميا مليارات الدولارات ومع ذلك لا يمتلك مستشفى خاص بعلاج المرضى.
ويضيف ابو حسين، ان هذا يشير الى الفشل الحكومي تجاه عدم معالجة الازمة الصحية او العجز في التوصل لوضع حلول لانشاء مستشفى لقضاء شط العرب.
فيما يقول ابو اكرم، من اهالي قضاء الزبير الواقع غربي محافظة البصرة، ان القضاء يحتاج الى مشاريع صحية كثيرة فهو القضاء المتضرر من جراء الاستخراجات النفطية ومع ذلك هناك مشاريع صحية متأخرة الى الآن، من ضمنها مشروع المستشفى التركي، ولا نعرف لماذا هذا التخبط من قبل المسؤولين في عدم استجواب او محاسبة المقصرين بعدم انشاء المستشفيات .
وعلى صعيد متصل يطالب مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في البصرة، مهدي التميمي، عبر حديثه لشفق نيوز، مدير دائرة صحة البصرة بتخصيص مستشفى خاص للامراض المتنوعة الخارجة عن مرض وباء فيروس كورونا، وان يتم تسليم المستشفى التركي الى السلطات المحلية في المحافظة.
ويضيف التميمي، ان هناك حالات مرضية عديدة يجب ان تضع الصحة لها حلول عاجلة، موضحا ان دائرة الصحة وضعت وعودا بذلك لكن الى الآن لا يوجد تحرك حيال الامر، ويدعو التميمي الملاكات الطبية في البصرة الى انشاء مشروع العيادات الطبية المتنقلة لاكمال مشروعهم الانساني في علاج المرضىى، لافتاً الى ان مثل هذه المشاريع تتواجد في شتى الدول العربية لمساعدة المرضى والنظر الى العائلات الفقيرة والمتعففة .
من جهته يذكر نائب محافظ البصرة الاداري، ضرعام الاجودي، لمراسل شفق نيوز، ان الزيارات لمشاريع الصحة ليست الاولى وهناك مشاريع صحية فاشلة برغم اهميتها وتمتاز بالتعقيد وبخاصة المحلية التي تلكأت بالتنفيذ، مشيرا الى ان هناك مثال على ذلك هو الزيارات المتكررة لمستشفى قضاء ابي الخصيب الذي مضى عليه وقت طويل من دون انجاز.
ويردف ان الشركة المنفذة تعمل بشكل بطيء وجرى توجيهها الى ان تعمل بثلاثة شفتات (وجبات) صباحي ومسائي وليلي، لافتا الى انه لا يمكن السماح بتأخر مشاريع المستشفيات الخاصة بعلاج المرضى في المحافظة.
ويؤكد الاجودي تواجد "شركات غير مؤهلة وبائسة منفذة لمشاريع الصحة في محافظة البصرة" ، منوها إلى ان "الحكومة الحالية تسلمت هذه المشاريع الفاشلة من قبل الحكومة السابقة، اذ كانت اغلب تلك المشاريع متوقفة؛ بسبب التعامل من قبل الحكومة السابقة مع شركات غير قادرة على تنفيذ المشاريع الصحية".